كشفت دراسة جديدة بأن الأفراد الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة هم الأكثر حيرة في العالم إذا أضاع أحدهم طريقه. وقد تم إجراء تلك الدراسة للكشف عن إدراك الناس للاتجاهات والسلوك الملاحي حول العالم، وتأتي هذه النتائج في إطار واحدة من أضخم الدراسات العالمية الملاحية التي أجريت حتى اليوم، تم فيها استطلاع آراء نحو 12500 شخص من 13 دولة حول العالم، شملت دولة الإمارات، بشأن إدراكهم للاتجاهات وعاداتهم الملاحية. وكشفت الدراسة أنه 97% من الذين أجابوا على أسئلة الدراسة في دولة الإمارات يضيعون الطريق في جزء من رحلاتهم، وأوضح أكثر من الثلث (36%) سبب فقدانهم للاتجاه إلى كونهم على عجلة من أمرهم. ويعتقد 38% من المشتركين بالدراسة من الإمارات أن إدراك الاتجاه أمر يمكن تعلّمه. كما بينت الدراسة أن سكان الإمارات هم أكثر أشخاص في العالم يستخدمون المطاعم كنقاط دالّة عند إرشاد الضائعين عن طرقاتهم. .
واعترف 10% فقط من سكان الإمارات أنهم لا يستخدمون وسيلة للملاحة عندما يكونون في مكان لا يعرفونه، وذلك بالمقارنة مع 25% من المشتركين بالدراسة عالمياً من الذين يعتمدون على وسائل الملاحة على الإنترنت وعلى الهواتف النقالة لإيجاد الطرق الصحيحة. وبشكل أدق يستخدم 13% من الناس في العالم الهاتف النقال كوسيلة ملاحية رئيسية، مقارنة بنسبة تساوي الصفر قبل سنوات قليلة.
ووجد هذا البحث العالمي أن 10% من المشاركين عالمياً يجدون أنه من المستحيل معرفة الطريق في لندن، وتليها باريس مباشرةً بنسبة 9% ثم بانكوك بنسبة 5% فهونغ كونغ 5% وأخيراً بكين 4%، ما يجعل منها «مدن الضياع» الخمس الأولى على سطح الكوكب.
ووفقاً للدراسة جاءت ألمانيا على رأس الدول كأفضل مكان يشعر فيه الناس بإدراك الاتجاهات، إذ ذكر ثلث الناس فيها أنهم لم يضلوا طريقهم هناك مطلقًا. ولا يبدو الأمر غريباً في ذلك إذا علمت أنها الدولة الأكثر اعتماداً على الملاحة عن طريق الأقمار الاصطناعية. وأقرت واحدة من بين كل عشر نساء فيها بأنها لا تستطيع قراءة الخريطة التقليدية، وتعتبر هذه النسبة ضعف نسبة الرجال الذين يجهلون قراءة الخرائط. ويعني هذا أن نهاية الخريطة التقليدية والبوصلة أصبحت وشيكة، حيث تعد مهارات قراءة الخرائط ضعيفة على مستوى العالم بأسره.
ووجدت الدراسة بأن واحداً من كل خمسة أشخاص يعتقد أن إدراك الاتجاهات هو شيء وراثي، وأن من لديهم إدراك سيئ للاتجاهات ولدوا وهم كذلك. ولكن يبدو أن التمتع بإدراك جيد للاتجاهات أمر نادر، فعلى الرغم من التطورات الهائلة التي طرأت على الخرائط على الإنترنت والملاحة عن طريق الهاتف النقال، ما زال كل المشتركين بالمسح تقريباً (93%) يضيعون الطريق على نحو متكرر، حيث يضيّع الشخص 13 دقيقة في المتوسط في كل مرة. ولهذا تأثير سلبي كبير على بعض الناس، إذ يتغيب واحد من بين كل عشرة أشخاص عن مقابلة عمل أو اجتماع مهم أو رحلة جوية لأنه ضل طريقه.
ويعتمد كثير من الناس الذين يسألهم الغرباء عن الاتجاهات معالم بارزة مثل التماثيل والجوامع والجسور كعناصر مميزة تقود إلى الوجهة المنشودة. إلا أن الناس في الإمارات يفضلون استخدام المطاعم لتحديد الاتجاهات للآخرين. وهذا انعكاس آخر لثقافة وتكوين المدينة، بينما يستخدم الصينيون مثلاً ناطحات السحاب لتحديد الاتجاهات عادةً. وتشكل حلول الخرائط في الأجهزة النقالة مثل «نوكيا 6210 نافيجيتور» وسيلة مثالية للبقاء على الطريق الصحيح. ويستطيع الناس بلوغ وجهاتهم بفاعلية أكبر مع ما تتضمّنه تلك الأجهزة من ميزة توجيه المشاة منعطفاً بعد آخر ونظام تحديد مواقع (GPS) عالي الحساسية وبوصلة مدمجة.
حقائق حول مناطق الإمارات:
– أبو ظبي: تفضل التفاعل الشخصي، حيث يسأل حوالي الثلث (29%) عن الاتجاهات وهم على الطريق. أما دبي وهي المدينة الأكثر إرباكاً في الإمارات، حيث يقر ربع المقيمين فيها (24%) بأنهم يضلون طريقهم عندما يكونون في مدينتهم الأم. وقد تكون دبي هي العاصمة المالية ومع ذلك يفوت (17%) تقريباً من المدراء اجتماعاً معيناً لأنهم يضلون الطريق. وفي الشارقة: اعترف 5% من المقيمين في الشارقة بأنهم يجدون إرشاد الغرباء إلى الاتجاهات الخاطئة أمراً مسلياً. وفي عجمان يختار (10%) من المقيمين في عجمان ناطحات السحاب كنقطة دالّة لدى إرشاد الغرباء التائهين. ويعتقد أكثر من نصف المقيمين في الإمارة (55%) أن إدراك الاتجاهات يأتي من خلال التجربة. وفي رأس الخيمة يستخدم ثلث المقيمين في رأس الخيمة (33%) أدوات الملاحة عن طريق الأقمار الاصطناعية الموجودة في الهواتف النقالة أو الخرائط الرقمية لإيجاد طريقهم، وهذه هي النسبة الأعلى في الإمارات. ولذلك يستغرق أكثر من ثلث المقيمين في رأس الخيمة والفجيرة أقل من خمس دقائق للعودة إلى الطريق الصحيح عندما يضيعون، وهم الأسرع في ذلك في الإمارات. ومع ذلك يرفض أكثر من ربع سكان رأس الخيمة الاستفسار عن الاتجاهات من الغرباء عندما يضيعون الطريق. أما الفجيرة وهي أكثر المدن تنظيماً على مستوى الإمارات، حيث يخطط أكثر من نصف سكانها (55%) للطريق التي سيسلكونها قبل الخروج. كما أن أهلها هم الأكثر اعتماداً على الخرائط الورقية للوصول من النقطة أ إلى النقطة ب في الإمارات كلها (25%). وفي أم القيوين حيث سكان أم القيوين هم أفضل الملاحين في الإمارات، حيث يزعم أكثر من ثلثهم (39%) أنهم لم يضيعوا أبداً. ويفوت أكثر من ثلثهم (34%) حضور حفل زفاف بسبب ضياعهم على الطريق. ويستخدم حوالي نصف المقيمين في الإمارة (42%) المتاجر لتحديد الاتجاهات للآخرين.