اكتشف مسبار “داون” الفضائي على سطح كوكب سيريس بضعة براكين نيزكية واقعة في الظل الدائم حيث يمكن أن يتراكم الماء على شكل بلورات من الجليد.
وقال الباحث (نوربرت شورهغوفر) من جامعة هاواي:” قد خلقت في سيريس كل الظروف لأن تتراكم فيه مكامن من جليد الماء إذ أن كتلته كافية لحفظ جزيئات الماء على سطحه. وتعد درجة الحرارة في المناطق التي التقط مسبار “داون” صورها الفوتوغرافية والتي يسود فيها الليل الأبدي أبرد مقارنة بالقمر وعطارد حيث يوجد الجليد في ظروف تشبه ظروف سيريس.
وبعد أن كشف مسبار “داون” بقعا بيضاء خفية في بركان “أوكاتور” بدأ العلماء يفترضون وجود كميات كبيرة من الماء يعتقدون أنها تسببت في نشوء تلك البقع. وتوصل العلماء مؤخرا إلى استنتاج يفيد بأن تلك البقع البيضاء هي مكامن صودا (ثنائي كربونات الصوديوم) يختفي تحتها بحر مائي مالح.
وتساءل العلماء لماذا لم يتبخر الماء من سطح سيريس (إذا كان موجوداً هناك) بتأثير أشعة الشمس على مدى مليارات الأعوام فوجدوا الآن أن الإجابة على هذا السؤال هي أن هناك براكين نيزكية تضم ماء ولم تقع عليها أشعة الشمس أبدا.
وقد أكد شورهغوفر وزملاؤه وجود براكين على سطح سيريس. وذلك بعد أن درسوا الصور الفوتوغرافية لسطح نصف الكرة الشمالي في هذا الكوكب الصغير والتي التقطها مسبار “داون” خلال الاتصال الأخير به. واستطاعوا العثور على بضع عشرات من البراكين لم تقع عليها أشعة الشمس أبدا. ومن أكبر تلك البراكين بركان واقع في القطب الشمالي لـ سيريس.
فيما لا تزيد المساحة الإجمالية لهذه البراكين المائية عن نسبة 1% من إجمالي مساحة سطح الكوكب. لكن قدرة تلك البراكين على التقاط الماء قد تكون حسب العلماء كبيرة. وبعد مرور 100 ألف عام تكون قد ظهرت في جوف البراكين طبقة رفيعة من الجليد.
ويعتبر العلماء أن سيريس يشبه عطارد حيث يتراكم الماء أيضا في داخل البراكين. لكن كميات الماء في سيريس قد تكون أكبر بكثير نظرا لدرجة الحرارة المنخفضة على سطحه.
وقال مدير بعثة “داون” (كريستوفير راسل) إن سيريس يمكن وصفه بأنه أول كوكب قزم بوسعه أن يستكمل بنفسه احتياطياته المائية.
RT