ما أن استطاعت الكثير من الدول الحد من نسبة التسوس العالية التي ضربت المجتمعات الغربية في منتصف القرن الماضي حتى برزت مشكلة جديدة بدأت في الظهور مهددة صحة الفم والأسنان مرة آخرى.
تلك هي “التآكل الحمضي للأسنان” بسبب زيادة معدل الحموضة الناتج عن نمط الغذاء الحديث، حيث اعتبره بعض الباحثين بأنه الخطر الذي يهدد صحة الأسنان في القرن الحالي بقدر ما كانت تمثله مشكلة التسوس في القرن العشرين.
حيث تسبب هذا التآكل في فقد طبقة “المينا”الواقية للسن ففي دراسة قامت بها 3جامعات أمريكية في وسط وجنوب وغرب الولايات المتحدة الأمريكية بفحص أسنان الأطفال من سنه10-14سنة أتت نتيجة البحث لتؤكد الشكوك بانتشار هذه الظاهرة حيث بدا بأن 30%من هؤلاء الأطفال مصابون بتآكل الأسنان الحمضي، ومن أسباب الإصابة بتآكل الأسنان تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وبعض العصائر الحمضية الطازجة.
كما أن التآكل في بعض الاحيان يحدث بسبب أمراض معوية: حموضة المعدة او ارتجاع الطعام.. او نتيجة لتناول الفواكه شديدة الحموضة كالليمون والبرتقال.
وقد ادى انتشار تناول المشروبات الغازية والخفيفة ومشروبات الطاقة يبن الأطفال والمراهقين وتدني معدلات شرب الماء والحليب نتيجة لغياب الوعي الصحي السليم بالإضافة إلى الآلة الإعلامية الهائلة للترويج لمثل هذه المشروبات. فالإكثار من هذه المشروبات يؤدي إلى إذابة طبقة “المينا” الواقية لتترك السن عرضة للنخر والتهدم والحساسية ثم الألم، ومن هنا تبرز أهمية التعرف على هذه الحالة للمرضى ولأطباء الأسنان قبل فوات الأوان؛لأن الإصابة بالتآكل الحمضي في مراحله الأولى غير مؤلمة لذلك فإن نسبة عالية من المرضى لا يعلمون أساساً بوجوده وهذا مما يصعب فرص التعرف عليه وعلاجه مبكراً.
وقد يؤدي تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد تناول المشروبات إلى الإسراع بتآكل الأسنان ,كما قد يؤدي تنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد تناول المشروبات إلى الإسراع بتآكل الأسنان، فينبغي الانتظار من 30- 60دقيقة بعد تناول المشروبات الغازية أو الحمضية.
و للحد من تآكل الأسنان ينبغي:
1- إجراء التعديل والتحسين للعادات الغذائية وذلك بالإقلال من تناول هذه المشروبات المسببة للتآكل الحمضي .
2- الإقلال من وقت تعرض الأسنان للمشروبات الحمضية والغازية وباستخدام الشفاط إن أمكن .
3- الزيارة الدورية لطبيب الأسنان .
بقي أن نضيف بأننا في المملكة لم ننتهِ من مشكلة التسوس ابتداء، فالتحدي لتحسين صحة الفم والأسنان يزداد تعقيداً في ظل غياب الرؤية الواضحة والإجراءات الوقائية السليمة للقضاء على مشكلة التسوس التي تصيب حوالي 96% من أسنان أطفالنا.