مع ارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية العالمية بالتوافق مع ارتفاع حدة الصرخات البيئية للحفاظ على البيئة وخفض استهلاك الوقود الاحفوري المستخرج من اعماق الأرض لم يعد التوجه نحو الوقود الحيوي مجرد صرعة علمية .
بل غدا أحد الحلول المقترحة للتخفيف من انبعاث الغازات التي ترفع درجة حرارة الأرض هكذا نشط العلماء ووجهوا أبحاثهم نحو زيادة انتاجية النباتات التي تساعدهم في توفير وقود حيوي دون ان تؤثر على غذاء الناس كما جرى في المكسيك حيث فضل المزارعون بيع محصولاتهم من القمح قبل نضوجها كمواد أولية لانتاج وقود حيوي ما سبب ازمة في صناعة الخبز.
ومؤخرا أعلن علماء باحثون في علم النبات من جامعة بوردو الأميركية بولاية إنديانا في بيان للجامعة، أنهم قد توصلوا إلى آلية فيزيولوجية لتعطيل إنتاج السليلوز طبيعيا لدى النبات، وتعرفوا على كيفية إعادة تشغيل هذه الآلية، وهو ما قد يكون مفتاحا لتعزيز إنتاج الكتلة الحيوية (النباتية) المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي.
أجرى الدراسة فريق بحث بقيادة الدكتور نيكولاس كَرْبيتا، أستاذ علم النبات وأمراضه بجامعة بوردو، وقد نشرتها مجلة (أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم).
وقد ذكر الدكتور كَرْبيتا أن جزيئات حمض نووي صغيرة متداخلة تلعب دورا اعتياديا في تطور النبات ونموه بتعطيل الجينات المنخرطة في بناء جدران الخلايا الأساسية لأجل أن يبدأ بناء جدران الخلايا الثانوية الأكثر سمكا.
هذه الجزيئات الصغيرة من الحمض النووي كان يُعرف أنها تلعب دورا في صد العوامل المسببة للأمراض، لكن العلماء بدؤوا الآن يفهمون انخراطها في نمو النبات الاعتيادي أو الطبيعي.
وأضاف كربيتا أنه إذا أمكن التدخل في تنظيم عملية بناء السليلوز وتقنينها، سيكون بإمكان النباتات إنتاج المزيد من مادة السليلوز، وهذه المادة بدورها هي مفتاح إنتاج الوقود الحيوي.
وقد أمكن إنجاز الاكتشاف في نبات الشعير، بعد زرع فيروس في النبات كطريقة لتأخير أو منع تعطيل جينات معينة، ودراسة وظائفها المحددة، فلاحظ الباحثون أن الفيروس كان له تأثير أبلغ مما هو متوقع.
قام الفيروس باختطاف مجموعة كاملة من المورثات، وعندما قام الباحثون بمقارنة النبات الخاضع للتجربة مع مجموعة الضبط والمقارنة من النباتات الأخرى الاعتيادية، وجدوا أن جزيئات الحمض النووي الصغيرة كانت هي المسؤولة والمسيطرة فعلاً حتى بدون إضافة الفيروس.