يقول علماء الجيولوجيا أن اصطدام الهند وأوراسيا قبل حوالي 50 مليون سنة، أدى إلى انخفاض حاد في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو وتبريد المناخ على كوكب الأرض.
وقال الباحث “أوليفر جوغتس” من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن بالولايات المتحدة :”إن التغيرات التي تطرأ على سطح الأرض على مدى السنين تؤثر على المناخ وعلينا معرفة كيفية الربط بين تغيرات المناخ والجيولوجيا”.
ويعتقد أوليفر وزملاؤه أنهم قد وجدوا تفسيرا لتغير مناخ الأرض قبل حوالي 50 مليون سنة، وأسباب التحول من “الاحتباس الحراري” في الأرض إلى المناخ البارد الذي يسميه العلماء “حدث الأزولا”.
حيث أن الجيولوجيون يقولون أن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت تنخفض تدريجيا قبل حوالي 49 مليون سنة، الأمر الذي أدى إلى تشكل الجليد، ويرى آخرون أن هنالك عوامل أخرى غير مرتبطة بالمحيط الحيوي.
وتقترح الدراسة نظرية تفسير ظهور الجليد بحركة القارات وما حدث للصخور في قاع البحر من تحول لتستقر أخيرا على سطح الأرض نتيجة تصادم طبقات القشرة الأرضية.
ويشرح أوليفر ماذا حصل منذ 90 مليون سنة عند اصطدام صفائح القشرة الأرضية التي تقع في الجزء السفلي من بحر “ثيطس” (الذي يفصل بين أفريقيا وأوراسيا) بالصفائح الآسيوية المجاورة لها، الأمر الذي أدى إلى ظهور سلسلة من البراكين النشطة التي تلقي غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
وفي الفترة الواقعة قبل حوالي 70 إلى 80 مليون سنة، ارتفعت الصخور الموجودة في قاع البحار إلى اليابسة بسبب حركة القارات مما تسبب بتوقف ثوران البراكين، وومعها الصخور البازلتية التي أصبحت جزءا من اليابسة ولديها ميزة هامة بفضل الطبيعة القلوية الموجودة لديها، فإنها تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تنخفض نسبته في الجو ويؤدي ذلك إلى تشكل الجليد.
وذات الأمر حصل قبل 50 مليون سنة باصطدام الهند بالصفائح الأوراسية، والصخور البحرية أصبحت سطحية وبالتالي تغير مناخ الأرض بصورة لا رجعة فيها وبدأ العصر الجليدي.