كثيرة هي المفاجآت التي يقع عليها الفلكيون أثناء إنجازهم لعمليات الرصد المستمرة لأعماق الكون.
وقبل فترة قصيرة اكتشف الفلكيون واحدة من أغرب الظواهر الفلكية التي تنقض الكثير من القوانين والمعطيات الفيزيائية عندما عثروا على نجم يدور حول كوكب.
واليوم تأتي المفارقة الفلكية الثانية من خلال الإعلان عن اكتشاف حالات يكون فيها كوكب منفرداً محكوماً بالدوران حول نجمين. جاء ذلك في تقرير جديد نشره موقع «سبيس دوت كوم» على الإنترنت.
وبالرغم من أن الثنائيات النجمية مكتشفة منذ بضع عشرات السنين، إلا أن أحداً من الفلكيين لم يكن يتصور أن يعثر فيها على كوكب يمكنه الدوران حول النجمين المقترنين بقوة التجاذب. ولقد اكتشف العلماء أن الثنائيات النجمية كثيرة الشيوع في مجرة درب التبانة حيث يكون لكل نجم عملاق نجم رفيق أصغر منه يكون مأسوراً بجاذبيته.
ولم يكن أحد يتصور أن تسمح بيئة الثنائيات النجمية بتشكل الكواكب أو ببقائها على حالها دون أن تلتهمها النجوم. ويعبر مايكل مايور، الفلكي في مرصد جنيف عن هذا الحال بالقول: «قبل بضع سنوات فحسب، كان يسود الظن لدى الفلكيين من أن الثنائيات النجمية تشكل أسوأ مكان في الفضاء للبحث عن الكواكب. ولهذا السبب، كنا نستبعدها في عمليات الرصد التي تستهدف البحث عن الكواكب غير الشمسية».
ولقد اتضح فيما بعد أن احتمال وجود الكواكب حول الثنائيات النجمية لا يقل عن احتمال وجودها حول النجوم المنفردة. وأثبت نموذج حاسوبي متطور أن أنظمة الثنائيات النجمية تعدّ مكاناً مفضلاً لنشوء وتطور الكواكب شبيهة الأرض.
ويوضح النموذج الحاسوبي أن بعض كواكب الثنائيات النجمية تدور حول النجمين معاً بطريقة شبيهة بدوران كل من إلكتروني جزيء الهيدروجين حول نواتيهما. وفي حالة أخرى، يمكن أن يدور الكوكب حول أحد نجمي الثنائية النجمية وذلك بحسب حجم كل منهما وبعدهما عن بعضهما وحجم الكوكب المنجذب.