من بين المشكلات التربوية التي تواجه المدرسة الحديثة في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها مشكلة التأخر الدراسي التي استأثرت باهتمام المسؤولين عن العملية التربوية والمهتمين بتطوير التعليم من مربين وآباء وتلاميذ على حد سواء ، وهي مشكلة تربوية واجتماعية ونفسية يعاني منها كثير من التلاميذ وتقف عائقاً أمام المدرسة الحديثة لما لها من آثار سلبية خطيرة تهدد سلامة المجتمع ، وتبدد الكثير من ثرواته المادية والبشرية ، وعلى الرغم من كل ذلك فالتأخر الدراسي ليس مشكلة مستعصية إذا ما توافرت الجهود المخلصة والنية الصادقة والتعاون المثمر . إن تلاميذ اليوم هم بناة الغد المشرق وعدة المستقبل تهون من أجلهم كل التضحيات ، ويستحقون منا كل الرعاية والاهتمام .
مفهوم التأخر الدراسي :
إن مفاهيم التأخر الدراسي كثيرة ولا يزال بعضها غير واضح في أذهان الكثيرين ، فمنهم من يربطه بعامل الذكاء ومنهم من يربطه بقدرة التلميذ على التحليل فقد لاحظ العالم برموده بعد عشرين سنة من البحث أن 59 % من التلاميذ يتقدمون إلى المدرسة وهم يحملون معهم استعدادات ممتازة ، ولكن كثيراً ما تظهر عند البعض منهم ، وسريعاً ، حالات عدم التكيف .
والتأخر الدراسي قد يكون عاماً ، أي أن الطالب يكون ضعيفاًً في كل المواد الدراسية ما يؤدي إلى بقائه في الصف نفسه لسنه ثانية ، أو يكون ضعفه جزئياً ، فيتعثر في عدد من المواد الدراسية ، وينجح في الأخرى ، ربما ينتقل إلى صف أعلى بصعوبة ، وقد يؤدي ضعفه إلى رسوبه في صفه ، بيد أنه قد يسترجع قدراته الذهنية والمعرفية بحيث يتمكن من التكيف في المرحلة الجديدة .
أما الجانب النفسي للتأخير الدراسي فيعود إلى أسباب عديدة أهمها :
1- انخفاض معدل الذكاء : عجز الطفل عن التكيف ما يشعره بالدونية والخجل والإحباط وعدم تقدير الذات ، وهذا كله يدفع الطفل إلى القلق نتيجة إحساسه بضعفه ، وعدم قدرته على مجاراة الآخرين ، وعجزه عن فهم ما يفهمونه بسهولة ، وعدم قدرته على الاستجابة للشرح والمعلومات ، الأمر الذي يؤدي بالطفل إلى سلوك واحد من ثلاثة اتجاهات :
1- اللجوس إلى العدوانية والتهور من خلال المشاكسة وإحداث الفوضى في الصف .
2- الانسحاب أو الهروب من الوضعية المؤلمة إلى وضعية تعويضية يؤكد الطفل من خلالها ذاته ، وتؤمن له إشباع حاجاته ، وغالباً ما تكون تلك الوضعيات التعويضية من مثل ” الرياضة والموسيقا والرسم ” أو أي نوع آخر من النشاطات التي لا تتطلب مقدرات يفتقر إليها .
3- وقد يهرب إلى الأنطواء والاكتئاب والخوف الذي يولد لديه مشاعر الذنب لاعتباره نفسه مسؤولاً عن الفشل الذي وقع فيه ، وهذا يؤدي به إلى التسرب من المدرسة وانقطاعه عنها نهائياً .
* أسباب التأخر الدراسي :
تتعدد أسباب التأخر الدراسي من وجهة نظر المعلمين الذين هم الأقدر على تحليل أسباب التأخر لدى تلاميذهم استناداً إلى خبراتهم التربوية .
فمنها أسباب ذاتية وأخرى إجتماعية ناشئة عن الظروف الأسرية أو البيئية المحيطة به أو عن علاقته بأقرانه الذين يحدث بينهم وبينه تفاعل اجتماعي ، أما الأسباب الذاتية فتكون أسباب خلقية تكوينية أو أسباب وظيفية .
أولاً – الأسباب الخلقية التكوينية :
حيث ولد بعض الأطفال لديهم بعض القصور في نمو بعض الأجهزة في أجسادهم ما يؤدي إلى نقص القدرات العقلية ، ومن ثم إلى قلة الانتباه وضعف الذاكرة والاضطرابات الانفعالية وانخفاض مستوى الذكاء .
وكذلك ضعف بعض الحواس مثل السمع والبصر والضعف الصحي العام مما يعيق التلميذ عن مسايرة زملائه ويجعله في بعض الأحيان محط سخريتهم ما قد تكون سبباً في تشتت انتباه التلميذ أثناء الدرس إذ سرعان ما ينصرف انتباهه إلى أمور لا علاقة لها بالدرس ، فتزداد كراهيته للمدرسة وينزع للهروب منها .
ثانياً – الأسباب الوظيفية :
وتعود إلى أسباب متعلقة بالبيئة وهي كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الفرد وتشمل العوامل المادية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية . ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين رئيسين هما :
1- أسباب وظيفية متعلقة بالمتأخر دراسياً : مثل الاتجاهات النفسية نحو العمل الدراسي ، وهو أمر على جانب كبير من الأهمية ، ويمكن حصره فيما يلي :
1- الخجل والانطواء الذي يمنع التلميذ من المشاركة والتفاعل في الدرس والفهم ، فمثلاً في مادة الرياضيات يواجه :
آ – صعوبة في الربط بين مفهوم العدد ورمزه .
ب – صعوبة في التمييز بين الأعداد ذات الاتجاهات المتعاكسة مثل ( 8 -7 – 6 – 2 ) أو ( 9 – 6 – 5 – 2 ) .
ج – صعوبة في حفظ الحقائق الأساسية للجمع والضرب .
د – صعوبة في إتقان العمليات الحسابية ( الجمع والطرح والضرب والقسمة ) .
2- ضعف التلميذ في أساسيات بعض المواد العلمية ( رياضيات فيزياء – كيمياء ) .
3- الدوام المتقطع للطالب لأسباب كثيرة قد تعود إلى ظروف المدرسة والمعلم أو تسلط رفاق السوء من التلاميذ .
4 – وقد يكون التهاون مع التلميذ بشكل مفرط من قبل المربي سبباً في إهمال واجباته المدرسية في مادة أو أكثر ، وذلك بسبب عدم متابعة المعلم له أو توجيهه .
5 – وقد يكون أسلوب التدريس عند بعض المعلمين سبباً من الأسباب حيث أن العلاقة الإيجابية بين المعلم وتلميذه تؤدي إلى حبه للمادة التي يدرسها هذا المعلم ونجاحه فيها ، ، وأما العلاقة السلبية فإنها تؤدي به إلى كره المادة وبالتالي تأخره دراسياً .
6 – طريقة معاقبة المعلمين للتلاميذ مثل حالات الطرد والإخراج من الصف خلال الحصة المدرسية ما يحرم التلميذ من متابعة موضوعات المنهاج والتي ربما تكون موضوع اختبار .
7 – عدم توفر الجو المدرسي المناسب والذي يوفر فرص التشجيع والنجاح ، وعدم إشباع المدرسة لحاجات التلاميذ وميولهم .
8 – وأحياناً سوء الاختيار لفرع دراسي معين لا يرغبه التلميذ به إلى التأخير الدراسي أيضاً .
ثانياً – أسباب وظيفية بيئية تؤثر تأثيراً ديناميكياً على درجة تحصيله الدراسي منها :
1- موقع السكن .
2- المواصلات المستخدمة في الوصول إلى المدرسة .
3- ازدحام الحي الذي يعيش فيه التلميذ وكذلك مسكنه .
4- العلاقة بين أفراد الأسرة وبين الأسرة وغيرها من الأسر .
فالظروف البيئية والأسرية التي ينشأ فيها التلميذ يكون لها الأثرالكبير في استقراره النفسي وبالتالي على مجمل سلوكياته بما فيها التحصيل الدراسي ، فالمتأخر دراسياً يكون ضجة لبعض الظروف الأسرية والمدرسية والاجتماعية التي تحيط به مثل اتجاهات الوالدين السلبية في التنشئة كالقسوة والتسلط والدكتاتورية من جهة ، وتخلف المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للأسرة من جهة أخرى ، وكلها تلعب دوراً سلبياً في عدم تمكين التلميذ من تحقيق التحصيل الدراسي المناسب .
وكذلك فإن تشغيل التلاميذ ببعض الأعمال لتأمين العائد المادي للأسرة يشغلهم عن دراستهم ويؤدي بهم إلى الضعف في التحصيل الدراسي والعلمي .
* تشخيص التأخر الدراسي :
إن عملية تشخيص التأخر الدراسي مهمة جداً لمعرفة نوع هذا التأخر إذ يتحدد المشكلة يبدأ علاجها . وهناك عدة وسائل تتم فيها عملية التشخيص أهمها :
1- الاختبارات التشخيصية المقننة المختلفة .
2- السجل التحصيلي للتلميذ وتاريخه التربوي .
3- آراء وملاحظات أفراد الأسرة والمربين حول سلوكه .
4- ملاحظات الطبيب النفسي والأخصائي التربوي الاجتماعي بالإضافة إلى اختبارات طبية للنواحي الجسمية والعصبية والحركية .
وإنه لمن الصعب على الإنسان أن يتعرف على المتأخرين دراسياً لأول وهلة ، ولكنه من السهل عليه التعرف على التلميذ الموهوب حيث أنه يجذب انتباهنا في الحال . والتلميذ المتأخر دراسياً غالباً ما يتسم بالإهمال والكسل .
* توزيع المتأخرين دراسياً :
من المشاكل التي تعاني منها إدارات المدارس كيفية توزيع المتأخرين دراسياً داخل الصفوف المدرسية ، وقد كانت وما زالت عملية التوزيع مثاراً للجدل والمناقشة بين الباحثين . ويشير بعض الباحثين إلى أن هناك ثلاثة أنماط للتوزيع المتخلفين دراسياً هي :
أولاً – وضع التلاميذ المتأخرين مع التلاميذ العاديين في الصفوف المدرسية العادية .
ثانياً – وضع التلاميذ المتأخرين دراسياً في صفوف خاصة بهم في المدرسة العادية .
ثالثاً – عزل التلاميذ المتأخرين دراسياً في مدارس خاصة بهم .
ولكن من عيوب هذا التوزيع أنه لا يستطيع أن يحول دون الشعور بالنقص وانعدام الكفاءة ، بل إنه يشكل بعض الاتجاهات العدوانية المناهضة للمجتمع يتيح عقد المقارنات بين التلاميذ مما يؤدي إلى جرح مشاعر البعض وشعورهم بالنقص والقصور . وقد كون من الصعب على المدرس أو المعلم أن يجعل المنهج العادي يلائم المستويات المختلفة في الصف الواحد بالتالي يستبعد التلميذ المتأخر دراسياً من مجال المناقشة والتطاحن والصراع الموجود في الفصول العادية .
إن تجمع الهيئات المتخصصة في علاج المتأخرين دراسياً في مدرسة واحدة بدلاً من بعثرتها على مدارس عديدة منها توفير للجهود البشرية والمادية والإدارية والفنية والتخصصية ، ولكن هذ الأسلوب لا يتماشى مع بعض المجتمعات لشعور بعض الآباء بأن أبناءهم منعزلون في مدارس ليست هي مدارس العامة من التلاميذ ، فينظرون إلى ذلك نظرة فيها الشك والريبة .
* الآثار المترتبة على التأخر الدراسي :
أولاً : آثار تربوية :
إن التلميذ المتأخر دراسياً يتصف بالحساسية المفرطة تجاه المواقف التي يمر فيها سواء في المجتمع الدراسي أم المجتمع الخارجي ، فإما أن يلجأ إلى انطواء والعزلة ، أو يميل إلى العدوانية والخروج على النظام المدرسي والثورة عليه ، وخلق المشاكل مع مدرسيه وزملائه ، وعرقلة سير الدراسة لكي يجذب انتباه الآخرين إليه ، أو يلجأ إلى سلوك التخريب والأذى وتكسير أثاث المدرسة مما يجعل المشكلة تكبر فيزداد عبئها على إدارة المدرسة ، وبالتالي تنعكس على المجتمع بأكمله .
ثانياً – الآثار الاجتماعية والاقتصادية :
إن المتأخرين دراسياً يشكلون عبئاً اقتصادياً كبيراً على المجتمع لأن عملية التعليم عملية مكلفة ، فالمبالغ التي تصرف على تعليم هؤلاء المتأخرين كما يمكن أن تستثمر في تحسين نوعية التعليم وتطويره كما أن تأخر إسهامهم كعناصر منتجة في خطط التنمية القومية يترك آثاراً سلبية على الوضع الاقتصادي العام . وقد تكون آثارها خطيرة على مسيرة التعليم والمجتمع معاً وقد تؤدي إلى انتشار الجريمة والانحراف .
* إجراءات التغلب على التأخر الدراسي :
إن جميع الإجراءات التربوية لا تكون مجدية إلا عندما نستطيع الكشف المبكر عن عوامل التأخر الدراسي ، أي مرض خطير يواجه المجتمع . وهنا يأتي دور ” المدرسة والأسرة ” .
أ – دور المدرسة : وهي أهم المؤسسات في المجتمع لأنها :
1- تزود الطالب أو التلميذ بالعلوم والمعارف والمهارات الضرورية التي تؤهله كي يصبح مواطناً فعالاً في المجتمع .
2 – هي المسؤولة عن تطور العملية التربوية والتعليمية ، وهي بيئة إجتماعية لها أنظمتها ونمط حياتها اليومية … وعلى ذلك فولي التلميذ مدعو لتفهم هذه الأنظمة ودعمها والتجارب معها ، وعليه أن يعلم المدرسة بالأمور الخاصة التي قد تصطدم مع هذه الأنظمة .
3 – المدرسة بجهازها التعليمي هي التي تعلم بالتأخر لدى التلاميذ فور حدوثه ، وتعمل على التدخل باتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنب اضطرابات التعلم ، ولإنجاح ذلك فإن التوجه الأيديولوجي للمعلم هام جداً إذ عليه أن يكون مقتنعاً بأنه من الممكن أن يقود التلاميذ جميعاً وبنجاح نحو تحقيق أهدافه المؤسسة التعليمية والتربوية وذلك من خلال تفجير طاقات التلاميذ وإمكاناتهم وقدراتهم بالتعاون مع الإدارة التربوية .
إن العلاقة بين المعلم والتلاميذ ، وخاصة المتأخرين دراسياً ، يجب أن تكون مبنية على الثقة والمحبة اللتين تسهمان في حب التلاميذ للمادة التي يدرسها المعلم من خلال تشجيعه لهم واهتمامه المستمر بهم مما يساعدهم على تجاوز التقصير الدراسي … وعلى العكس من ذلك فإن المواقف السلبية من قبل المعلمين قد تعرقل نجاح التلاميذ وتقدمهم في دراستهم .
والمعلم الناجح هوالذي يعمل على مشاركة جميع التلاميذ في النشاط الصفي، والإجابة عن الأسئلة المطروحة ، وحل الوظائف ، ويحرص على المتابعة اليومية لهذا كله ، ويكون القناعة الراسخة لدى التلاميذ بأن من يعمل ينجح ، إن الأساليب والطرق التي يستخدمها المعلمون لكي تساعد في حل مشكلات التأخر الدراسي يجب أن تكون متنوعة ، وتشمل هذه الأساليب كيفية القراءة والاستماع والانتباه ، وتسجيل الملاحظات ، والحفظ والتسميع والتحضير للإمتحانات إلخ ….
* الإجراءات التربوية :
إن معرفة نوع الفجوات المعرفية وكشف أسباب التقصير الدراسي لدى التلاميذ تساعد المعلمين على المعالجة والتغلب على نقص المهارات وإزالة الفجوات ، ويمكن أن يتم ذلك من خلال :
1- التركيز على الجوانب الإيجابية في أداء التلميذ المتأخر دراسياً .
2- التركيز على أهمية التخطيط للدراسة ، وذلك من خلال وضع برنامج يومي دراسي خاص يتماشى مع قدرات التلميذ وإمكاناته ويساعد في تحسين التحصيل ، وتحديد المضوعات للبرنامج الدراسي ، وتركيز الاهتمام على الموضوع المطلوب ، والمثابرة بانتظام على تنفيذ البرنامج الموضوع وتنظيم أوقات الراحة وتحديد الراحة ، وتحديد كيفية الاستفادة من أوقات الفراغ .
3- التدريب على القراءة الجيدة والسريعة إذ أن مهارات العمل التعليمي تحتاج إلى سرعة ضرورية . وتحديد الأفكار الرئيسية للموضوع والتي يجب حفظها ووضع خطوط ليسهل تذكرها أو الرجوع إليها والتدريب كذلك على الاختزال .
4- إزالة التوتر بين المعلم والتلميذ أمر ضروري وإقامة المساواة بين التلاميذ المقصرين والتلاميذ المتفوقين ، وتقديم العون والمساعدة في الوقت المناسب ، وتشجيع التلميذ ومكافأته وتجنيبه الإحساس بالفشل … كل ذلك يساعد في تعزيز الثقة بالنفس مما يؤدي إلى النجاح .
ب – دور الأسرة :
للأسرة دور كبير في معالجة التقصير الدراسي إذا ما قامت بهذا الدور على الوجه الصحيح ، ويتمثل بما يلي :
1 – أن يعيش التلميذ في كنف عائلة متوازنة تشعره بالأمان والاستقرار ، وتؤمن له إشباع حاجاته العاطفية .
2 – توفير البيئة الصحيحة الملائمة لقيام الأبناء بالتحصيل والاستذكار .
3 – إبراز الجوانب الإيجابية في شخصيات الأبناء واستغلالها في التفوق الدراسي وتقديم العون والمساعدة في الوقت المناسب وتجنيبهم الإحساس بالفشل والتأخر .
4 – دعم التغيير الإجابي الذي يحدث للتلميذ المتأخر دراسياً فهو حدوثه وإشعاره بالتغلب على مشكلة التأخر الدراسي .
5 – توفير الجو المناسب لنمو العلاقات الإيجابية بين جميع أفراد الأسرة والاحترام المتبادل والابتعاد عن الانفعال والتعامل بين جميع الأفراد بالحنان والعطف وحل الخلافات والمشكلات بين الوالدين بعيداً عن الأبناء .
6 – معالجة أمور الأبناء بموضوعية وهدوء والابتعاد ما أمكن عن التدليل الزائد أو التشدد أو التفرقة بين أفراد العائلة ، وإبراز أهمية التعليم في الأسرة والمجتمع .
تقوية وتعميق التعاون بين الأسرة والمدرسة لمواجهة التأخر الدراسي .
ج – مجالس الأولياء :
انطلاقاً من أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة تأتي أهمية مجالس الأولياء في إنجاح العملية التربوية ومعالجة التأخر الدراسي حيث تتم فيها المكاشفة بين الأسرة التربوية وبين الأهل ، وطرح الواقع التربوي والسلوكي أمام الأولياء ، وبالتالي تعميق الثقة بين شريكين في العملية التربوية هما المدرسة والأسرة ، ومن هنا تأتي أهمية اتصال الولي بمدرسة ابنه دون حرج ، وذلك في سبيل نجاح هذا الطالب وتقدمه العلمي .
إن اتصال الولي مع المدرس هام جداً … كيف لا وهوالمربي وحجر أساس في العملية التربوية . فالمعلم ينقل المعارف والعلوم ، ويفجر الطاقات والمهارات ، ويغرس القيم والأهداف التربوية في نفوس أبنائنا وهو بالتالي أدرى بالإصلاح التربوي .
وتكريم المتفوقين – مثلاً أمام أهلهم هو عمل تربوي جيد ، وهو ليس من باب الجزاء إنما من باب الاهتمام بالمبدعين الذين تفوقوا نتيجة الاهتمام والمثابرة بالدراسة ، كما أن هذه الأهداف الرئيسة لمجالس الأولياء إيجاد علاقة تربوية مبنية على الثقة بين التلاميذ والأسرة التعليمية بصورة واقع التلميذ في البيت والحياة والمناخ التربوي والأسري الذي يعيشه التلميذ من أجل استدراك التقصير الدراسي للوصول بهم إلى أعلى مستوى في تحصيلهم ، وذلك لمواكبة العصر العلمي والتكنولوجي المذهل الذي نعيش فيه لنضمن لهم مستقبلاً أفضل .