القيء عند الأطفال الرضع أحد أكثر المشكلات الشائعة بين حديث الولادة، كما انه يعتبر سببًا واضح لأغلب الأمراض التي قد تصيب الطفل، وعلى الرغم من الإزعاج والقلق الذي يسببه القيء إلا أنه من الأمور الطبيعية التي يفترض حدوثها لديهم، ولا داعي للقلق طالما أن الطفل يتمتع بصحة جيدة.
ولكن هناك بعض الحالات التي يوجد عليها بعض إشارات الاستفهام، وفي هذه الحالة لابد من الخضوع لبعض الفحوصات الطبية للتعرف على السبب الأساسي للمشكلة وإيجاد علاج له، حتى لا تتطور المشكلة لحالة سيئة، واليوم ومن خلال مقالنا هذا سنوضح بعض الأسباب التي يمكن أن تتسبب في حدوث القيء للرضع ومعرفة طرق العلاج المختلفة.
القيء عند الأطفال الرضع
ومن أكثر الأثار السلبية التي يتسبب بها القيء عند الأطفال بأنه يفقد الطفل كميات كبيرة من السوائل والمعادن والأملاح التي يعتمد عليها خلال فترات النمو، ولذلك يتطلب من الأم عند مواجهة هذه المشكلة الانتباه إلى تعويض الطفل بكافة الطرق عن السوائل التي يفقدها في عملية القيء، ومن الأمور المهمة التي يجب اتباعها عند حدوث القيء عند الأطفال الرضع.
تجنب إرضاع الطفل أو إعطائه الحليب الصناعي أو بعض الأطعمة الصلبة.
الاهتمام بإعطائه كميات بسيطة من على جرعات متفرقة من السوائل، وتكون على النحو التالي:
الرضع: يعطى للرضيع ما يعادل ملعقة واحدة من محلول الكهارل عن طريق الفم جرعة كل ربع ساعة وتكون الرضاعة الطبيعية بكميات قليلة على فترات، وفي حالة استمرار القيء يفضل الانتظار حتى نصف ساعة بين الجرعات.
الأطفال: الأطفال من سن العامين يعطى الطفل جرعة تقدر بملعقتين من الكهارل عن طريق الفم كل ربع ساعة او رقائق الثلج أو مشروب الزنجبيل الدافئ والمرق، صودا الليمون الحامض، والعصائر المخففة وحالة الاستمرار بالقيئ لابد من الانتظار حتى نصف ساعة وبعدها تكرر نفس خطوات إعطاء السوائل.
بعد أربع ساعات من التأكد من توقف القيء لدى الطفل يجب إعطائه كميات عالية من السوائل تدريجيًا لتعويض الجسم.
في حالة توقف الطفل الرضيع عن القيء لمدة تتجاوز الثمانية ساعات ننصح الأم بالرجوع إلى إرضاع الطفل جرعات الحليب الطبيعية له، ولكن في حالة إعطائه الحليب الصناعي فيفضل البدء بجرعات صغيرة وزيادتها بشكل تدريجي وذلك بداية من ملعقتين من الحليب.
ي حالة توقف الرضيع عن القيء لمدة 24 ساعة فينصح بإعادة الطفل إلى النظام الغذائي المعتاد له، وفي حالة تكرار القيء بعد هذه الفترة من الأفضل مراجعة الطبيب.
أسباب القيء عند الأطفال الرضع
يرجع حدوث القيء عند الأطفال أو الرضع للكثير من الأسباب والعوامل، يمكننا أن نذكر منها:
التهاب المعدة والأمعاء: وهذه هي من أكثر الحالات التي تتسبب في حدوث القيء وحالات الإسهال لدى جمهور الأطفال والكبار والأكثر انتشارًا بينهم ويرجع حدوث هذه الحالة إلى الإصابة الفيروسية مثل فيروس العجلي أو الإصابة البكتيرية كالبكتريا العطيفة أو الإشريكية القولونية والطفيليات مثل الجيارديا.
حساسية الطعام: بعض الأطفال تظهر لديهم أعراض تحسسية بعد تناول نوع معين من الطعام بعدة دقائق أو ساعات على الأكثر وتكون أعراض ذلك في صورة غثيان وقيء وظهور بعض بقع من الطفح الجلدي وكل هذه الأعراض هي أعراض طبيعية ولكن في حالة وصول الأعراض إلى ضيق التنفس وانتفاخ بالفم أو الحلق، ينصح بزيارة سريعة للطبيب.
تناول أطعمة أو مشروبات سامة: عند تناول بعض من المشروبات أو الوجبات وبعضها يدخل الطفل في نوبات من القيء، والظن بأن هذه الأطعمة فاسدة أو مسمومة يجب التواصل مع الإسعاف على الفور، مع عدم اجبار الطفل على القيء أو تناوله أي أطعمة وسوائل.
التهاب السحايا البكتيري: تتمثل هذه الحالة عدوى تصيب الدماغ وتتمثل أعراضها في الصراخ الحاد وحدوث تشنج في الرقبة وارتفاع الحرارة والقيء، وتعتبر احتمالية حدوث هذه العدوى منخفضة جدًا خاصة بعد تطوير لقاح المستدمية النزلية.
الارتجاع أو التسرب: ويكثر حدوث هذه الحالة لدى الرضع دون القيام بأي مجهود، بعكس الحالات الأخرى التي يلزمها بذل مجهود، وملاحظة الأم وجد أن هذه الحالة كثيرًا ما تحدث عند رضاعة الطفل للحليب وهي من الحالات طبيعية الحدوث لدى الأطفال الذين يقل أعمارهم عن عام، وتحدث بهدف التخفيف من امتلاء المعدة، والتي تشعر الرضيع بعدم الراحة.
حالات القيء التي تلزم مراجعة الطبيب
ملاحظة حالة الرضيع وفي حالة ظهور أي من علامات الجفاف المتمثلة في انخفاض في معدل التبول جفاف الفم والحلق، العين الغائرة.
إذا كان القيء باللون الأصفر المخضر، أو ما يشبه البن، أو اختلط ببعض الدماء.
انتفاخ أو تصلب البطن مع وجود ألم وتهيج الأمعاء بحدة.
حالات القيء العنيفة ذات الكمية الكبيرة والقوية.
في حالة انتفاخ أو احمرار أو وجود ألم في كيس الصفن لدى الذكور.
تأثير معدلات القيء عند الأطفال على معدلات زيادة الوزن بسبب فقد التغذية اللازمة.
حدوث السعال أو الشرقة مع القيء.
اضطراب الحالة المزاجية للطفل الرضيع.
مضاعفات استمرار القيء
عند حدوث القيء لدى الرضيع من الممكن أن يصاحبه عدة أعراض أخرى وخاصة إذا أستمر أكثر من ثلاث أيام ومنها:
الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة.
حالات إغماء خفيفة ونادرة الحدوث للطفل.
عدم استطاعت الطفل للرؤية لتشويش العينين.
ظهور بعض نقاط الدم في القيء.
آلام مستمرة في منطقتي الصدر والبطن.
القيء عند الأطفال الرضع
وبعد أن ذكرنا كل هذه الأمور نستخلص أن هناك بعض من حالات القيء عند الأطفال الرضع تحدث بشكل طبيعي، والبعض الآخر يظهر عند حدوث بعض المشكلات المرضية.
القيء الذي يحدث للرضع من عمر يوم حتى الست أشهر يسمى بارتجاع المريء، حيث يقوم الطفل بترجيع بعض من الحليب الذي يتناوله، كما يمكن أن يكون نزلات البرد الشعبية هي أحد الأسباب الأخرى وفي هذه الحالة تواجه الأم صعوبة في إرضاع الطفل ويمكنك استشارة طبيب في هذه الحالة.
هناك فئة أخرى من الرضع يعانون من مشكلة الانسداد المعوي وهي حالة نادرة الحدوث ويتمثل في وجود انسداد في الصمام الذي ينظم عبور الطعام من المعدة إلى الأمعاء الغليظة مما يعرقل حركة عبور الطعام من خلاله ومن الممكن أن يلزم الأمر تدخل جراحي.
وفي نهاية مقالنا لكم اليوم نكون قد أوضحنا الكثير من الأمور المتعلقة حول الرضع وخاصة القيء عند الأطفال الرضع، مع تقديم شرح وافي لمجموعة كبيرة من الأعراض والأسباب، ويضاف إلى ذلك عدة طرق للوقاية من ذلك.