كل يوم يتعرض كوكب الأرض لقصف عنيف من حطام النيازك والمذنبات، وتشير الحسابات الحالية إلى أن ما بين 18 و 84 ألفا من حطام النيازك التي تزن أكثر من 10 غرامات تسقط على الأرض سنويا.
معظم هذا الحطام – لحسن الحظ – لا يسبب ضررا، إلا أن الكويكبات أو المذنبات الأكبر حجما، التي تعبر مدار الأرض، يمكن أن تشكل خطرا كبيرا عليها.
ولذلك يعمل فريق من الباحثين، بقيادة الفيزيائي “فيليب لوبين” والأستاذ “غاري هيوز” من جامعة كاليفورنيا، على تطوير نظام يسمى DE-STAR (نظام الطاقة الموجهة لاستهداف الكويكبات).
تتكون هذه المنظومة من مراحل متعددة لوحدات من الكيلووات من الليزر المدعوم بالألواح الكهروضوئية – الشمسية، وستقوم هذه المنظومة باستخدام القوة الجبارة للشمس وتحويلها إلى ليزر قادر على توجيه المذنبات والكويكبات بعيدا عن الأرض.
ومن الناحية النظرية، سيتم وضع منظومة الليزر في المدار حول الأرض على دفعات أو مراحل متعددة (لخفض التكاليف واختبار المنظومة قبل النشر الكامل).
وقبل إرسال أي ألواح إلى الفضاء لا يزال العلماء يحتاجون إلى إثبات المفهوم وعرض الفكرة عمليا، وهذا بالضبط ما قام به فريق من الطلاب في مجموعة الفيزيائي لوبين لتجارب علم الكونيات.
ولاختبار المفهوم، استخدم الفريق قطعة صغيرة من البازلت، لأن البازلت من الصخور البركانية التي تحتوي على تركيبة مشابهة لتركيبة الكويكبات، ووضعت القطعة في غرفة مفرغة الهواء، وسخنت باستخدام الليزر من 2000 درجة إلى 3000 كلفن.
وفي هذه الدرجات العالية، بدأ البازلت يضيء، وبدأت المواد تتآكل من على سطحه، وهذا ما يسمى باستئصال الليزر، ومع تآكل المواد من سطح الصخرة، بدأت تحدث تغيرات في كتلتها، ولعبت الحرارة دور محركات الصاروخ في فراغ الفضاء، أي أن هذا سيكون كافيا لدفع الصخرة بعيدا عن دفقات الليزر.
وقال “ترافيس براشيرز”، الذي قاد التجارب من جامعة كاليفورنيا، “ما يحدث هو عملية تسمى التسامي أو التبخر، أي أن المواد الصلبة أو السائلة تتحول إلى غاز، وهذا الغاز يتسبب في حدوث طرد مركزي، أي يتولد رد فعل عكسي دافع مساو في المقدار للطاقة المنبعثة، وهذا ما نحاول قياسه.
RT