بوتوكس Btox هو الاسم التجاري لمركب كيميائي هو في الحقيقة ذيفان جرثومي تفرزه الجراثيم المسماة Clostridium Botulinum وهي من نفس العائلة الجرثومية التي تسبب حالة الموات الغازي ( الغانغرين) ،والذيفان بحد ذاته سامٌ جداً ،ويسبب لدى البشر حالة تسمم خاصة تدعى التسمم الوشيقي Botulism التي تحدث بتناول الأطعمة الملوثة به ، ويعتبر شل العضلات من أكثر اختلاطات هذه الحالة ،ومن هذا التأثير وبعد دراسات وأبحاث عديدة تمكن العلماء من اكتشاف طريقة لاستعمال هذا الذيفان السام بشكل مفيد ؛ حيث يمكن حقن كمية قليلة ممدة منه داخل عضلة معينة لإحداث ضعف مقصود في تلك العضلة .
وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على طريقة الاستعمال تلك قي نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، لعلاج بعض الاعتلالات العضلية مثل تشنج عضلات الأجفان والحول العيني ،وقد استفاد أطباء التجميل من البوتوكس في علاج تغضنات الوجه وتجاعيده ، واستمرار في استعمال تلك الطريقة بنجاح على مدى سنوات إلى أن تمكنوا من انتزاع اعتراف منظمة الغذاء والدواء بطريقة حقن البوتوكس لعلاج تغضنات العبوس والتقطيب ما بين الحاجبين المتوسطة والشديدة الدرجة ، لكنهم غالباً ما يطبقونه على مناطق أخرى من الوجه .
آلية عمل البوتوكس :
يقوم البوتوكس بمحاصرة الوصل بين النهايات العصبية والألياف العضلية ،وبذلك تفقد العضلة قدرتها على التقلص ، وينتج عن ذلك ارتخاء التغضنات وزوالها . وأكثر ما يستعمل ذلك لإزالة تغضنات الجبهة والتجاعيد عند طرفي العينين التي تدعى ( قدم البطة) وكذلك إزالة تغضنات التقطيب بين الحاجبين ، ولا تستجيب التجاعيد الدقيقة الناتجة عن الشمس وغيرها لطريقة العلاج هذه .
من الناحية العملية يعتبر حقن البوتوكس إجراءً سهلاً ولا يحتاج للتخدير ،وهو لا يستغرق سوى دقائق قليلة ؛ حيث يُحقن البوتوكس بإبرة دقيقة مباشرة داخل العضلات المعنية ، ويتطلب الأمر مدة ثلاثة إلى سبعة أيام ليتكامل تأثيره العلاجي .ومن المفضل تجنب تناول الكحول لمدة أسبوع على الأقل قبل جلسة العلاج ، وكذلك يجب إيقاف تناول الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب لمدة أسبوعين قبل العلاج ، وذلك للتخفيف من حدوث الكدمات في مكان الحقن.
يستمر تأثير البوتوكس العلاجي لمدة أربعة إلى ستة أشهر ؛ حيث تستعيد العضلات تدريجياً قدرتها على التقلص وتعاود التغضنات للظهور ، مما يتطلب إعادة الحقن من جديد، لكن الملاحظ أن شدة التغضنات تكون أقل عند معاودتها وربما يرجع ذلك إلى أن العضلات قد تدربت على الاسترخاء مع تكرار الحقن للبوتوكس .
التأثيرات الجانبية:
يعتبر النزف والتكدّم من أكثر التأثيرات الجانبية حدوثاً ،وهناك أيضاً الصداع الذي يزول خلال يوم أو يومين وهو نادر الحدوث ،وفي حالات قليلة قد يحدث انسدال للجفن الذي يزول على مدى ثلاثة أسابيع تقريبً ، وهو يحدث بسبب هجرة البوتوكس من مكان الحقن إلى العضلة الرافعة للجفن، لذلك يجب أن يمتنع المريض عن حك وفرك منطقة الحقن لمدة 12 ساعة على الأقل بعد الحقن . وحتى الآن لم تسجل حالات تحسس للبوتوكس .
وبشأن مضادات الاستعمال فمن الطبيعي أن هذا الإجراء لا يطبق لمدى الحوامل والمرضعات والمصابين بالأمراض العصبية ؛ وحيث أنه لا يجدي في كل حالات التجاعيد والتغضنات فمن الضروري استشارة طبيب التجميل أولاً لتحديد نسب النجاح .