أكدت الأبحاث والدراسات الحديثة وجود أسباب عديدة تسبب زيادة الشعر لدى المرأة وخاصة بالوجه ويعد الشعر الزائد في المرأة من المشاكل المؤلمة لنفسيتهم ويجب أن يتأكد الطبيب المعالج من عدم وجود اضطرابات هرمونية نتيجة لمرض أو اضطراب في الغدد التناسلية (المبيض) أو الغدد الصماء أو وجود أورام في هذه الغدد كما يجب أن يحرص على تشخيص الاضطرابات الهرمونية وأسبابها بدقة شديدة لما لذلك من تأثير على القرار العلاجي سواء بمضادات هرمون الذكورة أو بالجراحة لإزالة ورم يكون سببا في المرض.
وحول الأسباب العديدة المسببة لظهور الشعر يوضح الدكتور محمد علي إبراهيم أستاذ النساء والتوليد بطب عين شمس أن أهمها تكيس المبيضين وهو مرض وظيفي شهير في علم أمراض النساء يسبب اختلالا وظيفيا في تنظيم عملية التبويض من حيث إفراز هرمونات الخصوبة في الغدة تحت المهاد والغدة النخامية الأمامية كما يؤدي لاختلال التبيويض وتراكم الحويصلات المبيضية داخل المبيض وهذه بدورها تفرز هرمونات الإستروجين وتدخل السيدة دائرة مفرغة وتزداد هرمونات الذكورة بالجسم ويظهر الشعر في أماكن غير معتاد ظهوره فيها وهناك أيضا ما يسمى بالمرحلة المتقدمة لتكيس المبيضين يحدث فيها ازدياد شديد في إفراز هرمون الذكورة في النسيج الضام للمبيضين وهنا يحدث سقوط الشعر والصلع وظهور اللحية والشارب مع خشونة الصوت وضمور الثديين واختفاء جميع مظاهر الأنوثة ويحل محلها مظاهر الذكورة .
كذلك تكون أورام المبيضين سببا في إفراز هرمونات الذكورة المسببة لظهور الشعر وتضخم الغدتين الكظرتين الخلقي وهو مرض يحدث بسبب نقص إنزيمات معينة داخل الغدة التي تحدث التحول الكيميائي للهرمونات، وفي هذه الحالة يحدث تراكم وازدياد تخليقي لهرمونات الذكورة داخل الغدتين الكظريتين ويؤدي لتأخر البلوغ .
وقد تولد الطفلة بأعضاء تناسلية غير محددة بسبب تأثير هرمونات الذكورة على الأعضاء التناسلية للأنثى داخل الرحم، وهناك بعض الأدوية التي لها تأثير في زيادة هرمونات الذكورة وهرمون تستوستيرون والكورتيزون وكذلك يعد نقص إفراز الغدة الدرقية سببا في نقص البروتين الذي يرتبط بهرمونات الذكورة وبالتالي تحدث زيادة في مستوى الهرمون المتحرر الذي يؤثر على خلايا الجسم والإصابة باختلال في وظائف الكبد يواكبه انخفاض مستوى الهرمون المرتبط بهرمونات الذكورة.
ويضيف الدكتور محمد أن هناك شعرا زائدا يتعلق ببنية الجسم عموما مثل اختلاف اليابانيين عن شعوب حوض البحر المتوسط، ويعتمد التشخيص على التاريخ المرضي للمرأة مثل توقيت ظهوره وأماكنه وملمسه ولونه وبالنسبة للفحص الإكلينيكي فلابد من التأكد إذا كان الشعر الزائد بالجسم مصحوبا بارتداد شعر فروة الرأس للخلف تمهيدا للصلع مثل الرجال وتضخم الصوت وصغر حجم الثديين وإذا كان هناك ضمور فيهما من عدمه وتضخم بالبطن بسبب أورام المبيض والغدة الكظرية، ويقول الدكتور محمد عبد المنعم خليفة مدرس الأمراض الجلدية والتناسلية بطب بنها أنه من الوجهة العملية لا يمكن القضاء نهائيا على نمو الشعر الزائد بالجلد ولكن يمكن تقليله كما ونوعا بحيث يتبقى شعر خفيف اللون ناعم الملمس فيكون مقبولا في الشكل.
وكانت عملية الإزالة في السابق مصحوبة بمشاكل نفسية ومادية، ولكن ظهرت طرق حديثة لعلاج المشكلة عن طريق الليزر والعلاج الضوئي الحراري، وأخيرا يؤكد الدكتور خليفة الحقيقة الهامة أن الشعر الزائد في المرأة و(خصوصا في الوجه) يجب أن يتم تقييمها هرمونيا لتشخيص السبب عن كان اضطرابا حميدا في وظائف المبيض أو الغدد الصماء الأخرى مقارنة بالأسباب النادرة مثل الأورام حتى يتم التدخل العلاجي الصحيح مبكرا للحفاظ على وظيفة المرأة الإنجابية وعلى حياتها مع عدم إغفال المحافظة على جمالها.