علماء المناخ قلقون حول مصير الكرة الأرضية فهم يتوقعون أن ثمة عوامل تتفاعل على سطح الأرض سوف تؤدي إلى تغيرات جذرية في الأوضاع المناخية التي اعتاد الإنسان التكيف معها .
ويرى الخبراء أنه إذا استمر الإنسان في معرض بحثه عن الطاقة بالطريقة التي يستثمر بها مصادر الطاقة الأرضية فإن معالم الحياة على وجه الكرة ستتعرض لتغييرات جذرية وحاسمة فإذا تابع البشرحرق النفط والنفايات والفحم الحجري بالأسلوب الذي يمارسونه اليوم فإن نسبة ( ثاني أوكسيد الكربون ) الناتجة عن عمليات الإحتراق ستتضاعف خلال القرن المقبل مما سيؤدي بدوره إلى تغيير معالم المناخ بحصول المزيد من الأمطار والعواصف في بعض البقاع التي لم تعتد على تكاثف الأمطار وبالمقابل فإن بقاعاً أخرى سترزخ تحت وطأة ارتفاع الحرارة وربما الجفاف .
الصورة المتشائمة هذه جاءت نتيجة دراسات قام بها علماء مختصون بالبيئة في جامعة ( ايست انغليا ) البريطانية في معرض إجابتهم على سؤال طرحه أحد الطلاب ( ماذا يحصل للأراضي البريطانية إذا ارتفع معدل الحرارة بنسبة درجة ونصف درجة مئوية ؟! )
أما ما توصلوا إليه فعلى قدر كبير من الأهمية فقد لا حظوا أن تغيرات غير مألوفة في الطقس العالمي آخذة بالتزايد من خلال رصد السنوات العشر الماضية مناخياً حول العالم وتوقعوا مناخاً متبدلاً سيهدد المواسم الزراعية المستقرة في أكثر بقاع الأرض إنتاجاً ولا سيما التي يستهلكها الإنسان أكثر من غيرها كالحنطة والرز والشعير والبقوليات وعلى سبيل المثال ستهدد زراعة القمح في أمريكا مقابل إمكانية ازدهارها في روسيا بنفس المستوى خلال عشرر سنوات قادمة .
المشكلة الأساسية هي أن العلماء لا يجدون طريقة عملية تحول دون استمرار هذه التبدلات برغم اقتراحهم للعديد من الإجراءات التي من شأنها التقليل من حرق الوقود كالنفط والفحم الحجري أو فرض الضرائب على مستخدميها تصب في مصلحة العناية بالبيئة وهي اقتراحات بالغة الرومانسية أمام تيار الإقتصاد الجارف والذي يأبه بكل هذه التبدلات فرجال الإقتصاد ينظرون لعلماء البيئة نظرة متشككة فيرون فيهم مجموعة ضاغطة تهدف إلى تعطيلهم وابتزازهم .
ووسط تبادل الإتهامات بين هؤلاء جميعاً تطل خارطة التبدلات المناخية برأسها معلنة قراراتها بواقعية سيصعب على الجميع التعامل معها بعد فوات الآوان .