يتفق الجميع تقريبا على أن الأحداث المحزنة والصدمات تعد مصدرا للمشاكل الصحية، لكن دراسة جديدة غيرت مسار هذا الاعتقاد السائد لتؤكد أن الأحداث السعيدة أيضاً قد تصبح “قاتلة”.
فقد أثبتت دراسة حديثة أجراها عالمان سويسريان من مستشفى زوريخ الجامعي أن السعادة يمكن أن تؤثر سلبا على القلب على عكس الدراسات التي أكدها العلماء منذ مطلع التسعينات والقائلة بأن الصدمات يمكن أن تصيب القلب بـ”متلازمة القلب المنكسر” المشابهة للأزمة القلبية.
وتشير النتائج التي توصل إليها العلماء بعد بحث دام خمس سنوات، إلى أن ولادة طفل أو أن انتصارا كبيرا يحققه المرء قد يتسبب بـ”متلازمة القلب المنكسر” المعروفة أيضاً باعتلال تاكوسيبو للقلب، وهي حالة مرضية تسبب ضعفا مفاجئا في عضلات القلب، ما يتسبب في تضخم البطين الأيسر تضخما مفرطا، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس وألم شديد في الصدر قد ينتج عن هذه الأعراض، وقد تسبب أيضا أزمة قلبية حادة ربما أدت إلى الوفاة.
وقام الباحثان السويسريان منذ عام 2011 بمتابعة سجلات الحالات المختلفة، وجمعا خلالها، على مدى خمس سنوات، بيانات 1750 من المرضى المسجلين في 25 مركزا صحيا في تسع دول.
وتوصل الباحثان إلى أن 485 مريضا عانوا من صدمة عصبية، من بينهم 20 ، أي ما يعادل 4%، عانوا من أعراض اعتلال تاكوسيبو بسبب أحداث سعيدة، كزواج أو فوز فريق مفضل أو مولد حفيد، فيما تعرض 465 شخصاً لهذه الأعراض بسبب أحداث حزينة، كوفاة شريك الحياة أو الابن أو أحد الوالدين.
وكانت غالبية المصابين بهذه الأعراض من النساء وذلك بنسبة 95% سواء في حالة الصدمات المؤلمة أو السعيدة. وتشير النتائج إلى أن معظم المصابين كانوا من النساء اللواتي في سن اليأس باعتبار أن متوسط سن المصابين بمتلازمة “القلب المنكسر” بسبب أحداث حزينة قد بلغ 65 عاما، بينما بلغ متوسط عمر المصابين بسبب أحداث مفرحة 71 عاما.
ويأمل العلماء أن تساعد نتائج الدراسة التي توصلوا إليها على اكتشاف المزيد عن آليات مرض “متلازمة القلب المنكسر”، فيما يواصلان البحث في العلاقة بين القلب والمخ بشكل أكثر تدقيقا.