الحديث عن الطب الفيزيائي ( الطبيعي ) يتطلب وقتاً ليس بقليل وصفحات كثيرة , لأنه علم قديم ويتطور باستمرار . لذا سأعمد للإيجاز ما أمكنني ذلك , وسأبعد من حديثي كل تعقيد مستعيضا بما يمكن أن يوصلني إلى غايتي , وهي تفهم أكبر شريحة من الجماهير لهذا النوع من المعالجة الطبية التي تعتبر الجسم كتلة واحدة مترابطة جدا , ولو قسم الجسم اصطلاحاً إلى أعضاء كثيرة , ويقابلها اختصاصات في الطب , لكنها جميعها تتأثر ببعضها بعضاً وتؤثر في بعضها البعض .
والطب الفيزيائي قسم من الطب , تخصص باستخدام العوامل الفيزيائية الاصطناعية والطبيعية . ومعالجة المرضى من جهة , ووقايتهم من جهة أخرى , ولذلك وبعد إحالة المريض إلى الطبيب الفيزيائي يقوم بمعاينة جسمه كاملاً مع التدقيق على الجزء المصاب الذي بحاجة إلى المعالجة , ويصف له الوصفة المناسبة , ومن ثم يقوم المعالج الفيزيائي بتطبيقها مع إشراف الطبيب على هذا التطبيق , والاطلاع على نتائج المعالجة , ومن ثم يعيده إلى الطبيب الذي أحاله بالأصل من أجل الاستشارة والتعاون على معالجة هذا المريض .موقع طرطوس
عيادات في عيادة
وتقسم شعب الطب الفيزيائي بالنسبة للعامل الفيزيائي المستخدم إلى الأقسام التالية :
1– قسم المعالجة الكهربائية : وهذا القسم متطور جداً لدرجة كبيرة , ومن أنواعه :
أ- المعالجة بالتشريد الدوائي Electrophroesis : وهي الطريقة الوحيدة المستخدمة في الطب الفيزيائي لإدخال العناصر أو الأيونات الدوائية القابلة للانحلال والتشريد الكهربائي , بشكل موضعي عن طريق الجلد وأحيانا عن طريق الأغشية المخاطية من الجسم , وذلك بقوة الكهرباء دون ألم , وتمتاز هذه الطريقة أيضا بأنها تدخل العنصر اللازم فقط من العلاج إلى العضو المريض بل إلى الجزء المتأثر منه , وبالتركيز الدوائي إلى مكانه من الجسم حاملاً شحنة كهربائية معه , بحيث يختلف تأثيره فيما لو حقن موضع بالإبر . مترافقا مع المواد والشوائب الأخرى المحلولة بالإبرة التي يعني عنها الجسم وأحيانا تعطي أعراضاً جانبية غير لازمة . وناحية مهمة هي : أن طريقة التشريد الدوائي هي الطريقة الوحيدة للمعالجة التي يمكن استخدامها لدى العديد من المرضى , وخصوصا الممنوع عليهم استخدام الأدوية كالمصابين بالقرحة والمرأة الحامل .. الخ
ب- المعالجة بالأمواج القصار والدياتيرميا والاندوكتاترمتا .
ج- المعالجة بالأمواج المغناطيسية فوق عالية التردد .
د- المعالجة بالأمواج فوق الصوتية .
ه- المعالجة بالتيارات المختلفة والكثيرة والمسماة بأسماء العلماء أنفسهم مثل تيار جلفاني أو فراداي أو برنارد بأنواعه . الخ .
و- ساحات كهربائية مستمرة عالية التردد .
ز- ا التنبيه الكهربائي عالي التردد وعالي التوتر .
ح- المعالجة بالليزر .
2– المعالجة الضوئية : منها الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية بقسميها .
3- المعالجة الحرارية : الجزئية والعامة مع أو بدون إضافة الرمل أو الطين .
4– المعالجة المائية : متنوعة الأنواع والأشكال حتى أن بعضها تضاف إليه المواد الدوائية لتشريدها أيضاً على جزء من الجسم مثل كامل اليد أو الأطراف كلها , وإضافة الغازات الاصطناعية أحياناً , وأحيانا أخرى تضاف وتفرغ بوتقة المادة المشعة مباشرة عند حوض المريض .موقع طرطوس.كوم
5– المعالجة الحركية : وتشمل فروعا كثيرة جداً ابتداء من التدليك اليدوي والآلي الموضعي أو المركزي وانتهاء بالحركات الطبية الفاعلة والمنفعلة اليدوية أو الآلية أو الكهربائية .
6– المعالجة باستخدام العوامل الطبيعية مثل الشمس والبحر والمياه الجوفية بشكل مباشر بعد دراستها طبعاً وتقنينها وبرمجتها لكل حسب مرضه .
7– المعالجة للتأهيل المهني وهذا الحق واسع جداً .
8– المعالجة لتصحيح وتعليم النطق .
حالات قابلة للعلاج
وإذا أردنا استعراض الأمراض أو الحالات المرضية التي تحتاج إلى المعالجة بطرق الطب الفيزيائي لوجدناها كثيرة جداً في فروع الطب المختلفة . وهذه المعالجة التي قد نراها أحيانا مكملة بنسب مختلفة للمعالجات الدوائية أو قبل أو بعد المداخلات الجراحية المختلفة , نجدها في حالات أخرى أساسية , ولا يمكن الاستغناء عنها حيث لا بديل لها .
والأمراض الداخلية التي تشترك فيها معالجات الطب الفيزيائي كثيرة , وقد أحصيت منها 63 حالة ابتداء من الإصابات الروماتيزمية والتهابات المفاصل مختلفة الأسباب والأنواع وحتى بعد الإصابة بالاحتشاءات القلبية أو الصدرية وانتهاء بالسمنة مروراً بإصابات جهاز التنفس والدوران والجهاز الهضمي والجهاز البولي والتناسلي.
والأمراض والحالات الجراحية التي تستطب باستخدام طرق الطب الفيزيائي اكثر الحالات عدداً وأنواعاً من جميع فروع الطب قاطبة , وذلك لأن مواضيع الجراحة كثيرة جداً ومتنوعة , لأنها تشمل الجراحة العامة بأشكالها والجراحة العظمية وحوادثها الكثيرة والجراحة العصبية أيضا تدخل مع هذا الحقل , أما الجراحة النسائية والبولية والتناسلية فلكل حقله الخاص به , وبالتالي له طرقه الخاص به من طرق الطب الفيزيائي الحديث قبل وبعد المداخلة الجراحية , وقد أحصي من هذه الحالات المرضية النسائية والتوليد , وهذا المجال أيضا أنواعه كثيرة منها 42 حالة ابتداء من الالتهابات وعقابيلها البسيطة مروراً بالخمول أو الركود في عمل المبيضين وانتهاء بالتأخر بالإنجاب حتى العقم المرضي . أما الحالات المرضية في حقل الولادة والتي يستطب فيها بطرق تفنن فيها الطب الفيزيائي مؤخراً حتى وصل إلي حالات الولادة بدون ألم , وبذلك تكون أيضا كمعالجة وقائية لمنع الترهل في الجلد وعضلات البطن ( وعضلات منطقة خروج المولود) .موقع طرطوس
الطب الفيزيائي لمعالجة الأمراض والحالات العصبية , وهي كثيرة وقد بلغت 61 حالة .
يشترك الطب الفيزيائي في معالجة الأمراض والحالات النفسية وقد بلغت 9 حالات ابتداء من حالات اليأس مروراً بالشلول والحياء والصعوبة في النطق وانتهاء بالصرع .
علم الأطفال وأمراضه الكثيرة , أحصي منها 46 حالة يشترك الطب الفيزيائي في علاجها , وأحياناً يكون العلاج الأساسي ابتداء بشلل الأطفال مروراً بالتهاب المفاصل والكساح أبو كعب ( بارونيت) وتمطط أربطة الكتف حين الولادة وخلع الورك وانتهاء بالكساح .موقع طرطوس
الأمراض الجلدية , التقى مساعد الطب الفيزيائي في 38 حالة ابتداء من الالتهابات الجلدية والحروق وانتهاء بالاكزيما وسقوط الشعر . الخ .
الأذن والأنف والحنجرة , اشترك الطب الفيزيائي في معالجة 27 حالة ابتداء من الالتهابات المزمنة وتحت الحادة في الجيوب والأذن وعلاج الحبال الصوتية خاصة لدى المغنين والمذيعين وكثيري الكلام وتمدد حركة الفكين والتهابات المفصل الفكي الصدغي ..الخ .
العيون , اشترك الطب الفيزيائي في علاج 33 إصابة ابتداء من التهاب العصب العيني والجفون مرواً بعقابيل تجلط جزئي في الوريد المركزي للشبكية وانتهاء بالحركات الطبية اللازمة لعضلات العيون والحول .موقع طرطوس
الأسنان وجوف الفم , هذا القسم من الطب الذي يظن البعض أنه بعيد عن الطب الفيزيائي , نجد أن 22 حالة مرضية ابتداء من الالتهابات المزمنة للفكين مرورا بحالات الشلل واستيوميليت وانتهاء بعقابيل كسور الفكين والمفصل الفكي الصدغي والببيورة .
عقابيل الأمراض الانتانية : وقد اشترك الطب الفيزيائي في علاج 19 حالة ابتداء من مرض بوتكين مروراً بالغرغرينا وانتهاء بالتليف .
المعالجة الوقائية , وقد شملت 13 حالة ابتداء من حالة رفع القوى العامة وخاصة الجهاز الصدري والدوران مروراً بالجوع الضوئي وانتهاء بتقوية ووقاية أطفال المراس من كثير من الأمراض .
الضعف الجنسي
حالاته وأسبابه كثيرة يدخل فيها نمط الحياة الحديثة والمواد الغذائية الملوثة والاصطناعية والعادات الغذائية غير الصحية .موقع طرطوس
مجموع هذه العوامل ( الاجتماعية والاقتصادية والتقنيات الحديثة ) ونمط الحياة المضطرب يؤدي طبعا إلى ظهور حالات كثيرة من الانفصال والابتعاد عن الحياة الزوجية مما يؤدي بدوره إلى زيادة حالات الضعف الجنسي , لذا اجتهدت المراكز الطبية في ا لعالم بتوزيع الخصائص والحالات الذاتية لكل مجتمع على حدة ثم لكل مريض حسب وضعه الخاص .موقع طرطوس
إضافة إلى ما ذكر يبحث الطبيب المختص بالطب الطبيعي مع المريض الذي يشكو من الضعف الجنسي عن الأمراض التي تحصل حول الجهاز التناسلي ابتداء من الفتحة الشرجية ( مثل البواسير .. الخ من الأمراض الأخرى) مروراً بديسك فقرات أسفل الظهر وهل تعرض لمدخلة جراحية أو لا , وحتى الإصابات الفيروسية وخراجات الأسنان وانتهاء بوضع الحالة الصحية للدماغ عصبياً ونفسياً .