يشتكي العديد من أفراد المجتمع سواء كانوا رجالاً أو نساءً من مشاكل الجهاز الهضمي والتي في العادة تكون مصاحبة انتفاخاً في البطن وغازات كثيرة وبعض الأحيان الألم في البطن وقد يصاحب ذلك إما إسهال أو إمساك وقد لوحظ في العديد من الدراسات إن لهذه المشاكل الهضمية دوراً في إنقاص وإضعاف جهاز المناعة(immune response) والذي قد يكون سبباً لتكرار الأعراض المشابهة لأعراض الرشح والزكام وكذلك الصداع وألم المفاصل والعضلات والذي بدوره يؤدي إلى التعب الشديد وقد يكون من أسباب زيادة البكتريا الممرضة فى الامعاء الدقيقة انتقال البكتريا من القولون(الأمعاء الغليظة) إلى الأمعاء الدقيقة والتي سوف يكون لها دور كبير فى حدوث مشاكل فى الجهاز الهضمي وقد تكون المسبب لحدوث التهابات الجهاز الهضمي irritable bowel syndrome .
المضادات الحيوية: antibiotics
للأسف الشديد فإن معظم الأطباء يلجأون إلى استخدام المضادات الحيوية لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي وهذه الطريقة التي يعالج بها الطبيب باستخدام المضادات الحيوية لها العديد من المشاكل الصحية ومنها:
1- إن استخدام المضادات الحيوية سوف يؤدي إلى القضاء على البكتريا المفيدة داخل الجهاز الهضمي(الامعاء الدقيقة) سيؤدي إلى زيادة الخمائر والفطر داخل الامعاء الدقيقة حيث أنها تعتبر من الإحياء الانتهازية (opportunistic) حيث بالقضاء على البكتريا سوف تأخذ فرصتها وتنمو بشكل كبير وبالإضافة إلى أن الخمائر تؤدي إلى ثقوب فى الامعاء ذلك فإن الخمائر سوف تساهم فى جعل الإنسان المصاب بها يقدم على الإكثار من تناول السكريات والكربوهيدرات والتي بدورها سوف تؤدي إلى حدوث زيادة الوزن وعند ذلك سوف تساهم فى حدوث فجوات وثقوب فى الامعاء الدقيقة مما تؤدي إلى حدوث(leaky gut).
الجهاز المناعي:
تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى إن زيادة تناول المضادات الحيوية سوف يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي مما يؤدي إلى حدوث العديد من الأمراض وكذلك الحساسية وخاصة عند الأطفال.
مما سبق يتضح أن القضاء على البكتريا النافعة داخل الجهاز الهضمي سوف يكون له العديد من المشاكل الصحية والأعراض المرضية المختلفة والتي سوف تساهم في حدوث الغازات وغيرها من المشاكل وقد ذكرنا أن هناك عوامل تساهم في القضاء على هذه البكتريا والسماح للخمائر والفطريات في النمو ومنها استخدام المضادات الحيوية بشكل مستمر وبدون رقيب سواء عن طريق العلاجات المختلفة أو الأغذية مثل اللحوم والدواجن التي تحتوي على المضادات الحيوية التي تستخدم في التسمين وزيادة وزن الماشية كما أن استخدام الصابون المضاد للبكتريا(antibacterial soaps) وكذلك الغذاء السيئ وخاصة الذي يعتمد على السكريات والكربوهيدرات والمعلبات له تأثير على زيادة القضاء على البكتريا المفيدة وزيادة نمو الخمائر والفطريات في الجهاز الهضمي وللحد من ذلك فانه يجب الحرص على:
أولا: تجنب المضادات الحيوية قدر الإمكان حيث يجب عدم الإقبال عليها وتناولها بشكل كبير فحاول بقدر الإمكان أن تجعلها آخر العلاج وفى حالة أخذها يجب أن تضع فى الحسبان بأنها سوف تقضي على البكتريا النافعة والضارة لذلك يجب تعويض هذه البكتريا النافعة بعد العلاج مباشرة.
ثانيا: تجنب استخدام الصابون المضاد للبكتريا حيث لوحظ أن هذا النوع من الصابون سوف يساهم في إنتاج فصيلة من البكتريا المقاومة وهذا يعتبر خطراً لذلك استخدام الصابون العادي والماء.
ثالثاً: تناول الأغذية الجيدة والتي في العادة تحتوي على غذاء متنوع والبعد عن السكريات البسيطة والتي بدورها تساهم في حدوث خلل في نوعية البكتريا ولو استطعت الحرص على الأغذية العضوية فإن ذلك سوف يكون له دور كبير في الصحة.
رابعاً: تناول الأغذية المخمرة(fermented) مثل الزبادي والكفيار فهذه الأغذية سوف تساهم فى المحافظة على توازن البكتريا.
خامساً: البكتريا النافعة:
كما ذكرنا فى بداية المقال إن الجهاز الهضمي يحتوي على العديد من الملايين من البكتريا النافعة تمثل 80% من مجموعة البكتريا فيه وتمثل البكتريا الضارة ما يعادل 20% من البكتريا الضارة الا انه مع العديد من العوامل يلاحظ أن هذه النسبة تتغير فتصبح البكتريا النافعة اقل بكثير وتظهر البكتريا الضارة مع وجود الخمائر والفطريات مما يجعل الإنسان يصاب بالعديد من المشاكل الصحية فى الجهاز الهضمي من غازات وانتفاخات وأمراض كثيرة منها ضعف فى الجهاز المناعي والحساسية وغيرها لذلك فانه يجب الحرص على المحافظة على البكتريا النافعة وذلك بالحرص على الحد من استخدام المضادات الحيوية إلا تحت ظروف معينة كما أن هناك عدة طرق لرفع وزيادة أعداد وكمية البكتريا النافعة .
سادساً: مدعمات (البكتريا النافعة)- probiotic:
قام الباحثون بإضافة بعض المنتجات مثل أنواع من الحليب أو اللبن أو الزبادي أو العصائر وتمت إضافة البكتريا النافعة أو تم تصنيع وإنتاج بكتريا نافعة على هيئة أقراص حبوب(probiotic) حيث يقوم الإنسان بتناولها مما يؤدي الى نموها داخل الجهاز الهضمي وتساهم بزيادة البكتريا النافعة فى الجهاز الهضمي (الامعاء الدقيقة) مما يؤدي الى رفع مستوي الصحة والحد من العديد من المشاكل سابقة الذكر مثل الانتفاخات والغازات وألم البطن ولكن يجب التأكد من أن هذه الحبوب تم الترخيص لها وإنها تعطي نتائج وبالتالي فإن استخدامها سوف يساهم فى زيادة البكتريا النافعة والحد من البكتريا الضارة.