التهاب الجيوب الأنفية شائع في الشتاء . ينتج من التهاب المادة المخاطية التي تكسو التجويفات في عظام الوجه ، وتسمى جيوب . إنه تلوف حميد لكن انتظار الشفاء منه طويل ولو قصر .
التهاب الجيوب موضعي ، وجهي إن أصاب الجيوب الواقعة تحت الحاجبين ، أو مداري إن أصاب الجيوب الواقعة في مؤخرة الأنف ، أو حنكي إن أصاب الجيوب الواقعة في الخدين فوق الحنكين . السبب الأكثر شيوعاً لهذا الالتهاب جرثومي . لكنّ هذا لا ينفي وجود أسباب تحسسية في حالات أخرى .
كما قد تسوء حالة التهاب الجيوب نتيجة مشكلة موجودة اصلاً كانحراف الوتيرة الأنفية أو وجود البوليبات أو المشكلات في الأسنان أو التحسّس ، أو نتيجة رياضة الغطس المتكرر .
التهاب الجيوب هذا على نوعين : الحاد المزمن . والالتهاب الحاد ينتج في غالبية الأحيان من آثار رشح لم يعالج كما يجب . والالتهاب المزمن هو التهاب حاد لم يتمكن المريض من الخلاص منه .
الالتهاب الحاد
الجدول السريري الكلاسيكي الحاد مشابه جداً لذلك الدالّ على الرشح الذي يطول أمده ولا يشفى ، تواكبه آلام في الرأس تشتدّ عندما يحرّكه المريض وعندما يصاب العطاس ، إلى جانب ارتفاع في درجات الحرارة الجسدية وإحساس بالإرهاق الكلّي . يصفر السيلان الأنفي سريعاً ويتكثّف فتنسدّ به الجيوب . لمواجهة التهاب الجيوب الحاد الذي لم يعالجه العلاج الكلاسيكي ( مضادات حيوية + مضادات للالتهابات ) يضطر الطبيب إلى فتح الجيوب المنسدّة جراحياً بغية إفراغها مما تكدس فيها من جديد . لكن هذه الوسيلة العلاجية في تراجع مذ وضعت المضادات الحيوية القوية في خدمة المرضى .
الالتهاب المزمن
يكون التهاب الجيوب مزمناً متى دام اكثر من 3 أشهر . وهذا يترجم فعلياً في تقاطع حالات ” انسداد الأنف ” و ” سيلان الأنف ” . بخلاف الالتهاب الحاد ، الألم غير شديد إلاّ فيما ندر ، لكن السيلان الأنفي يبقى مصدر ضيق . يصاب المريض بالعطاس المتكرر إذ إن هذا السيلان حاصل أيضاً في الحنجرة والقصبة الهوائية ، مما قد يؤدي إلى حصول تلوثات تنفسية أخرى كذلك الرئة مثلاً . إلى جانب الفحوصات الشعاعية . قد يطلب الطبيب صوراً شعاعية خاصة (scanner) لمعرفة مدى تطور التلوث . في بعض الحالات يكون التدخل الجراحي ضرورياً .
العلاج الكلاسيكي
يمزج العلاج الكلاسيكي عادة المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات في سوائل تدسّ في المنخرين ، الى جانب عقاقير موسعة للجيوب لا ينصح باستعمالها مطولاً .
العلاج بالأعشاب
يعتمد هذا العلاج على رذاذ للاستنشاق مرتين أو ثلاثة يومياً ، مؤلف مزيج كحولي مذابة فيه زيوت الخزامى والصعتر والأوكاليبتوس الأساسية ( غرام واحد من الخزامى ، وغرام واحد من من الصعتر وغرامين من الأوكاليبتوس في 25 ملليتر من الكحول بدرجة 90 ) عن طريق مزيج نصف ملعقة صغيرة من الخليط في مياه غالية .
ومفيد ايضاً استنشاق منديل وضعت عليه 50 قطر من زيوت الخزامى والصعتر والنياوميوالأوكاليبتوس . كما أن للجينكو بيلوبا مفعول مهم لتوسيع الجيوب .
ما عمل الجيوب ؟
هذه الجيوب المليئة بالهواء والتي تفرغ إفرازاتها في التجويفات الأنفية تعمل خزانات رنين للصوت وعوادم صدمات المضغ بغية حماية الدماغ . وتساهم الجيوب في تدفئة وترطيب الهواء الذي نتنشقه قبل وصوله إلى الرئتين ، وتنقيته من الغبار بفضل الشعيرات التي تغشى طبقاتها الداخلية . إلى ذلك ، يخف وزن الجمجمة عندما تمتلىء الجيوب بالهواء ، والدليل على ذلك إصابتنا سريعاً بالصداع عندما يحلّ السائل مكان الهواء .
الجيب الوجهي = Sinus frontal ، بصليات الشمّ = Bulbes olfactifs ، جزئيات الشمّ = Molecules de l’ odorat ، لواقط خلايا الشمّ = Recepteurs des cellules de Iodorat ، الأعصاب الشميّة = Neurones alfactifs شعيرات = Cils .
تدابير تتخذ عند الإصابة بالتلوث الأنفي
تناول الماء بكثرة تعويضاً عما يفقده الجسم .
تجنب الأماكن كثيرة الدخان والتدفئة .
مكافحة الجفاف في المنزل باستخدام الأوعية المليئة بالماء .
غسل الأنف بواسطة ماء خاص معقم .
استخدام المناديل الورقية بغية منع عودة التلوث ثانية .