“ملاكي الجميل: مالي أراك اليوم قد علا وجهك القلق والخوف؟.. أمن شيخوخة لاحت وتجاعيد بدت؟ أم من نظرات حب وإعجاب قد تخبو وتتوارى مع الأيام؟
“… هكذا وصف بودلير، في أبيات شعر قليله، الحالة المعنوية للمرأة، عندما ترى أول تجاعيد تظهر على وجهها، والتي تخشى مع تقدم سنها، من نظرات من يحبها
إنه لسؤال محير، وهو تساؤل الأمس، واليوم والغد، ذلك السؤال الذي تكرره المرأة، عند ظهور أولى بوادر التجاعيد على وجهها. وتعبر التجاعيد، بصفة عامة، عن تلك الأحداث السارة والمؤلمة التي حدثت للإنسان. ومع هذا، فلا ترجع كل التجاعيد بالضرورة، الى مرور الزمن، وكبر السن اذا توجد في الواقع التجاعيد المعبرة، التي يمكن ان تظهر ايضاً على الوجه في مرحلة الشباب.
التجاعيد المعبرة: إن بعض النساء، وكذلك الصغيرات جدا في السن، وبالأحرى المراهقات، تظهر على وجوههن تعبيرات خاصة، وذلك في صورة تجاعيد تظهر على الوجه، ثم تبدأ هذه الخطواط، وتلك العلامات المعبّرة في التعمق، الأمر الذي تتحول معه هذه الخطوط الى تجاعيد غائرة، تتنافى وجمال الوجه.
التجاعيد الناتجة عن كبر السن: للتجاعيد الناتجة عن كبر السن أصل فسيولوجي، لانها تمثل جزءا من دورة حياة كل كائن حي: فالثمرة تكون كبيرة، ورائعة ولامعة في الصيف، ثم تضمر وتصبح غير شفافة في الشتاء. وهكذا حال الزهرة بل وحال المرء في فصول الحياة.
لماذا تتكون التجاعيد: يرجع السبب الرئيسي في تكوين التجاعيد، الى تغير وخلل في سمك طبقات الجلد، لنقص مرونة الانسجة الموجودة تحت البشرة (العضلات والشحوم) التي يستند عليها جلد الانسان، الامر الذي يجعل البشرة تترهل وتتجعد. وهكذا تظهر التجاعيد على البشرة.
ولهذا يغدو لزاما علينا، ان نبحث في اسلوب تكوين التجاعيد بالداخل اكثر من الخارج فنقص الماء يلحق اولا وقبل كل شيء بالانسجة الموجودة تحت الجلد. ولا شك ان البشرة، تتعرض وتعاني بل وتتأثر من هذا النقص ومن تم تتكون التجاعيد حيث الأماكن الاكثر نقصًا للأنسجة، والعضلات والشحوم.
ومن بين الأسباب الرئيسية لظهور التجاعيد، بغض النظر عن كبر السن نستطيع ان نذكر خلل الهرمونات والنحافة الناتجة عن مختلف الأمراض ونظام التغذية الخاطئ واسلوب الحياة غير السليم.
كما ان عوامل البيئة الخارجية قد تكون سببا في ظهور التجاعيد ومن بين هذه المؤثرات نذكر على سبيل المثال تأثير الجو وخصوصاً اشعة الشمس التي تحدث أَضرار خطيرة بالبشرة الحساسة، ومنها خفض نسبة الماء بالجلد. ومن اسباب ظهور التجاعيد على البشرة، نذكر ايضا الاستخدام الخاطئ لمستحضرات التجميل بما يتناسب ونوع البشرة.
والواقع انه تظهر على البشرة الدهنية، علامات الشيخوخة بصورة أبطأ بكثير من تلك البشرة الجافة، على الرغم من أن تلك الأخيرة تبدو اكثر جمالا في مرحلة الشباب. ويرجع سبب حفاظ البشرة الدهنية على انبساطها، الى الكمية الوفيرة للشحوم الحمضية (التي تفرزها الغدد الدهنية، والغدد العرقية) التي تغطى البشرة بالشحوم، حماية لها من المؤثرات الخطيرة التي يمكن ان تضر بها.
علاج مضاد للتجاعيد: ان العلاج وأسلوب التجميل المضاد للتجاعيد، الذي ينفذ في معاهد التجميل المتخصصة، فعال للغاية. غير ان مفعوله يقل، إن لم يصاحبه بل ويعاونه علاج معادل في المنزل بمواد حيوية منشطة وكريمات مرطبة تستخدم في صورة أقنعة.
ولا غنى عن معالجة البشرة مرة كل يوم بالكريم، أو الزيت الذي تدخل في تركيبه المواد الحيوية المنشطة للجلد، والتي تستخدم في تغذية البشرة وتحافظ على مرونها أو تجعلها مرنة وناعمة. والمواد الحيوية المنشطة هي مواد قادرة على تغذية وتحسين حالة الجلد، ذلك لأنها تشتمل على الفيتامينات والبروتين والهرمونات التي تعمل على تنشيط خلايا الجلد.
ومن الضروري، عند استخدام المواد التي تعمل على تغذية وتنشيط البشرة ان توضع كمية بسيطة على الجلد، ثم تدلك البشرة بصورة دائرية، من اسفل الى أعلى، أو بالطرق المختلفة للتدليك (المساج). وبعملية التدليك هذه، لن تتغذى البشرة وتكتسب حيوية ونشاطا فحسب، لكنها تنبسط ايضا، وتتخلص مما بها من سميات.
وينبغي، بالإضافة الى ذلك ان نحمى البشرة بكريم مرطب، وذلك ابتغاء الحفاظ على الرطوبة الطبيعية الداخلية للأنسجة. وينبغي تكرار هذه العملية مرة كل يوم في الصباح، بعد النظافة العادية. ويمكن ايضا تكرار هذه العملية خلال ساعات النهار اذا كانت المنطقة المراد ترطيبها، جافة جداً.
وننصحك بترطيب البشرة أولاً بالتدليك بخفة، ثم طرق الجلد طرقات خفيفة، ويفضل ان تبلل الطبقة الصلبة واللامعة في البشرة، بالمواد المرطبة. وننصح هنا بعمل قناع مضاد للتجاعيد مرة على الأقل كل اسبوع. ومن المهم جداً أثناء عمل هذا القناع، ان يكون الجسم في حالة راحة واسترخاء تأمين ويفضل ان يكون ذلك في مكان هادئ، ذي إضاءة خافتة.
ولتحاشى ظهور التجاعيد، ينبغى ان تكون عضلات الوجه في حالة استرخاء وننصح هنا باستخدام بعض المستحضرات المناسبة التي تفيد إيما فائدة، إذا ما تمت المداومة على استخدامها كل مساء، ولمدة طويلة على ان يستخدم اولا كريم من نوع جيد للوجه.
الوقاية من التقلبات الجوية: تمثل الوقاية من التقلبات الجوية، جانباً من أبسط قواعد تجنب التجاعيد وعلاجها. فالرياح، والبرد، والشمس، تتطلب علاجاً موسيماً، بإستخدام كريمات خاصة، تحول دون الإتصال المباشرة للبشرة مع المؤثرات الخارجية. وننصحك بأن تستخدمي في فصل الصيف، بعض المستحضرات التي تحجب اشعة الشمس القوية. كما ينبغي ارتداء نظارات الشمس القاتمة اللون خلال فصل الصيف، تفاديا لظهور التجاعيد على الجبهة.
وأما في فصل الشتاء، فعليك ان تضعي كريم أساس من نوع جيد، بهدف عزل البشرة، بقدر المستطاع، عن المؤثرات الجوية.
أهمية الحياة السليمة من الناحية الصحية: إن الحياة المنظمة الرتيبة، تضمن بلا شك، ان تظل البشرة ناعمة، مشرقة، مليئة بالحيوية والشباب، خلال فترة طويلة. والتمرينات الرياضية ايضا هامة جداً في هذه الناحية. كما ان قضاء وقت في الهواء الطلق، يعد بدروة من الأمور الضرورية، لما له من نتائج عديدة ومفيدة، بل ولازمة من أجل جهازنا العضوى وبشرتنا.
وينبغي على الأفراد الذين يؤدون عملاً، يضطرون معه الى الجلوس فترة طويلة، ان يقوموا ببعض الأنشطة، أو التمرينات الرياضية الخاصة بتحريك عضلات الجسم، كالسير مسافات طويلة، والسباحة، أو العاب القوى أو التنس… الخ. ويفضل ان يكون ذلك خلال ساعات الصباح.
والنوم ايضا من الأمور الهامة جداً لجمال البشرة، وصحتها، وسلامتها، إذ تنبسط التجاعيد وتستريح الخلايا العصبية والعضلية، والخلايا الطاردة للسموم بالجهاز العضوى. والمعدل العادي للنوم للفرد، هو ثمانية ساعات في اليوم كما ان الاسترخاء لا يقل أهمية عن النوم، فهو ايضا يفيد في تجنب ظهور التجاعيد، كما يفيد في علاجها.