قال العلماء إن بقايا الأكواخ القديمة في جنوب أفريقيا، الموجودة منذ 1000 عام تقريبا، يمكنها أن تقدم أدلة لفهم نقطة الضعف الغريبة في المجال المغناطيسي للأرض.
ويؤكد العلماء إن هذه الأدلة يمكنها أيضا أن تكشف الدور الذي يلعبه المجال المغناطيسي للأرض في الانتكاسات الدورية لأقطابها المغناطيسية، والتي تؤدي إلى انعكاسها.
ووجد العلماء أن مناطق الأرض التي كانت بها تلك الأكواخ القديمة في جنوب أفريقيا منذ ألف عام ما زالت تحتوي على معادن رئيسية، سجّلت نشاط الحقل المغناطيسي للأرض وقت حرق هذه الأكواخ خلال الطقوس القديمة، وهذه السجلات المحفوظة كشفت للباحثين المزيد عن نقطة الضعف الغريبة الموجودة في المجال المغناطيسي للأرض، والتي تسمى “شذوذ جنوب المحيط الأطلسي”، وربما يمهد هذا الطريق نحو اكتشاف آلية الانتكاسات المفاجئة التي تحدث في هذا المجال وتؤدي لانعكاسه.
وقال العالم “جون تاردونو”، الجيوفيزيائي من جامعة روشستر في نيويورك والمؤلف الرئيسي للبحث، في بيان له: “منذ فترة طويلة كنا نعتقد أن هذه الانتكاسات تبدأ في مواقع عشوائية، ولكن دراستنا تشير إلى أن هذا الأمر قد لا يكون كذلك، ربما ليس عشوائيا، وربما توجد آلية واضحة لذلك يمكن اكتشافها بمزيد من العمل والدراسة والبحث الدقيق”.
وأوضح تاردونو في مقابلة أن البيانات المستمدة من مناطق الأكواخ تشير إلى أن نقطة الضعف الغريبة في المجال المغناطيسي للأرض تتشكل ثم تضمحل ثم تتشكل ثم تضمحل، وفي النهاية تتشكل بقعة كبيرة منها وتتضخم في الحجم بطريقة غريبة، إلى أن يحدث الانعكاس المغناطيسي المفاجئ لكوكب الأرض.
نقطة الضعف في المجال المغناطيسي للأرض والمعروفة باسم “شذوذ جنوب المحيط الأطلسي” هي عبارة عن نقطة تعرج في الدرع التي تحمي الأرض من الأشعة الكونية، والموجودة على بُعد 124 ميلا فوق سطح الأرض (حوالي 200 كلم).
وقد تكون هذه النقطة أخطر مكان في المجال المغناطيسي للأرض بالنسبة للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية عند محاولة اجتيازها، لأن أي جسم إلكتروني يحاول السفر من خلال تلك النقطة عُرضة لإشعاع قوي من الفضاء، ويمكن أن يتعرض لعُطل فني بسهولة كبيرة.
حتى أن تلسكوب هابل الفضائي تتعطل قياساته عند مروره فوق هذه النقطة الشاذة في المجال المغناطيسي للأرض، ففي هذه المنطقة بدلا من أن يقوم المجال المغناطيسي بطرد جسيمات الطاقة من الأشعة الكونية نحو الخارج، يجذبها نحو الداخل، مما يؤدي لإضعاف المجال العام في هذه المنطقة، والغريب أن هذه الحالة آخذة في التزايد.