يشهد مخ الإنسان تطورا مستمرا ، ما يمنح البشر إمكانات فريدة ، وضمنها القدرة على التكلم وحل مسائل رياضية معقدة، على سبيل المثال.
إلا أن العلماء لم يفهموا لحد ألآن لماذا حجم مخ الإنسان كبير بالمقارنة مع الحيوانات القريبة منه التي تقطن الأرض مثل قرد الشمبانزي، علما أن كل الجينات تقريبا لدى الأخير مماثلة لجينات الإنسان.
واكتشف الباحثون في جامعة “ديوك” اختلافات محورية تخص المخ في الشفرة الوراثية لدى كل من الإنسان وقرد الشمبانزي.
ويتضمن الحمض النووي الذي تحتوي عليه كل شفرة وراثية آلافا من الأجزاء الصغيرة تدعى مكبرات. وينحصر دورها في مراقبة نشاط الجينات.
وركزت دراسة الباحثين بالدرجة الأولى على مكبرات تختلف بعضها عن الأخر لدي أنواع الحيوانات المراد دراستها.
وأبرز العلماء في نهاية المطاف 6 مكبرات من أصل 106 مكبرات أطلق عليها ” HARE1 ” و” HARE 2 ” .. حتى “6 HARE “.
وظهر فيما بعد أن مكبر “5 HARE ” في حال إدخاله في مخ الفأر يجعله يزداد حجما بنسبة 12% .
ولا تختلف تسلسلات مكبر “5 HARE” لدى الإنسان والشمبانزي إلا بـ16 نوكليوتيدا. لكن بعد إدخال مكبرات الإنسان والشمبانزي في مخ الفأر اتضح أن مكبر الإنسان يزداد نشاطا بالمقارنة مع مكبر الشمبانزي.
وتوصل العلماء في نهاية المطاف إلى استنتاج مفاده بأن مخ أجنة الفئران التي تعرضت لتأثير المكبر”5 HARE” التابع للإنسان يولد عددا أكبرا من الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى زيادة حجم مخها. ولوحظ لدى ذلك اختلاف واضح بين مناطق قشرة المخ المسؤولة عن التفكير واللغة والتصرفات الواعية وبقية مناطق المخ.
ويرى العلماء أن الاستنتاجات التي خرجوا بها أثناء دراستهم ستساعدهم في فهم أسباب إصابة البشر بأمراض مثل الزهايمر ومرض التوحد، علما أن أنواع الشمبانزي كلها لا تصاب بهذه الأمراض أبدا.