الكتل الكبيرة من المادة المظلمة التي تحلق عبر أقزام بيضاء بحجم شمسنا قد تزعزع استقرار النجوم وتفجرها محولة إياها إلى قنابل نووية حرارية. جاء ذلك في مقال نشرته مجلة ” Physical Review D ” العلمية.
فالنجوم السوداء الكلاسيكية عبارة عن نجوم منهارة تزيد كتلتها عن كتلة الشمس عشرة أضعاف. وتتنبأ النظرية العصرية بأن الكون يمكن أن يشهد نشوء مثيلاتها الخفيفة أو ما يسمى بالثقوب السوداء البدائية الناتجة عن تشكل كتل ضخمة من المادة المظلمة.
وقال بيتر غريم من معهد ستانفورد للفيزياء النظرية إن مثل هذه الثقوب السوداء الصغيرة قد تمتلك مواصفات فيزيائية مثيرة. فعندما تطير تلك الثقوب السوداء عبر نجوم عادية فإنها تخل بتوازنها من دون أن تدمرها. أما الصنف الآخر من النجوم – ونعني به الأقزام البيضاء التي تنشأ كأثر لنجوم استنفدت موارد وقودها وتحررت من أغلفتها الخارجية – فتنتظره آثار وعواقب أكثر مأساوية، إذ أن المادة الكثيفة جدا (نحو مليار طن في المتر المكعب الواحد) تتعامل مع الثقوب السوداء البدائية لا كما تتعامل مع مادة النجوم العادية.
وقرر غريم وزملاؤه حساب ما الذي سيحدث لقزم أبيض في حال مرور ثقب أسود بدائي عبره بكتلة تتراوح بين 100 تريليون طن ومليون تريليون طن. ويمكن مقارنة تلك الكتلة على الرغم من ضخامتها بوزن كويكبات كبيرة أو أقمار متوسطة الحجم مثل أقمار زحل.
وقد دلت الحسابات على أن مرور مثل هذا الثقب الأسود بنواة نجم سابق يؤدي إلى التسخين السريع للمادة وتهيئة ظروف شبيهة بما تشهده النجوم الكبيرة قبل تحولها إلى سوبرنوفا ، الأمر الذي يتسبب في انفجار نووي حراري أي في انكماش مادة القزم الأبيض إلى حد اندماج الالكترونات بالبروتونات.
أما الثقب الأسود نفسه فلا يحدث له أي شيء إذ إنه يمر عبر النجم بسهولة.
RT