اعتقد غروديك – تلميذ فرويد – أن الإنسان شديد التأثر بحاسة الشم وأنه يكبت احساساته المتولدة عن العطور كما يكبت بعض تصرفات . وأخيرا عاد أطباء النفس إلى تذكر نظرية غروديك حين اكتشفوا وجود مادة قادرة على تغير عاطفة الإنسان اسموها فيرومون. والفيرومون مادة كيميائية يولدها مخلوق حي ونؤثر على جسم الاخرين .
بفضل الفيرومون مثلا تبحث النملة عن طعامها وتتبع أثرا وتشعر بالخطر الداهم . وتلعب الفيرومون دوراً بارزاً في حياة الحيوانات التي ترضع أولادها إذ تجعلها تتعرف إلى هؤلاء بسرعة .موقع طرطوس
وقد لوحظ تأثير هذه المادة على الإنسان منذ فترة غير بعيدة . تنبه الأطباء مثلاً إلى أن حب الرجل لزوجته يخف في حال اقدام الزوجة على تناول حبوب منع الحمل . مما دفع بعض علماء جامعة هارفارد إلى البحث عن الفيرومون الانساني .وكان علماء آخرون قد تأكدوا من وجود أحاسيس تخلقها حاسة الشم حين تنشق عرق بعض أجزاء الجسم .موقع طرطوس
أما مصدر الفيرومون – الذي تشبه وظيفته وظيفة التلفون ، إذ تصل بين شخصين – فهو الغدد الجنسية .
ويقول العلماء أن وقت الاستنتاجات الأكيدة لم يحن بعد . الا أنهم يتوقعون أن يكون الحب وليد عمليتي البث والتلقي المتبادلتين بين شخصين لتماوجات من مادة الفيرومون . ويتوقعون أن يتوصلوا إلى معرفة كمية الفيرومون – وهي صغيرة جداً – التي تغير الجسم الذي يتلقاه فيزيولوجيا .موقع طرطوس
ويتوخى بعض الأطباء ومنهم الطبيب والفيلسوف البريطاني اليكس كومفورت استعمال الفيرومون في علاج بعض الأمراض العصبية . . والتوصل إلى تهدئتها بفضل حاسة الشم .