عثر علماء الفلك في وسط مجرتنا على صحراء ضخمة يبلغ طولها 8 آلاف سنة ضوئية، وهي تخلو عمليا من أي نجوم فتية، وسيتطلب هذا الاكتشاف إعادة نظر في نظرية تطور درب التبانة كلها.
وقال عالم الفلك جوزيبي بونو في مختبر روما للفيزياء الفلكية إن نتائج الأرصاد تدل على أن أي نجوم لا تتشكل في تلك المنطقة الشاسعة من الفضاء. أما طبيعة نجوم الـ(Cepheids) التي كانت قد اكتشفت فهي تشير إلى مدى تطور المجرة في الماضي البعيد.
وقد حقق بونو وزملاؤه من اليابان وجنوب أفريقيا هذا الاكتشاف المفاجئ من خلال رصدهم لما يسمى بنجوم (Cepheids) المتغيرة التوهج، وذلك بواسطة المرصد الياباني الجنوب أفريقي.
يذكر أن نجوم (Cepheids) عبارة عن نجوم يزداد ويخف توهجها بالتدريج نتيجة عمليات تجري في جوفها، ويتوقف تردد هذا التذبذب على قوة السطوع المطلق للنجم، ما يساعد العلماء في قياس المسافات الفضائية.
لكن عدد هذه النجوم في وسط المجرة وفي ضواحيها قليل نظرا لوجود بطانية سميكة من الغاز والغبار تحيط بهذه المناطق في درب التبانة، ما يدفع بعلماء الفلك إلى الإصرار على البحث عن تلك النجوم، وقد أدت إحدى محاولات العثور على (Cepheids ) إلى اكتشاف مفاجئ مفاده أن عدد نجوم (Cepheids ) في وسط المجرة صغير جدا، حيث تمكن العلماء من اكتشاف نحو 30 نجما فتيا من هذا النوع فقط في جسر المجرة بصفته من أكثر المناطق كثافة بالنجوم في وسط درب التبانة، وكانت نسبة نجوم (Cepheids) فيها أقل أضعافا مما هي عليه في ضواحي المجرة.
ويعني ذلك أن المنطقة الواسعة التي تحيط بوسط المجرة هي عبارة عن صحراء فضائية لا تتشكل فيها نجوم جديدة على مدى مئات الملايين من الأعوام، ويتعارض هذا الاكتشاف مع النظرية التي تفيد بأن جسر المجرة وغيرها من أجزاء وسطها تعد معمل نجوم حيث تتشكل نجوم فتية أسرع مما تتشكل في ضواحي درب التبانة.
RT