عندما يكبر الطفل , نفرح به , ويسعدنا نموه شيئاً فشيئاً , وتعلمه للأشياء من حوله يزيد من سرورنا , ولكنه عندما يعاني من بعض متاعب الطفولة , مثل التبول ليلاً , يتعكر صفو حياة الأم ومع ذلك فإنها لا تحاول البحث في هذه الحالة , ولا تسأل عن أسبابها وهل هي مرضية أو نفسية , مما يزيد الحالة تفاقماً .
وتبول الطفل أثناء الليل قد يكون دلالاً , أو محاول للفت النظر إليه , وهناك أسباب كثيرة لهذه الحالات تشرح س : س : ( لديها ثلاثة أطفال ) إحداهما بقولها : بدأت الحالة عند ولدي يزن في الثالثة من العمر , بعد أن نظف تماماً من التبول في ثيابه , ولكنني اضطررت في أحد الأيام , للسفر مدة خمس أيام وبقي هو في بيت عمته , وبعد عودتي شكت لي عمته من هذا الموضوع , وبعدها صار يتبول يومياً , ولدى مراجعة الطبيب قال لي أن الحالة ليس لها أي سبب مرضي , ونصحني بأن أوقظه مرة أو مرتين في الليل , وفعلاً نفذت ما طلب مني , من دون جدوى , وعدت به مرة أخرى إلى الطبيب , فقال لي :موقع طرطوس
هلّ حاولت سؤاله أي شيء عن هذا الموضوع فأجبته : لا وقد مللت من تأنيبه وضربه كلما فعلها , فقال لي هذا سبب رئيسي للذين في مثل حالة ولدك , جربي التوقف عن الإهانة والضرب وابدئي معه من جديد , وعدت أعاني منه , لكنه كان لا يتقبل مني أي كلام في هذا الأمر , وقبل دخوله المدرسة أخذته إلى الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الخاصة بالدارسة وقلت للطبيب وبشكل عفوي أنه يتبول فجن جنون ولدي , وبدأ يبكي ويصرخ وبعد أن هدأه الطبيب قال لي :موقع طرطوس
لا ,لا , أنت تظلميه فهو شاب وبطل , وسيصبح شاطراً في المدرسة , ويتفوق على رفاقه , اليس كذلك ؟ موجهاً الكلام أليه , فأجابه : نعم ولكن ماما لا تحبني وهي دائماً تضربني , ولا تضرب أخوتي فأرجوك يا دكتور قل لها أنه إذا لم تضربني فإني لن أتبول بعد ذلك , وأيضا لا تقول لأحد عني , فقال له الطبيب : هل هذا وعد : فقال نعم هذا وعد , وعالجنا الطفل ببعض الأدوية , ومن بعدها تبول مرتين أو ثلاثاً وكان خجلاً جداً من نفسه , ولم أؤنبه وتظاهرت أني لا أعلم بما فعل , وبدأت أحضر له الهدايا والألعاب , والقصص المصورة , إكراما لوفائه بوعده لي .
غيرة :
م : ق : ( لديها خمسة أطفال ) تقول : لم يتوقف ولدي إلا نادراً , عن التبول مع كل المحاولات التي أرهقتني لمعالجته من دون جدوى , وفي عمر الثالثة أخذته لطبيب مختص فسألني هل يتبول في الليل فقط ؟فأجبته : وفي النهار , وبعد فحصه قال لي الطبيب : ولدك يعاني من التهاب في مجرى البول , وهذا يؤدي إلى ارتخاء في المثانة وأعطاني الدواء اللازم لعلاجه , وقد شفي لمدة تجاوزت الست شهور , ولكن بعد أن أنجبت ولدي الثاني عاد من جديد يريد الحفاض كما أخيه الصغير , ولم استمع إليه , فبدأ يتبول في مكان وزمان , فأعدته مرة أخرى للطبيب وشرحت له ما حدث فقال لي : هذا ليس له علاقة بالمرض , ولكنها الغيرة , لها الدور الأكبر هنا فحاولي ألا يراك وأنت تفعلين أي شيء لأخيه , فقط هذا هو العلاج .موقع طرطوس
وعدت معه من البداية ولم أترك له فرصة واحدة ليراني أرضع أخاه أو حممه , أو احفضه وكنت دائمة الشكوى من أخيه وأقول أنه وسخ وقذر , وانه سيئ , ويعذبني , وبالمقابل أدعوه للعب معي وأقول له أنه أفضل منه , وأن الله أيضا يحبه لأنه ولد جيد لا يعذب أمه , ورفع هذا الأسلوب من معنوياته قليلاً , خفت الحالة عنده في النهار شيئاً فشيئاً إلى أن توقفت نهائياً حتى في الليل .
عدم تحكم :
ع : ل : ( لديها سبعة أولاد , 4 ذكور و 3 إناث ) تقول أنا والحمد لله لم أعان مع كل أولادي ولكن كان للذكور كل يوم لهم غيار داخلي بسبب بعض النقاط من البول عليها , ولا أظن أن هذا مرضاً لأنه بعد فترة يصبح كل شيء طبيعياً ربما تتأخر هذه الفترة ولكنها آتية لا محالة . ونسألها : ألم تراجعي طبيباً عن هذه الحالة؟ فتجبب في الحقيقة لا , ربما كان هذا تقصيراً مني ولكني سألت بعض النساء عن أولادهن , فأجبنني بأن الأمر طبيعي , فالطفل لا يعرف كيف ينظف نفسه بشكل جيد , ومن الطبيعي وجود هذه النقاط ومع الزمن يخجل من نفسه , ويتحكم وحده بهذا الأمر .موقع طرطوس
التهابات :
وقال م : ج : ( لديه ابنة واحدة ) : ” انفصلت عن زوجتي وابنتي في الخامسة من العمر , وكانت نظيفة تماماً , ولكن منذ فترة بدأت تشكو لجدتها من بعض التحرق والحكاك وصارت تتبول أحياناً على ثيابها في النهار , خوفاً من دخولها إلى الحمام والمعاناة ثم تحولت هذه الحالة إلى التبول ليلاً ونهاراً , فذهبت بها إلى الطبيب وبعد أن شرحت له ما يحدث طلب مني بعض التحاليل وعندما أحضرت له النتيجة قال لي بأن الطفلة مصابة بالتهاب حاد في مجرى البول وأعطاني الدواء اللازم وبعدها لم تشعر الطفلة بأي ألم والحمد لله .
السلس الليلي :
ويقول الاختصاصي شارحاً هذه الحالة . أولاً الاسم العلمي للتبول عند الأطفال هو السلس الليلي وهو من الأمراض التي يسهل السيطرة عليها ولا نستطيع أن نقول أنه حالة مرضية إلا بعد مرور خمس سنوات على عمر الطفل ويمكن تقسيم الرأي الطبي حول هذه الحالة إلى نظريتين , الأولى النظرية النفسية , مثل متلازمة الطفل المضطهد , وقد دلت الأبحاث في هذا المضمار أن الطفل المضطهد في الأسرة , أو الطفل الذي يتعرض للعنف الأسري يصاب بها , وفي الجهة المقابلة دلت بعض الدراسات بشكل كبير أن الطفل المدلل هو من يأتي في الدرجة الثانية وبهذين الرأيين استنتج أصحاب النظرية النفسية أن السلس الليلي ذو منشأ نفسي .موقع طرطوس
أما النظرية الوراثية فتعود إلى أن يكون أحد الوالدين أو أحد أفراد عائلتيهما مصاباً بالسلس الليلي ويمكن السيطرة عليه بالطرق المحافظة كأن يوضع جرس أو منبه – وهو اختراع سوري – بجانب الطفل لكي يوقظه للإفراغ مثانته أو أن تستعمل الطرق الدوائية حيث يستفاد من أدوية الاكتئاب لمعالجة هذا المرض . وإذا أتينا على السبب الرئيسي للسلس الليلي والنهاري , فهو غالباً التهابي , ويصيب الإناث أكثر من الذكور , وذلك لأن الإحليل عند الأنثى أقصر منه عند الذكور , وأي جرثومة أو فطريات تنتقل بسرعة لتصل إلى المثانة مباشرة وبذلك يظهر على الأنثى أعراض السلس الليلي أو النهاري أسرع وأخطر منه عند الذكر .