عثر علماء الكواكب على مشارف حفرة “جوينس” البركانية بالمريخ على طبقات من الطين والطباشير. ويشهد هذا الأمر على وجود محتمل لمحيطات مأهولة في ماضي المريخ.
وقالت الباحثة في معهد الحضارات الكونية بمدينة ماونتين- فيو الأمريكية جانس بيشوب: “إن اكتشاف هذه الطبقات القديمة عبارة عن نافذة إلى ماضي الكوكب الأحمر وعصر شهد فيه المريخ مناخا يختلف جذريا عما هو عليه الآن عندما نجد فيه صحراء قاحلة باردة”.
وتقوم بيشوب وزملاؤها في المعهد برئاسة البروفيسور جيمس راي على مدى 5 أعوام بدراسة المعلومات عن جيولوجيا المريخ التي يجمعها مسبار ” MRO ” بواسطة مقياس الأطياف ” CRISM ” وكاميرات الفيديو المنصوبة على متنه.
وكان أعلن العلماء في مارس/ آذار عام 2011 أنهم حققوا اكتشافا عجيبا، وذلك بعد أن عثروا على طبقات من أملاح ثاني اكسيد الكربون وكربونات المغنيسيوم في إحدى الحفر الناجمة عن سقوط النيازك. وجاء هذا الاكتشاف دليلا واضحا على وجود محيطات على سطح المريخ القديم. وقد دل هذا الأمر أيضا على أن الغلاف الغازي للكوكب لم يتبدد في الفضاء بل امتصته مياه المحيط لتتحول إلى طبقات من الصخور.
وبعد التحليل الدقيق للمعلومات الواردة من المسبار في منطقة حفرة “جوينس” عثر العلماء على صنف آخر من الكربونات، وهو كربونات الكلسيوم الذي يشكل أساسا للطباشير العادية والذي ترتبط به على الأرض المحيطات المأهولة بكائنات حية. وعثر البروفيسور راي وفريقه أيضا على طبقات من الطين الغني بالحديد لا يمكن أن تتشكل إلا بوجود الماء.
وقال راي إن مثل هذه الطبقات كانت قد تشكلت على سطح المريخ منذ 3.8 – 3.5 مليار عام. ويعني ذلك أن المريخ لم يكن كوكبا باردا وناشفا محاطا بغلاف غازي متخلخل، بل كان كوكبا يشبه الأرض يمتلك بحارا مائية وغلافا جويا كثيفا.
RT