اكشف باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية ، أن رشة بسيطة من السكر ، قد تضاعف مدة صلاحية الصفائح الدموية ، الضرورية لعملية التجلط وتخثر الدم ، في حالات النزيف . ووجد الأطباء في تجاربهم المخبرية ، أن إضافة مقدار ضئيل من الجلاكتوز إلى الصفائح المعزولة ، يسمح لمكونات الدم بالتجمد ، ويحفظها بصورة مفيدة ، لمدة 12 يوما على الأقل .
وقال الباحثون إن مكونات الدم هذه في نقص مزمن ، بسبب سرعة فسادها ، حيث يتم التخلص من أكثر من 25 في المائة من وحدات الصفائح المتبرع بها ، بسبب انتهاء صلاحيتها ، لذا فإن إطالة مدة بقائها بنحو الضعف عن الإجراء المتبع حاليا لتخزينها على درجة حرارة الغرفة لمدة خمسة أيام فقط ، سيحسّن ويسهل توفرها للمرضى .موقع طرطوس
وقال العلماء إن إثبات صحة تلك الاكتشافات في التجارب السريرية يعد إنجاز مهما في مجال نقل الدم ، حيث تعتبر الصفائح الدموية من أهم عناصر الدم ، فهي تلعب دوراً في تشكيل الخثرات الدموية ، التي تمنع النزيف غير الضروري وغير المسيطر عليه في الجسم ، موضحين أن هذه المكونات تصنع في نخاع العظم ، وتعيش غالباً من 10 إلى 12 يوما في الدورة الدموية ، لذا ينبغي على الجسم صنع المزيد لتعويض ما يموت منها .موقع طرطوس
ولفت الأطباء في مجلة ” العلم ” إلى أن الكثير من مرضى الأورام وسرطان الدم لا يستطيعون التعويض عن الصفائح الميتة ، بصورة طبيعية ، وتسبب العديد من العلاجات الكيماوية القوية المخصصة لعلاج السرطان ، ضعف نشاط النخاع العظمي ، مما يترك المرضى دون تعويض طبيعي عن الصفائح ، ولو بصورة مؤقتة على الأقل ، ونتيجة لذلك ، يحتاج أكثر من مليوني مريض سنوياً إلى عمليات نقل الصفائح الدموية ، لمنع إصابتهم بنزيف مميت ، غير قابل للسيطرة .موقع طرطوس
وللحصول على كمية كافية من الصفائح لجلسة علاجية واحدة ، تعمد بنوك الدم إلى عزلها من 4 إلى 6 باينتات من الدم المتبرع به ، وعند فصلها تكون الصفائح هشة جداً ، إذا ما تم تجميدها في هذه الحالة ، فإنها تخضع لتغيرات كيميائية ، تجعلها هدفاً للخلايا البالعة ، وهي إحدى خلايا النظام المناعي ، وعند نقلل المتجمد منها ، فإن البالعات تحوطها وتقتلها ، ولهذا السبب يتم تخزينها على درجة الغرفة ، وتصبح عديمة الفائدة بعد خمسة أيام ، بسبب تكاثر نمو البكتيريا فيها .موقع طرطوس
ووجد فريق البحث أن بالإمكان تجميد الصفائح وإبقائها مفيدة لمدة 12 يوماً ، إذا تمت إضافة مقدار صغير من سكر الجلاكتوز إليها ، موضحين أن خلايا البالعات تهاجم الصفائح المجمدة ، لأنها تستهدف نوعا آخر من السكر موجود على سطح الخلايا المنقولة ، لذا فإن إضافة الجلاكتوز سيساعد في تغطية السكر على سطحها ويحميها من البالعات .
ولدى اختبار هذه التقنية في الفئران ، لاحظ العلماء أن الصفائح المجمدة المغلفة بالسكر ، بقيت مدة أطول ، وكانت وظيفتها أفضل من الصفائح المحفوظة على درجة الغرفة ، كما أظهرت الدراسات في أنابيب الاختبار ، أن الصفائح البشرية عاشت أطول لنحو 12 يوما ، واحتفظت بوظيفتها عند خلطها بالجلاكتوز أيضاً .موقع طرطوس
وينوي الباحثون اختبار هذه التقنية في القرود ، فإذا ما ثبت نجاحها فسيقدمون البحث إلى إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للموافقة على إجرائه في البشر ، وهو ما يحتاج إلى سنتين أو ثلاث سنوات للبدء به .