حذر باحثون دوليون من أن البدانة التي وصفوها بالوباء قد أصبحت خارج السيطرة، وجاء هذا التحذير في اليوم الختامي لمؤتمر البدانة في العالم الذي عقد في قارة أفريقيا وخصص لمناقشة ارتفاع عدد البدناء في الدول النامية.
وكشف الباحثون أن معدلات الاصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان، كما وجدوا أن هناك أكثر من 300 مليون شخص من البالغين حول العالم مصابين بالبدانة كما أنهم يعانون من أمراض متعلقة بحالتهم مثل مرض السكري والقلب واضطراب النوم.
وحذر الأطباء الذين حضروا المؤتمر من أنه إن لم يتم فعل شيء لايقاف هذا الانتشار الوبائي للسمنة فإن خدمات الرعاية الصحية في كل الدول المتقدمة منها والنامية سوف لن تستطيع تقديم العناية اللازمة للأشخاص المصابين بأمراض لها علاقة بالبدانة.
الايدز والبدانة
وقد تبين ان أن رجلا واحدا من كل ثلاثة رجال وأكثر من نصف النساء في جنوب أفريقيا يعانون من زيادة الوزن والبدانة مما يعني أنهم يعانون من نفس نسبة البدانة المنتشرة في الولايات المتحدة.
كما رصدت الدراسة أن نسبة 40 بالمئة من المواطنين في المغرب يعانون من البدانة، ويعاني 12 بالمئة من المواطنين في كينيا من البدانة، بينما يترواح عدد البدناء في نيجيريا بين 6 بالمئة و8 بالمئة.
وعلى الرغم من عدم توفر البيانات الصحيحة عن العديد من الدول فإن البروفيسور آرني آستروب، الرئيس المنتخب بجمعية دراسات البدناء، قالت إن المشكلة حقيقية وموجودة”.
وأضاف: “على المستوى الأفريقي لابد أن نرى أن مرض البدانة قد أصبح من أخطر أمراض القارة هو ومرض الايدز ومرض سوء التغذية وقد أصبح الآن من الواضح أن سوء التغذية والبدانة يمكن أن يتعايشا معا وفي نفس البلد، ونظرا للمخاطر المعروفة للبدانة، وخصوصا مرض السكري من الفئة الثانية، فإننا نواجه مشكلة خطيرة “.
إلا أن الاطعمة الجاهزة وقلة التمارين ليست هي ما تتسبب في بدانة الأفارقة، فبالاضافة إلى النظرة التقليدية إليه كعلامة للغنى في القارة السمراء فقد أكتسبت البدانة معنى آخر بالنسبة لمن يعيشون هناك.
فمرض الايدز عرف أيضا في أفريقيا ولعدة سنوات باسم، النحيف، حيث أنه يتسبب فعليا في فقدان الشخص لوزنه بشكل مرضي ولذا فإن الكثيرين لا يريدون فقدان وزنهم حتى لايظن الآخرون أنهم مصابون بالايدز.
قلل من وزنك قليلا
وتقول الأبحاث إن فقدان مابين 5 بالمئة وعشرة بالمئة من وزنك سيحسن من صحتك بشكل ملحوظ ويقلل من إحتمالات الاصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان مما يزيد من احتمالات طول العمر.
ويقول البروفيسور، فيليب جيمس، رئيس جمعية السمنة الدولية إن الوسيلة الوحيدة للسيطرة على البدانة هو تدخل الحكومات في الأمر.
وقال: “لا يمكننا ايجاد حل مشكلة بمعالجة النتائج لا الأسباب، لابد أن نتعلم الدرس فلابد أن ننشئ المدن التي يسهل فيها عمل تدريبات رياضية ولا يكون هناك على كل ناصية شارع متجر للأطعمة السريعة”.
إلا أن أفريقيا ليست هي القارة الوحيدة التي تعاني من انفجار معدلات البدانة.
فقد وجد 25 بالمئة من سكان الشرق الأوسط يعانون من البدانة أو زيادة الوزن بينما ارتفعت نسبة الرجال المصابين بالبدانة في اليابان بنسبة مئة بالمئة منذ عام 1982.
إلا أن أكثر ما يقلق خبراء التغذية هو النسبة الضخمة من الأطفال البدناء الذي يصابون بمرض السكري كل عام.
وإن لم يفقد الأطفال البدناء، الذين يعيش أكثرهم في الشرق الأوسط واليونان وتشيلي وجنوب إيطاليا، أوزانهم فإنهم على الأغلب سيعانون من كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة عندما يبلغون الأربعين من العمر.