وجد باحثون من جامعة كامبريدج قاعدة أحماض أمينية جديدة مُعدّلة بصورة طبيعية، تبدو وكأنها اندمجت في الحمض النووي للعديد من أنسجة الثدييات، الأمر الذي ربما يمثل توسعا في وظائف الـ DNA
وقد نشرت المجلة العلمية Nature Chemical Biology هذه الدراسة الجديدة التي وجدت أن هذه القاعدة “الإضافية” النادرة، والمعروفة باسم (5fC) مستقرة داخل أنسجة فأر حي، وبالرغم من أن وظيفتها لم تُحدد بعد على وجه الدقة، إلا أن طبيعة تركيبها في الجينوم الوراثي جعلت العلماء يرجحون أنها تلعب دورا رئيسيا في النشاط الجيني.
وقال مؤلف البحث الدكتور “مارتن باخمان”، من قسم الكيمياء في كامبريدج: “تم العثور على هذه القاعدة المعدلة في الأحماض الأمينية في مواقع محددة للغاية داخل الجينوم، وهي الأماكن التي تنظم الجينات، وعلاوة على ذلك، فقد تم اكتشافها في كل أنسجة الجسم، ولو حتى بمستويات منخفضة للغاية”.
وأضاف البروفيسور “شانكار بالاسوب رامانيان”، من قسم الكيمياء ومعهد بحوث كامبريدج البريطانية للسرطان الذي قاد فريق البحث: “اذا كانت القاعدة 5fC موجودة في الحمض النووي لجميع الأنسجة، فربما هناك سبب ما وراء وجودها، كنا نعتقد أن هذه القاعدة المعدّلة قصيرة الأجل، لكن الحقيقة أثبتت أنها ربما تكون مستقرة في الأنسجة الحية، مما يدل على أنها ربما تنظم الجينات، ويحتمل أن تلعب دورا أيضا في أحداث أخرى داخل الخلايا”.
المعروف أنه منذ تم اكتشاف بنية الحمض النووي قبل أكثر من 60 عاما، حدد العلماء أن هناك 4 قواعد للأحماض الأمينية، وهي G و C و Aو T (جوانين، سيتوزين، أدينين وثايمين)، والطريقة التي تنتظم بها هذه القواعد تحدد تركيبة الجينوم.
بالإضافة إلى G و C و A و T، هناك أيضا تعديلات صغيرة كيميائية، أو علامات جينية، تؤثر على كيفية تفسير تسلسل الحمض النووي، وقد وجد العلماء في هذه الدراسة علامة جينية أو تعديل جديد، وهو ما أسموه 5fC.
ووجد الباحثون أن 5fC موجود في جميع أنسجة الجسم، ولكنه نادر جدا، مما يجعل من الصعب الكشف عنه، حتى في الدماغ، حيث من المفترض أن يكون أكثر شيوعا، إلا أن العلماء وجدوا أن نسبة وجوده في الدماغ حوالي 10 أجزاء في المليون، أو أقل من ذلك، وفي أنسجة الجسم يوجد بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى 5 أجزاء لكل مليون.