الأكل فنّ والريجيم … ذكاء
محور الخطوة الأساسية في أي نظام حياتي أن يفهم الإنسان كيف يأكل وماذا ؟ لئلا يطيح البرنامج الغذائي بالمعادلة المطلوبة في أي حمية ، وتخفض الوزن لتحسين الصحة وليس للتأثير السلبي عليها .
يجزم بعض أطباء التغذية التقليديين أن النشويات مثل الخبز تؤدي إلى السمنة ، فهي تحث الجسم إلى إصدار الأنسولين ( أي الهورمون الذي ينظم معدل السكر في الدم ) أكثر من العادة . في المقابل يرد أطباء آخرون على هذا الكلام وينعتونه بالهراء ، ويشيرون إلى أبحاث تدل على أن اعتماد حمية غنية بالكاربوهيدرات ومنهل الخبز يساهم بخسارة الوزن الأكيد .
يحتوي عصير العنب على مادة قيمة مضادة للتأكسد ، ويقال إن تناول النساء اللواتي بلغن سن اليأس بعض انواع عصائر العنب بانتظام يخفف نسبة تعرضهن إلى خطر الإصابة بمرض القلب . وينصح الأطباء بتناول كأسين صغيرين يحويان 170 وحدة حرارية في اليوم ، وإدراج هذه الكمية ضمن نسبة الوحدات الحرارية القصوى المسموح بها .
حين نتحدث عن البدانة تقصد تلك الشحوم التي تتكون في الجسم من كمية السعرات الحرارية الزائدة التي يتناولها الإنسان عبر الأكل ، ويفترض طبياً ألا تتعدى كمية السعرات الحرارية المتناولة عن الألفي وحدة حرارية في اليوم الواحد مع هامش مختلف يحدده نشاط الجسم ، عمر صاحبه ( أو صاحبته ) ومعدل عمره الأعظمى ، والأكيد أن لا جسم مثل آخر . وتنصح عادة النساء اللواتي يتمتعن بوزن عادي لكنهن غير نشيطات بتناول معدلات لا تزيد عن 1950 وحدة حرارية في اليوم ولا تقل عن 1200 وحدة ، لأنه إذا تدنت عن هذه النسبة يصبح من الصعب عليهن أن يحصلن على الكميات الكافية التي تحتاجها اجسامهن من البروتينات والدهنيات والنشويات .
البروتينات مهمة جداً لئلا يخسر عضل الجسم صحته ، وهي ضرورية ايضاً لجهاز الدفاع والمناعة . الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف ضرورية أيضاً لتأمين الطاقة اللازمة للجسم ، وإذا لم تكن تلك العناصر متناسبة تحصل خسارة الوزن على حساب توازن الصحة . نذكر أن أي خلل صحي ناتج عن حمية غذائية غير صحيحة لا يظهر بسرعة وفي تشكل آني إنما مع التقدم في العمر ، وهذا يطيح طبعاً بالمعادلة المطلوبة في أي حمية وهي تخفيض الوزن لتحسين الصحة وليس للتأثير السلبي عليها .
لا يجوز أن تتعدى نسبة الشحوم التي تحصل عليها المرأة عن ثلث الكمية المسموحة من الوحدات الحرارية ، يعني إذا تناولت 1500 وحدة في اليوم يجب أن لا تتعدى كمية الشحوم 50 غراماً . نذكر أن نسبة الشحوم في السكر الخام ليست مرتفعة ، وتدل جملة اختبارات قام بها باحثون أن الناس الذين يتناولون كميات عالية من السكر ليست لديهم بالضرورة كميات قصوى من الشحوم . الشحم يأتي من الحلويات المصنعة ومن الشوكولا ، ومثل تلك الأنواع تفتح عادة شهية الناس فيأكلون منها بشراهة ، وهذا ما دفع أطباء التغذية وعلماء النفس إلى دراسة جاذبية الشوكولا مثلاً ، الذي هو خليط من الأريج والعطر ، حلو المذاق ومركب مثل النسيج ، يسيطر على المتذوقين ويخطف عقولهم وبطونهم ، وهو يرمز إلى الحب والكرم ويحتل المركز الأول في لائحة الأطعمة التي تدفع الناس إلى الشراهة .
يحتاج الإنسان إلى فهم تفاصيل عملية شراء الأكل وتحضيره ، ويجدر به التنبه إلى المكونات الصحية والاستغناء قدر الإمكان عن المواد الضارة ، وعليه تنويع الأطباق لإبعاد شبح الملل . وفي هذا الإطار ، يشدد الأطباء على ضرورة ألا تؤثر الحمية الغذائية على علاقات الإنسان الاجتماعية ، لأن الغرض الأساسي منها يبقى في أن يتعلم ماذا يأكل وكيف ، وليس بالطبع وحده وإنما بين الناس ومعهم ، ويكون النظام الغذائي الأمثل بعدم حرمان الشخص من جميع الأطعمة التي يحبها ، لأن الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية قاسية ويحرمان أنفسهم من جميع الملذات الغذائية سرعان ما يتعرضون للإصابة بانهيارات أو تدهور صحي ولا يجوز أن تكون هناك مأكولات ممنوعة في المطلق :
هنالك أشياء ضارة وأخرى أقل ضرراً وأشياء مفيدة . ويحتاج كل جسم إلى نمط غذائي معين لئلا يقع الخلل ، فيعود الشخص إلى حياته العادية ويفشل النظام الغذائي . نذكر أن الحمية البطيئة أفضل بكثير من الحمية السريعة التي يخسر فيها الجسم الوزن بسرعة لأنه يعود ويستعيده أيضاً بسرعة ، في حين أن الحمية البطيئة تتيح نجاح عملية التجدد والدثور في خلايا الجسم وتؤدي إلى النتيجة المرجوة وإن .. تأخرت .
تختلف أنظمة الحميات الغذائية ، ويعتمد كل نظام على معايير معينة . الحمية الغنية بالبروتينات مثلاً تساعد على فقدان الوزن بسرعة في البداية ، لكن نسبة عالية من الخسارة تكون من المياه ، في حين تبقى النشويات مخزنة . نذكر أن الشحوم هي الخطر الأكبر الذي يحدق بالإنسان ومطلوب إزالتها كلياً ، أي أن يستمر المرء في اتباع الحمية الغذائية الموصوفة له حتى يصل معدل الشحم الزائد لديه إلى الصفر .
الرياضة البدنية ليست دوماً مفيدة ، لأن زيادة الوزن قد تكون أثرت على المفاصل . وقد تؤثر الرياضة العشوائية على القلب ، لذا ينصح دوماً بالمشي الخفيف أو السباحة ، ويفضل عدم ممارسة النساء البدينات بعض أنواع الرياضة مثل كرة المضرب وكرة السلة والرياضات التي تتطلب القفز ، لأنها قد تؤدي إلى حصول السيلوليت .
نذكر أن الشحم يتراكم عند الرجال عند مستوى البطن والكتفين ، أما عند المرأة فيحصل عند الأوراك والفخذين . وينتج عن سمنة الرجال خلل في الكوليسترول والتريكلسيريد ومشاكل في الشرايين والقلب .
يبقى أن النظام الحياتي المتكامل يكون بمراقبة عملية الأكل باستمرار والمشي يوماً بمعدل ساعة على الأقل ، وبذلك يزول الشحم الزائد ويتحسن الشكل الخارجي . أما الحمية العشوائية والسريعة فتؤدي إلى ترهل الجسم و .. وثمة مسلمة ضرورية وهي ضرورة مراقبة الوزن منذ الطفولة وتحديداً في عمر الأربع سنوات ، لأن خلايا الشحم تتكاثر عند الصغير في حين أن حجمها هو الذي يكبر عند الكبير ، وبالتالي إذا تنبه الأهل إلى غذاء أطفالهم يحدون من تكاثر تلك الخلايا المضرة .