إن الالتهاب الفقاري المفصلي (ويسمى أيضا التهاب الفقار المقسط أو اللاصق هو التهاب يصيب المفاصل بين فقرات العمود الفقري إضافة للمفاصل الأخرى) وهو مرض روماتزمي يسبب التهاباً مزمناً في المفاصل ويكون عادة مصحوبا بالتهاب في الأوتار خاصة في أماكن التصاقها بالعظام وفي معظم الحالات تتركز الإصابة في مفاصل العمود الفقري والحوض والأطراف السفلية مسبباً آلاماً في هذه الأماكن.
وهو مثل سائر الأمراض الروماتيزمية فإن أسباب حدوث المرض وكيفية تطوره لا تزال غير معروفة إلا أنه يكون مصحوباً باضطراب في الجهاز المناعي .
أعراض المرض
1– التهاب المفاصل: في معظم الحالات يشكو المريض من آلام وتورم بالمفاصل مع نقصان في مدى حركة المفصل إلا أن قد يتركز الالتهاب في مفصل أو مفصلين فقط ويكون ذلك في أغلب الأحوال في مفاصل الطرفين السفليين وإن المفاصل الأكثر إصابة هي مفاصل الركبة والكاحل، كذلك تتأثر مفاصل القدم والفخذ وبنسبة أقل قد تظهر بعض الالتهابات في مفاصل الطرفين العلويين خاصة مفصل الكتف.
2– التهاب الأوتار: يعتبر التهاب الأوتار خاصة عند مكان التصاقها بالعظام من أشهر أعراض هذا المرض .
3– التهاب المفصل الحرقفي: يقع المفصل الحرقفي في مؤخرة عظام الحوض في أسفل الظهر .
4- الالتهاب الفقاري: يظهر تأثر مفاصل العمود الفقري ويكون ذلك في صورة آلام أسفل الظهر، تيبس وصعوبة في الحركة خاصة في الصباح كذلك قد يحدث نقصان في مدى حركة الظهر وتكون آلام الظهر في معظم الأحوال مصحوبة بآلام في الرقبة والصدر. وفي بعض الحالات والتي تستمر أعراض المرض فيها لمدة طويلة قد يتطور المرض ليصل إلى درجة تعظم الأربطة الواصلة بين فقرات العمود الفقري مما يؤدي إلى تكون نتوءات عظمية تصل ما بين كل فقرات العمود الفقري مكونة صورة تشبه شجر البامبو ولكن يحدث مثل هذا التعظم في نسبة قليلة من المرضى وبعد فترة طويلة من المرض.
4– تأثر العين: في بعض الحالات قد يحدث التهاب في الجزء الأمامي من العين مما يسبب احمراراً وألماً بالعين .
5– تأثر الجلد: في بعض المرضى قد تظهر مرض الصدفية وهو مرض جلدي يسبب ظهور قشور جلدية خاصة عند المرفقين والركبة آلام المفاصل.
6- تأثر الجهاز الهضمي: قد تظهر أعراض مرض الالتهاب الفقاري المفصلي في بعض المصابين بالتهابات الجهاز الهضمي خاصة مرضى: داء “كرون” و” التهاب القولون التقرحي”.
تشخيص المرض
يشخص الطبيب المرض ويعتمد تشخيص أي الأمراض المصاحبة لهذه الأعراض (مثل تيبس العمود الفقري، التهاب المفاصل) حسب الأعراض الإكلينيكية وأشعة المريض.
في حين أن بعض الفحوصات الأخرى مثل سرعة الترسيب وبروتين س التفاعلي تساعد في إعطاء صورة عن شدة نشاط المرض، ولذا فلهم أهمية خاصة في متابعة نشاط المرض كما تساعد هذه الفحوصات في تقييم مدى استجابة المريض للعلاج الدوائي. كذلك تفيد التحاليل الطبية في الكشف عن الآثار الجانبية والتي قد تحدث مصاحبة للعلاج الدوائي، في حين تساعد صور الأشعة في متابعة تطور المرض وتقييم شدة إصابة المفصل، بينما تساعد الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي في تقييم مدى إصابة المفصل الحرقفي.
العلاج
يتكون العلاج من شقين: العلاج الدوائي والذي يساعد في النهاية على إيقاف نشاط المرض والعلاج الطبيعي/ التأهيلي والذي يساعد على الحفاظ على المفاصل ومنع حدوث التشوهات المفصلية.
(أ ) العلاج الدوائي:
1- مضادات الالتهاب غير الكورتيزون: إلا أنها تساعد فقط في تحسين أعراض المرض
2- حقن المفاصل: في الحالات التي يتركز فيها المرض في عدد قليل من المفاصل قد يلجأ الطبيب المعالج لحقن هذه المفاصل
3- عقار الميثوتركسات: بالإضافة إلى مضادات الالتهاب وحقن الكورتيزون
4- أما الأن فان آمالاً جديدة ظهرت مع ظهور مجموعة جديدة من العقاقير والتي تسمى بمضادات ت ن ف – ألفا (- anti TNF alpha) أو العلاج البيولوجي وتعتبر العلاج الفعلي الوحيد حتي الأن. وقد ساعدت مرضى كثيرين على استعادة حياتهم الطبيعية والعملية.
(ب ) العلاج الطبيعي:
يلعب العلاج الطبيعي دوراً هاماً في علاج المرض ويفضل دائماً بدء العلاج الطبيعي مبكراً وأن يكون بصورة منتظمة ليساعد في منع التشوهات المفصلية كذلك يساعد العلاج الطبيعي في تقوية عضلات الظهر .