اكتسب المغربي أشرف السكاكي لقب أشهر هارب من السجون في العالم بدون منازع، وتحوّل إلى أسطورة في عالم الإجرام وأسمته الصحافة البلجيكية بمرعب مراكز الأمن.
وأعاد خبر نشره موقع بلجيكي اسم أشرف السكاكي إلى الواجهة الإعلامية وهو الذي طالما شغل اهتمام الإعلام الدولي والأوروبي على الخصوص.
وجاء في الخبر أن السلطات البلجيكية تمكنت من إفشال مخطط لمساعدة أشرف السكاكي على الهروب من سجن سلا المشدد الحراسة وسط المغرب، حيث اعتقلت شخصين كانا يشاركان في تنفيذ مخطط الفرار بعد أن جنّدهم الشاب المغربي عبر وسطاء لمساعدته في الهرب من السجن. ولكن هذه المرة هي ليست الأولى للمغربي أشرف السكاكي، إليكم أبرز محطات هروب هذا الشاب.
وبدأت أول عملية فرار لأشرف من الإصلاحية التي أمضى فيها عامين وهرب منها عدة أشهر قبل أن تتمكن أجهزة الأمن البلجيكية من إعادة اعتقاله. وخرج الشاب المغربي من السجن سنة 2003 بعد أن قضى حوالي ثلث المدة المحكوم عليه بها وكانت 19 سنة بإطلاق سراح مشروط لحسن السلوك.
نفذ بعدها حوالي 16 عملية سرقة مسلحة للبنوك في مناطق مختلفة في بلجيكا وفي مدة خمسة أشهر فقط، إضافة إلى مطاردات وإطلاق نار على الأمن البلجيكي كانت تنتهي دائماً بتمكنه من الفرار معززاً أسطورته في عوالم الإجرام البلجيكية حيث أصبح يحمل لقب الزعيم، في حين كانت الصحافة البلجيكية تسميه بمرعب مراكز الأمن.
في شهر يوليو/تموز2009 في مدينة بروج بالمملكة البلجيكية، في يوم صيفي عادي ولكنه سيتغير بعد لحظات ليصبح اليوم الذي شهد فيه هذا البلد أشهر وأجرأ عملية هروب من السجن. ففي سجن المدينة كان السجناء في منتصف هذا اليوم منتشرين في الساحة للاستمتاع بفسحتهم اليومية في الهواء الطلق، وفجأة هدير قوي يصم الآذان يأتيهم من السماء مع ريح قوية تمنعهم من رفع أعينهم لاستطلاع الأمر. وانتشر السجناء على أطراف الساحة فارين من هذا الضجيج القوي المصحوب برياح قوية قبل أن يتمكنوا من معرفة حقيقة ما يقع، حيث وأمام أعينهم المشدوهة نزلت طائرة مروحية من النوع السياحي وسط ساحة السجن وتوجه إليها ثلاثة سجناء ركبوها وحلقت الطائرة مغادرة. الأمر استغرق لحظات فقط ظلت خلالها أعين السجناء وكذلك الحراس مشدوهة عاجزة عن رد الفعل، في حين غادرت الطائرة حاملة معها ثلاثة من السجناء في عملية فرار غير مسبوقة على شاكلة الأفلام الهوليودية، وفي هذا اليوم أعلنت ولادة شخصية إجرامية غير عادية، بحسب جريدة بلجيكية إلكترونية. ولكن القصة لم تبدأ هنا وليست هذه نهاية القصة كذلك.
في سنة 2009 هرب من بلجيكا إلى المغرب، وهناك ألقي القبض عليه حيث نقل إلى سجن مدينة وجدة شرق المغرب مع شريكه محمد الجوهري في حين كان الشريك الثالث لهما وهو عبد الحق ملول قد وقع في يد الأمن البلجيكي.
عشيقة أشرف كانت تزوره في السجن مستعملة وثائق هوية مزورة على أنها أحد أفراد عائلته بالمغرب، وتسلمه في كل زيارة حبوباً طبية تساعد على فقدان الوزن في فترة وجيزة إضافة إلى نظام غدائي صارم وتمارين رياضية قاسية مكنته من فقدان عدة كيلوغرامات من وزنه مع الاحتفاظ برشاقة وقوة الجسم.
في اليوم المحدد لتنفيذ الخطة وصلت عشيقته إلى السجن وبرفقتها حقيبة سفر من النوع المزود بعجلات وتمكنت من إدخالها حتى قاعة الزيارة مستفيدةً من تواطئ أحد حراس السجن معها وهو ما لم يتم الكشف عنه بشكل رسمي.
واستغل أشرف غفلة الحراس ليطوي جسده برشاقة في حقيبة السفر وتغادر عشيقته السجن المحلي لمدينة وجدة شرق المغرب بهدوء وهي تجر الحقيبة دون أن ينتبه أحد لغرابة الأمر وذلك بتاريخ الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
عاود الأمن المغربي اعتقاله مرة أخرى وهو بصدد مغادرة المغرب عبر مدينة مليلة الخاضعة للسيطرة الإسبانية شمال شرق المغرب، وهو حالياً يقضي عقوبة 12 سنة بالسجن المغربي الأشهر والأشد حراسة سجن سلا وسط المغرب.
وكالات