إن إخراج الغازات وظيفة طبيعية من وظائف الجهاز الهضمي ، إلا أنها تسبب قلقاً ومضايقات عند العديد من الناس ، خصوصاً ذوي الحساسية المفرطة والخجولين ، وينقلب المرء إلى وساوس من أمراض أخرى ، ما يعكر مزاجه وحياته .
وعندما يشتكي الشخص من الغازات ، فهو إما يعني زيادة خروج الغازات أو الشعور بعدم الارتياح وآلام في منطقة البطن الناجمة عن تجمع الغازات، إما في الجزء العلوي أو في الجزء السفلي من القناة الهضمية .
إن قلة النشاط البدني وضعف حركة القناة الهضمية وابتلاع الهواء، ونوع الغذاء المتناول واضطرابات القناة الهضمية ، كلها عوامل تزيد في كمية الغازات والشكوى من أعراضها .
والمعروف أن كمية قليلة من الغازات أو الهواء تذوب في الطعام وتجد طريقها إلى القولون . وعندما تكون الغازات مكونة من غازي النتروجين والأوكسجين واللذين يتوافران في الجو، فإن ذلك يعني أن الغازات ناجمة عن ابتلاع كمية من الهواء في أثناء تناول الطعام، ويمكن تجنب هذا بتناول الطعام ببطء ومضغ الطعام والفم مغلق وتناول المشروبات عن طريق الشافطة .
إن الزيادة في كمية غازات الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وأحياناً غاز الميثا، قد تكون راجعة إلى تخمر الطعام في الأمعاء بواسطة البكتيريا مؤدية إلى سوء هضم للمواد المتخمرة في القولون. وكمية الغازات وتوعيتها تعتمدان على نوع البكتيريا الموجودة في القولون .
إن تناول كميات كبيرة من الأليياف الغذائية وتناول الحليب ومنتجات الألبان ( عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من الحليب ) قد يؤدي إلى زيادة في إنتاج الغازات في القولون وزيادة الانتفاخ .
العلاج
إن العلاج الأول هو الابتعاد عن الأطعمة المولدة للغازات، وهذه الأطعمة قد تكون خاصة بالشخص نفسه، أي أن الطعام يسبب للشخص الغازات دون الآخرين ، وقد يكون ذلك ناجماً عن حساسية معينة في التعامل مع هذا الطعام عند هذا الشخص ، ولكن هناك أطعمة معروف أنها تولد الغازات مثل الفول والعدس واللوبياء والحمص والفواكه الغنية بالألياف. مثل تناول التفاح مع قشره وبعض الخضراوات مثل البصل والملفوف والفجل، كما وجد أن الحبوب الشوفان والذرة قد تسبب الغازات لدى بعض الأشخاص .
ومن الأمور المهمة في تقليل الغازات مضغ الطعام جيداً في الفم، فتناول الطعام على عجل يساعد على إدخال كميات أكبر من الهواء مع الطعام، ما يزيد الغازات في المعدة .
وهناك بعض الأعشاب التي تقلل من توليد الغازات في الجسم وأهمها النعناع في الماء وإضافة ملعقة عسل وتناوله بعد الطعام، فإن ذلك يساعد على إراحة المعدة وتقليل تولد الغازات .
ويعتبر الإمساك من الأسباب المهمة لتوليد الغازات حيث يحتجز الطعام في القولون لفترة أطول وينتج عن ذلك ظهور الغازات ، لذا يجب الحرص على التخلص من الإمساك في هذه الحالات .
كما يجب أن يقوم الشخص بالتغوط وقت الحاجة عندما يشعره الجسم بذلك لأن عملية كبت التغوط تؤدي إلى حبس إفرازات القولون وبالتالي إعطاء فرصة لتوليد الغازات .
وتعتبر الأغذية الحريفة ( الحارة ) مثل الفلفل وغيره من العوامل المساعدة في توليد الغازات، نظراً لما تحدثه من تهيج للمعدة، وكذلك لاحتوائها على بعض المواد التي تساهم في توليد الغازات، لذا يجب التقليل من تناول هذه الأطعمة .