إزدادت مؤخرا الادعاءات القائلة بأن الكائنات الحية تدخل سادس “انقراض جماعي”، اعتمادا على أدلة توضح أن معدلات الانقراض الحالية أعلى بكثير من معدلات الانقراضات الجماعية الـ 5 السابقة.
كانت التقديرات السابقة لمعدلات انقراض الكائنات الحية في الكرة الارضية قد تعرضت لانتقادات كبيرة، ادّعت جميعها أن البحوث تستخدم افتراضات “متسرعة”، قد تكون مبالغ فيها، في تقدير شدة أزمة الانقراض الحالية، ومدى تأثير الأنشطة البشرية عليها.
إلا أن علماء آخرين حذروا بأن الأرض دخلت مرحلة الانقراض الجماعي السادس، وذلك بوجود حيوانات تموت بمعدل يزيد مئة مرة على المعدل الطبيعي، ومحملين البشر مسؤولية ذلك.
وقد استخدمت افتراضات “متحفظة للغاية”، لتقدير مدى مساهمة الأنشطة البشرية في حدوث “انقراض جماعي” للكائنات، فمن المعروف للعلماء أن تغيرات السكان الطبيعية في الحياة البرية تقود عادة إلى وفاة نوعين من الثديات كل 10 آلاف سنة، لكن المعدل الحالي يبلغ 100 ضعف ذلك المستوى، وحاليا يعتبر 1 من بين كل 4 ثدييات معرضا لخطر الانقراض، علاوة على 41% من البرمائيات.
ومع التوسع في دراسة المعدلات الحالية لانقراض الثدييات والفقاريات، وجِد أن متوسط معدل فقدان الأنواع الفقارية خلال القرن الماضي بلغ 114 ضعف المعدلات السابقة.
وتشير كل هذه التقديرات إلى فقدان سريع للغاية في التنوع البيولوجي على مر القرون القليلة الماضية، مما يدل على أن الانقراض الجماعي السادس “جار بالفعل”.
ويرى العلماء إنه بالرغم من ذلك فلا يزال من الممكن تجنب التدهور المذهل للتنوع البيولوجي للكائنات، وتلافي الخسارة اللاحقة التي ستحدث في خدمات النظام الإيكولوجي بعد هذا التدهور. ولتجنب حصول “انقراض جماعي سادس” يتطلب ذلك جهودا سريعة ومكثفة بشدة للحفاظ على الأنواع المهددة حاليا، وتخفيف الضغوط على أعدادها، وخاصة فقدانها مواطنها نتيجة السعي المفرط لتحقيق مكاسب اقتصادية.