إستناداً إلى دراسة حديثة نُشرت في “Women’s Health Magazine”، إتضح أنه يوجد وقت مثالي وصحّي أكثر لدخول الحمّام يومياً وقضاء الحاجة. فهل هذا الأمر صحيح فعلاً، وما تعليق الخبراء عليه؟تبيّن للباحثين أنّ فترة الصباح تُعتبر الوقت المثالي لإخراج البراز، بما أنّ الجسم يميل حينئذ إلى التخلّص من المأكولات التي إستُهلكت في اليوم السابق. أمّا تخطّي هذا الأمر فيؤدّي إلى نفخة غير مُريحة طوال اليوم، ما قد يسبّب الفوضى في إنتظام الجهاز الهضمي للمرّة التالية.
لكن هل هذه النتيجة صحيحة فعلاً؟ وللإجابة على ذلك، قال الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي من جامعة “ميتشيغان” في الولايات المتحدة، الدكتور ويليام تشي إنّ “الوقت المثالي لإخراج البراز هو تحديداً الذي يكون مناسباً لكلّ شخص”.
وأشار إلى “وجود سببين رئيسين لدخول معظم الأشخاص الحمّام صباحاً. يتمثّل الأول بأنه عند الإستيقاظ، الأمعاء تستيقظ بدورها وتبدأ بالإنقباض فوراً بعد ليلة نوم هادئة. أمّا الثاني فيعود إلى تناول الفطور مباشرةً، الأمر الذي قد يحفّز التقلّصات في القولون خصوصاً عند شرب فنجان من القهوة”.
لكنّ الدكتور تشي أكّد أنّ “عدم إنتاج البراز صباحاً لا يعني إطلاقاً أنكم تدخلون الحمّام في وقت خاطئ. يراوح التردّد الصحّي للبراز من 3 مرّات في اليوم إلى 3 مرّات في الأسبوع، وليس بالضرورة أن يتمّ صباحاً للحفاظ على صحّة وظائف الجهاز الهضمي”.
لا يهمّ إذا تمّت هذه العلمية صباحاً أو مساءً. لكن كقاعدة عامة، الأشخاص الذين يدخلون الحمام في الوقت ذاته يوميّاً يكونون أكثر إنتظاماً مع مرور الوقت، الأمر الذي يملك فوائد عديدة بما فيها عدم الحاجة إلى إصدار الغازات في كلّ الأوقات، وإنخفاض تشنّجات المعدة، وتفادي الإمساك.
توقيت حركات أمعاء الشخص يعتمد على جدول الأكل، وأنواع الأطعمة والمشروبات المستهلكة، وحجم النشاط البدني. وإذا كنتم تحصلون على 3 وجبات في الأوقات ذاتها يومياً، تميل بقايا الطعام إلى الخروج من الجسم في الوقت نفسه أيضاً. المشكلة تأتي عندما لا تدرون متى ستشعرون برغبة في دخول الحمّام.
إذا كنتم لا تصدرون البراز بإنتظام ولم يُزعجكم ذلك، لا حاجة لزيارة الطبيب. لكن إذا أدّى هذا الأمر إلى إنتاج البراز مرّات عدة في اليوم بشكل مدمّر، أو ترافق مع أوجاع في المعدة، أو نفخة، أو سلس البول، إستشيروا طبيبكم سريعاً.
كذلك، توخّوا الحذر إذا لاحظتم وجودَ دم في البراز، أو عانيتم من خسارة الوزن بشكل غير متوقّع، أو التقيؤ، فهذه عوامل أخرى لإختلال وظائف الجهاز الهضمي والتي قد تعني أيّ شيء بدءاً من داء السيلياك، مروراً بالتهاب الأمعاء، وصولاً إلى سرطان القولون.
إنطلاقاً مما ذُكر، لا يوجد وقت صحّي أكثر لقضاء حاجتكم. إذا كانت أوقات وجباتكم الغذائية ونومكم ثابتة إلى حدّ ما، فإنّ تواتر إصدار البراز سيستقرّ أيضاً على وتيرة مُريحة يمكن التنبؤ بها.
إحرصوا أخيراً على تفادي الإمساك من خلال تناول مزيد من الخضار والفاكهة، والتركيز على الحبوب الكاملة والبقوليات، وشرب كميّة جيّدة من المياه لترطيب دائم، وممارسة الرياضة بإنتظام.