يُعد مرض التصلب المتعدد (اللويحي) من أكثر أمراض الاضطرابات العصبية شيوعا ويمكن أن يتسبب في حدوث إعاقة لدى الشباب، ويعاني منه أكثر من 2.3 مليون شخص حول العالم.
يتلف مرض التصلب المتعدد (أو اللويحي) الألياف العصبية ومادة الميلين الواقية التي تغلف الألياف العصبية، في الدماغ والنخاع الشوكي، وقد يسبب التصلب المتعدد مجموعة متنوعة ومختلفة من الأعراض التي تسبب شعورا بالعجز.
ويظهر مرض التصلب المتعدد، أو التصلب اللويحي لدى المصابين بطرق مختلفة. فبينما يتعايش بعض المرضى معه دون أي أعراض تذكر، يضطر آخرون إلى اللجوء لكرسي متحرك بعد سنوات قليلة فقط من الإصابة به.
ويشير الدكتور أندرياس شتاينبريشر، رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لمرض التصلب المتعدد، إلى أن أعراض المرض تبدأ بالشعور بشلل وآلام واضطرابات في الرؤية والإحساس وعدم ثبات وإرهاق.
وبعد ذلك تبدأ الأعراض بالتطور فجأة ودون تدرّج، وتختلف بشكل كبير بين مريض وآخر، ويمكن لهذا المرض أن يدوم لعدة سنوات أو عقود.
ويتم تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد عند معظم الأشخاص المصابين به في الفترة ما بين 25 و31 سنة من عمرهم، ولم يتم التوصل بعد إلى معرفة سبب مرض التصلب المتعدد، ومن ثم لم يتم التوصل إلى علاج له، ويقدر العلماء أن أسباب المرض الذي يؤدي إلى التهابات في الأعصاب، هي مزيج من الوراثة والعوامل البيئية وحتى بعض الالتهابات.
ويتميز مرض التصلب العصبي المتعدد لدى البعض بأنه يمر بفترات انتكاس وفترات عودة عنه أي أن أولئك الأشخاص يمكن أن تتحسن حالتهم لفترة من الوقت ولكن بعد ذلك يمكن أن يهاجمهم المرض من حين لآخر، أما البعض الآخر فلديهم نمط تقدمي حيث تزداد الحالة سوءا بشكل ثابت مع مرور الوقت.
ورغم عدم وجود علاج لهذا المرض حتى الآن فبعض الأبحاث الساعية لإيجاد علاج قطعت شوطا طويلا خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، حيث أصبحت هناك طرق علاجية تساعد على إبطاء الأعراض لدى بعض المرضى أو تأجيل ظهورها.
ويعمل الأطباء على إعطاء المرضى مادة الكورتيزون أو القيام بغسيل للدم من أجل تخفيف حدة الأعراض المرضية حيث تقول الإحصاءات أن ” الأدوية الأكثر نجاعة قادرة على تقليل ظهور أعراض جديدة لدى المرضى بنسبة 70%”.
ولأن تلك الأدوية والعلاجات تحمل في طياتها أعراضا جانبية قوية يتردد الأطباء كثيرا في استخدامها على المرضى الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من التصلب المتعدد.
لكن العمل متواصل لإيجاد علاج فعال لهذا المرض حيث تجرى تجارب إكلينيكية على أدوية جديدة تساعد على “إصلاح” أغشية الألياف العصبية المتضررة.