اكتشف باحثون أمريكيون في علم الأحياء، أن طيور الحمام تعي جيدا المفاهيم المجردة للزمان والمكان وقادرة على استخدامها لحل المشاكل المكانية والزمانية البسيطة.
ويؤكد العلماء في دراسة نشرت في مجلة “Current Biology” أنه مع كل تجربة جديدة، يتكشف لهم وعلى نحو متزايد، أن الطيور، إلى حد ما، ليست أقل ذكاء من البشر وغيرهم من الكائنات الرئيسة الأخرى.
واتضح لهم أن الطيور لا تملك “عقل الدجاجة” كما كان الظن سائدا في السابق، كتعبير عن “البلاهة”، بل على النقيض منه، وعلى سبيل المثال “تمكنت طيور الحمام من التعامل مع المهام التي تطلبت فهم الزمان والمكان في آن واحد”، وفقا لتأكيد عالم الأحياء إدوارد واسرمان من جامعة ولاية “إيوا” الأمريكية.
وقد اكتشف واسرمان وزملاؤه أن الحمام ليس أقل شأنا من البشر والقردة في فهم أسس نظرية آينشتاين “النسبية”، وأنهم يفهمون ماذا يعني المكان والزمان، وهي من العناصر الرئيسية لنظرية آينشتاين الشهيرة.
ويقول واسرمان إن فريقه توصل الى هذا الاكتشاف بعد مراقبة الحمام وتمكنه من إيجاد حل لواحدة من أصعب المهام للحيوانات، عبر التقييم التقريبي لمتى رأوا كائنا معينا، أو ما هو حجمه والحيز الذي يشغله.
وفي إطار هذه التجارب، عرض العلماء مجموعة من خطوط مختلفة الطول على شاشة الكمبيوتر، والتي كان على الطيور مراقبتها لمدة ثانيتين أو ثماني ثوان. وبعد ذلك كان على الحمائم أن تضغط بمنقارها على أحد الأزرار على الشاشة. وإذا تمكنت الطيور من تقديم القياس الصحيح لطول الخط وزمن عرضه بشكل صحيح، فإنها تحصل على الطعام، ومع مرور الوقت عمل العلماء على تصعيب المهمة عبر تغيير الأطوال ومدة عرضها على الشاشة.
وأظهرت هذه التجارب أن طيور الحمام تفهم حقا المكان والزمان، وحتى أن أخطاءها كانت مماثلة لتلك التي يقع بها البشر أو الشامبانزي في مثل هذه التجارب.
ويخلص علماء البيولوجيا إلى استنتاج مفاده بأن هذا يعني أن المفاهيم والمساحات والوقت يجري معالجتها من قبل نفس الموقع في أدمغة الطيور، تماما كما تعمل القشرة الجدارية في رأس البشر والحيوانات الرئيسة الأخرى.
وكالات