يرى علماء المتحجرات السويسريون أن الأرض شهدت منذ 250 مليون عام انقراضا لم يكن معروفا سابقا أباد عددا كبيرا من الحيوانات والنباتات. وذلك بعد مليون عام من انقراض الـ”برم” المعروف.
وأعلن الباحث (هوغو بوخر) من جامعة زوريخ السويسرية قائلا:” لا نعرف إلى حد الآن ما سبب تلك الكارثة. لكن الأدلة غير المباشرة تشهد على أن هناك علاقة بين هذا الانقراض وثوران البراكين الذي شهدته سيبيريا في مطلع العصر الترياسي”.
وأضاف قائلا:” لم تتم استعادة الأرض نباتاتها وحيواناتها إلا بعد مرور بضعة ملايين من السنين، الأمر الذي يدل على أن انقراض العصر البرمي أعقبه انقراض آخر”.
توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة طبقة عمقها 400 متر من الصخور في غرينلاند المعاصرة التي تشكلت في زمن الانقراض البرمي الذي وقع منذ 252 مليون عام وفي مطلع العصر الترياسي.
وقد درس العلماء تغير كثافة الكربون الثقيل (الكربون 13 ) في صخور ومتحجرات العصر الترياسي، ما سمح بقياس كثرة النباتات على وجه الأرض والتغيرات السريعة أو التدريجية في أنواعها.
واكتشف العلماء أمرا غير متوقع، إذ اتضح أن كارثة أخرى وقعت بعد مرور فترة 500 ألف إلى مليون عام بعد انقراض البرم . وأبادت تلك الكارثة الثانية كل النباتات التي كانت تنمو آنذاك في غرينلاند واستبدلتها خلال ألف عام بأنواع أخرى من النباتات. ورافق ذلك انخفاض سريع لحجم الكتلة الأحيائية، الأمر الذي يدل على حدوث انقراض جماعي آخر لم نكن على علم به أبدا .
واتضح فيما بعد أن عملية الانقراض الجماعي شملت الأرض كلها، وذلك بعد إجراء الدراسات نفسها في اراضي باكستان واستراليا.
ويعتبر بوخر أن سبب الانقراض الجماعي الثاني يعود إلى ثوران البراكين في شرق سيبيريا وتشبع الغلاف الجوي بالغازات ، وهو السبب نفسه الذي أثار انقراض البرم. ويبدو أن هذا الأمر تسبب في نشوء ظاهرة الاحتباس الحراري على وجه الأرض.