تصوروا مدى استغراب تلك الفتاة الشابة عندما فتحت جهاز كمبيوترها فعرفت أن الآلاف من مستخدمي الانترنت وصفوها بأنها أقبح النساء في العالم، وحتى أن بعضهم نصحوها بأن تنتحر فورا.
اسم هذه الفتاة ليزي فيلاسكس، وهي محرومة من لمسات الجمال حقا. ولم تكن راغبة في شهرة عالمية. لكن سخرية الآخرين منها وملاحقتها أجبرتها على تصوير فيلم وثائقي عن نفسها، يمكن وصفه كفيلم اعتراف. وقد تم عرضه مؤخرا في مهرجان” South by Southwest ” الذي اقيم في تكساس حيث تسكن هذه الفتاة.
ويروي الفيلم المعنون “القلب الشجاع، تاريخ ليزي فيلاسكس” سيرة حياة هذه الفتاة الأمريكية غير العادية منذ ولادتها حتى الوقت الراهن.
وولدت ليزي مصابة بمرض نادر لم يطلق الأطباء عليه حتى الآن اسما. ومن أعراض هذا المرض التي ضهرت على الفتاة هو عجزها عن زيادة وزنها الذي لا يتجاوز الآن 29 كيلوغراما.
وهناك 3 أشخاص فقط في العالم أصيبوا بهذا المرض النادر. ولا يعرف الأطباء كيف يساعدونهم.
وكان وزن ليزي لدى ولادتها 0.9 كيلوغرام. وحذر الأطباء أبويها من أنها لن تتعلم أبدا السير على قدميها، ونصحوهما بعدم إنجاب طفل آخر كيلا يتحول إلى معاق آخر.
لكنهما لم يتبعا نصيحتهم فأنجبا بنتا معافاة تماما تختلف عن شقيقتها العليلة. كما إنهما لم يخليا عن طفلتهما الأولى المعاقة ليزي واستمرا برعايتها وتربيتها، رغم المشاكل الكثيرة التي واجهتهما في هذا الشأن.
والتحقت الفتاة ليزي بجامعة تكساس وأنهتها بنجاح. ثم ألفت 3 كتب في علم النفس تحدثت فيها عن معاناتها النفسية وكيفية تجاوزها المعاملة غير العادلة والقاسية من جانب البشر المحيط بها.
أما فيلمها المذكور فحضر عرضه الكثير من المشاهدين، بمن فيهم الذين درسوا معها في المدرسة والجامعة. ويحتمل أن يعرض هذا الفيلم في دول أخرى.