يتوقع العلماء أن تختفي 60 بالمئة من طيور البطريق من فصيلة “آديلي” مع نهاية القرن الحالي نتيجة لذوبان الجليد وارتفاع درجات حرارة المحيط المتجمد في القطب الجنوبي.
وذكر ميغان سيمينو من جامعة لوس أنجليس الأمريكية أنه علم مؤخرا بأن انخفاض أعداد طيور البطريق من فصيلة آديلي راجع للاحتباس الحراري. وهذا يعني أن درجة الحرارة والظروف المناخية التي تسود في عدة مناطق من القطب الجنوبي أصبحت غير ملائمة لعيش طيور آديلي” وتكاثرها.
سيمينو وفريقه اهتموا بدراسة كيفية تفاعل طيور البطريق مع التغيرات المناخية، خاصة بعدما توصل علماء الحفريات في العقود الأخيرة إلى خلاصة مفاجئة مفادها أن أعداد طيور البطريق ستتكاثر ولن تتأثر بالتغييرات المناخية.
هذه الخلاصة شجعت سيمينو على إجراء دراسة شاملة لمعرفة التالي: هل فعلا تتكاثر طيور البطريق في الوقت الحالي، وكيف تغيرت طبيعة هجرة طيور البطريق من فصيلة “أديلي”، وكيف يؤثر ارتفاع درجة حرارة البحر والظروف المناخية الأخرى التي سادت في منطقة القطب الجنوبي في العقود الأخيرة على هذه الطيور؟
بالاعتماد على المعطيات التي جمعتها الأقمار الاصطناعية تمكن العلماء من إنشاء نموذج لمملكة “طيور البطريق”، وقاموا بدراسة كيفية تفاعل طيور البطريق “أديلي” هذه مع ارتفاع درجة الحرارة في السنوات المقبلة.
النتيجة كانت صادمة للعلماء، إذ إن أعداد طيور البطريق “آديلي” ستتقلص عكس ما توصل إليه علماء الحفريات في السابق. فمع نهاية القرن الحالي سيختفي أكثر من نصف هذه الطيور لكون عدة مناطق في القطب الجنوبي التي تعتبر موطنها الحالي ستصبح غير ملائمة لعيشها بسبب ارتفاع درجة حرارة البحر وهطول الأمطار بشكل مستمر وذوبان الجليد. وذكر العلماء أن هناك مجموعة من المناطق التي تقلصت فيها أعداد طيور البطريق بنسبة 80 بالمئة في الوقت الحالي.
تجدر الاشارة إلى أن دراسة أخرى سبق وأن أجراها العلماء حول طيور البطريق من فصيلة “ماجلان” بالأرجنتين توصلت إلى أن كتاكيت هذه الطيور تموت بالآلاف بسبب الحرارة المرتفعة والأمطار لعدم امتلاكها حماية من هذا النوع من الطقس.