قد تكون أحد أولئك الذين يعانون من الداء الجلدي البشع ” الصدفية ” الذي يصيب اليدين والرجلين والوجه ، ويجعلك تكره الناس والصيف والحياة .. مهلاً ، فلكل داء دواء .
تصيب قوباء الجلد أو ” الصدفية ” 2 في المئة على الأقل من سكان بريطانيا في السنة ، أي 20 ألف بريطاني كل سنة تقريباً , وداء الصدفية ليس معدياً لكنه بشع ويجعل المريض في وضع نفسي غير مريح ، إذ يشعر بحالة من البؤس والشقاء النفسي ويفقد الثقة بنفسه من جراء مظهره الخارجي السلبي .
وقد يدمر داء الصدفية حياة المريض الذي يخاف من نتيجة تواصله مع الآخرين ، أي من رفضهم له ، فيكره الناس والمجتمع ونفسه ويختارالبقاء بعيداً عن نظر حتى اقرب المقربين إليه ، خوفاً من عيونهم وملامح الرفض التي قد يراها في نظراتهم خشية من أن ينقل إليهم العدوى .
ما هو داء الصدفية ؟
إنه جلد ملتهب ورقع حمر وبقع يبلغ حجمها نحو 1.20 سنتيمتراً تتشقق وتتقشر وتؤدي إلى حكاك مزعج ، ويتبدل الجلد المصاب بداء الصدفية تباعاً .
يحتاج الجلد السليم عادة إلى 28 يوماً تقريباً لتتجدد الخلايا ، لكن عند مرضى الصدفية تكون عملية تجدد الخلايا سريعة جداً فتتم كل ثلاثة أو أربعة أيام . ويلعب نظام المناعة جزءاً أساسياً في تعميق الإصابة أو زوالها ، وإن أي خلل في الكريات اللمفاوية في الدم ” T. lymphocutes ” ( التي تحارب الأمراض ) يشجع الالتهاب ويسرع عملية تحويل خلايا الجلد .
إنه من الصعب التنبؤ مسبقاً بإمكانية الإصابة بداء الصدفية ، وربما تظهر العوارض تزول بلا أسباب جلية وأحياناً تختفي طوال أعوام مديدة ثم تعود وتظهر .
من يصاب بداء الصدفية ؟
تتأثر به الإناث والذكور على حد سواء ، وقد يصيب أي شخص في أي عمر وخصوصاً بين عامي 18 و 25 سنة أو 40 و 45 . وتتعاظم العدوى بفعل التوتر وتعاطي المخدرات والتغييرات الهورمونية ، مثل انقطاع الحيض والإدمان على الكحول .
العلاجات المتاحة
لا يوجد أي علاج نهائي ، أقله حتى هذه اللحظة ، لذا يقتصر العلاج المتاح على المراقبة الحثيثة واستعمال الكريمات المرطبة والمراهم بانتظام إذا كان المرض يصيب أقل من 10 في المئة من جلد المصاب ، إذ إن عملية ترطيب الجلد تخفف من التقشير وتريح الجلد ، وهناك عدة أنواع طبية ملائمة ينصح بها عادة أطباء الجلد .
ويوجد حالياً في الصيدليات مراهم جديدة ممتازة تحتوي على فيتامين D3 مثل ” دوفونيكس ” و ” كوراتوديرم ” ويسهل وضعها دون أن تؤدي إلى تلطيخ الثياب .
ولوحظ أن وضع الكريم طوال عام وأكثر يسبب بعض الحكاك ، وفي هذه الحالة ينصح باستبداله بآخر يحتوي على فيتامين A اسمه ” زوراك ” ، ولكن ينصح بعدم استخدامه في المناطق الحساسة مثل الوجه لأنه قد يسبب الحكاك .
الكريمات ” الستيرويدية ” مفيدة أيضاً ويمكن استعمالها في الأماكن الحساسة مثل الصدر أو البطن ، لكن لا ينصح باستخدامها أكثر من أسابيع معدودة ، لأنه قد يكون لها تأثيرات ارتدادية ، وبالتالي عودة العوارض بقوة فور توقف استعمال الكريمات .
العلاج الكيميائي ( PUVA )
ويستخدم حين يكون المرض دقيقاً وتصعب مراقبته والسيطرة عليه بالكريمات ، ويعتمد على استخدام الأشعة ما فوق البنفسجية وتناول دواء اسمه PS98 من شأنه أن يبطىء من معدلات نمو خلايا الجلد . وغالباً ما يكون هذا العلاج ناجحاً بنسبة 90 في المئة . وهو يتّم مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع في المستشفى ، وتدوم المعالجة بين ثمانية و 12 أسبوعاً ، ويمكن أن يتخلص المريض بعدها من العوارض نهائياً لمدة سنة كاملة على الأقل . ومن مساوئها أنها تترافق مع حال من الغثيان نتيجة التعرض إلى الأشعة ما فوق البنفسجية ، ويمكن أن تزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الجلد ، لذا تفترض مراقبة وضع المريض ومتابعتة بدقة .
المعالجة بـ UVB
يتعرض خلالها المريض إلى أضواء خاصة ثلاث مرات في الأسبوع طوال خمسة إلى ثمانية أسابيع ، وهذه الطريقة أحدث من سابقتها أي المعالجة بالأشعة ما فوق البنفسيجة . لكنها تستلزم أيضاً تناول الدواء .
المحافظة على المناعة
في حالات الصدفية الشديدة ، يصف الطبيب علاجات محددة وأدوية لتقوية المناعة وتخفيض تقلبات الخلايا ، مثل Methotrexate أو ” Cyclosporin ” ، وهذه الطريقة العلاجية مفيدة شرط أن تخضع إلى مراقبة دقيقة خوفاً من أن ينتج عنها تأثيرات خطيرة ، مثل تلف الكبد وخلل في عمل الكلية وفقر الدم وتدنّي المناعة .
خطوات مفيدة
ثمة رسائل طبيعية يمكن أن تبطئ من ظهور العوارض أو تمنعها ، وهذه أبرزها : الاسترخاء التنفس العميق ، الابتعاد عن كل ما يثير الغضب ، الانتساب إلى نواد رياضية وممارسة اليوغا . ولمعلوماتكم ، فإن 60 في المئة من المرضى الذين يقصدون العيادات يكونون في حالات عصبية شديدة مما يسيء إلى وضعهم الصحي .
يمكن أيضاً الاستفادة من فوائد البحر الميت فمياه البحر الميت مفيدة جداً في علاج داء الصدفية ، وتحوي نسباً عالية من الأملاح والمعادن التي تساعد على كثافة الجلد وتخفيف جفافه .
تناول المزيد من الأسماك وفي هذا الإطار يجزم البعض أن نوعية الغذاء تؤثر في ظهور المرض أو عدم ظهوره . فإذا لاحظتم أن بعض المأكولات تسيء إلى حالتكم امتنعوا فوراً عن تناولها .