قام العلماء لأول مرة في العالم بتصنيع ساق حية لفأر في المختبرات، يدور فيها الدم دورة كاملة وتستجيب للمنبهات، وهذا الاختراق يمكن أن يؤدي إلى تنمية أطراف حيوية للمبتورين.
وقد صنّع ساق الفأر باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام، ويعمل بها أوردة وأنسجة عضلية كاملة، إلا أن الرحلة نحو بداية التصنيع بدأت من فأر ميت.
وقاد هذه الرحلة الدكتور “هارولد أوت” من قسم الجراحة ومركز الطب التجديدي MGH، وسوف تنشر نتائج هذه الرحلة العلمية المثيرة في مجلة Biomaterials في شهر أغسطس/آب المقبل.
وقام “أوت” وفريقه بنزع خلايا حية من فأر ميت، وذلك باستخدام تقنية تسمى decellularization، وتضمنت هذه العملية ترك أطراف الفأر الميت في محلول منظف لمدة أسبوع.
وبعدها زرع العلماء خلايا الأوعية الدموية والعضلات المنزوعة من الفأر في عملية تسمى recellularization، لصناعة طرف جديد، ووضعوا هذا الطرف بعدها داخل مفاعل حيوي مملوء بمحلول مغذي لزراعة الخلايا، وطبقوا تقنيات التحفيز الكهربائي على الطرف الجديد بعد 5 أيام، من أجل تعزيز تشكيل العضلات.
بعد ذلك أزال العلماء الطرف من المفاعل الحيوي بعد أسبوعين، ليجدوا طفرة علمية حقيقية غير مسبوقة، ساق فأر حية تماما، ناقصة العظام والغضاريف، بعدها أخذ العلماء الخطوة التالية بإلحاق الساق المصنعة حديثا بفئران سليمة، لتحديد ما إذا كان الطرف سيعمل بجميع وظائفه أم لا.
وبمجرد أن قام العلماء بذلك، وجدوا أن دم الفئران يدور في دورته الدموية الطبيعية، ويصل الدم إلى الطرف الجديد على النحو المنشود، وعند تحفيز الساق كهربائيا، قامت العضلات بـ 80% من الوظائف الموجودة في حيوانات حديثة الولادة.
وقد تم استخدام نفس الأسلوب لتصنيع مثانة اصطناعية وغيرها من الأجهزة الداخلية، إلا أن العمليات لم تكن دائما تتكلل بالنجاح، على الرغم من أن تلك الأجهزة كانت أبسط كثيرا، حيث كان لديها أنواع أقل من الخلايا، وليس من المتوقع أن تؤدي مهام معقدة مثل الأطراف التي تعتبر أكثر تعقيدا بكثير ومن الصعب عمل نسخ منها.
هذا ويقول العلماء إن هذا الاختراق الرائد يمكن أن يغير حياة المعوقين المبتورين، ويحتمل أن يسمح لهم يوما ما بنمو أطراف حيوية جديدة كاملة الوظائف.