عثر علماء الوراثة على فيروس جديد للإيدز بمقدوره أن ينتقل من القرد إلى الإنسان والعكس. وجاء ذلك تأكيدا لتاريخ ولادة هذا الفيروس وخطورته البالغة للبشر.
من المعروف أن فيروس الإيدز ظهر في أفريقيا فانتشر بسرعة في ثمانينات القرن الماضي في أنحاء الأرض كلها.
وكان من المعتقد أولا أن الفيروس أتى من قرد الشمبانزي وغيره من أنواع القرود التي نقلت العدوى إلى سكان الكونغو وغيرها من بلدان أفريقيا.
وصار اليوم الكثير من العلماء يشككون في تلك الفرضية مشيرين إلى أن هذا السيناريو بعيد عن الواقع لأن التطور الناجح للفيروس وتكيفه على العمل داخل خلايا الإنسان يتطلب وقتا طويلا . ولفت هؤلاء أيضا إلى أن إصابة القرود بهذا الفيروس لا تشكل خطورة على صحتها.
إلا أن عالم الوراثة (كينغ شينغ لي ) وزملاؤه في جامعة نيبراسكا الأمريكية عثروا على تأكيد غير متوقع على فرضية انتماء فيروس الإيدز إلى القرود. وذلك من خلال متابعتهم لما حدث في جسم فأر مزود بنظام المناعة التابع للإنسان بعد إدخال بعض الأنواع لفيروس نقص المناعة التابع للقرود إليه.
وقال (كينغ شينغ لي) إن أحدا لم يُجر لحد الآن تجارب كهذه. وقد بيّنت التجارب الأولى أن غالبية فيروسات الإيدز التابعة للقرود يمكن أن تتوغل إلى خلايا نظام المناعة للإنسان وتنقل العدوى إليها وتجعلها تستنسخ خلايا معدية.
وعلاوة على ذلك فإن العلماء اكتشفوا أن مختلف أنواع فيروس نقص المناعة للقرود تتعرض لتعديل وراثي (طفرة وراثية) لدى توغلها إلى خلية ، ما يساعدها على التكيف على خصوصيات جينوم الإنسان. وأكد العلماء أن جينا واحدا في فيروسي نقص المناعة للقرود تعرض للتعديل مرتين خلال 14 اسبوعا مضت بعد إدخاله إلى الجينوم.
إذن فإن قدرة فيروس نقص المناعة للقرود على نقل العدوى إلى خلايا الإنسان بسهولة لا يكشف عن تاريخ نشوء الإيدز فحسب بل ويشير إلى خطورة كبيرة قد تشكلها على الإنسان أمراض غير معروفة تصاب بها الحيوانات.