استطاع مختصون بعلم المناعة بإشراف الأستاذ فيليب غرينبيرغ من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان جعل الكريات اللمفاوية من نوع T تستطيع القضاء على الأورام السرطانية الصامدة للعقاقير.
وتعتبر الكريات اللمفاوية من نوع T التي هي عبارة عن كريات بيضاء في الدم من المركبات الأساسية لمنظومة المناعة لدى الكائنات الحية. وهي مسؤولة عن التعرف على كل الأشياء التي تنقل أنتيجينات (الأجسام أو المولدات المضادة) غريبة أي جزيئات تكون من المكروبات والفيروسات والقضاء عليها. وثمة بين الكريات اللمفاوية من نوع T كريات قاتلة تقضي على الخلايا المصابة من نفس الجسم بما فيها الخلايا السرطانية.
وفي كثير من الحالات تعجز الكريات اللمفاوية من نوع T عن التعرف على الخلايا السرطانية لأن هذه الأخيرة تبدأ بإنشاء بروتينات تضلل الكريات اللمفاوية وتمنعها من التعرف على الأنتيجين. ولهذا يحاول المختصون في المناعة اكتشاف أنواع أخرى من الأنتيجينات ستكون مقبولة أكثر لدى الكريات اللمفاوية من نوع T. وتوجد هذه الأنتيجينات بكثرة على أغشية الخلايا السرطانية بينما تكون الخلايا السليمة عادة خالية منها.
ويعتقد الباحثون أن البروتين من نوع WTI الذي تنشئه الخلايا الخبيثة بكثرة عند الإصابة بسرطان الدم والأمراض السرطانية الأخرى هو أفضل بروتين في هذا المجال نظرا لقدرة الكريات اللمفاوية على تمييزه عن غيره. وقد عدل العلماء هذه الكريات بشكل يساعدها على إنشاء مستقبِلات قادرة على تعرّف الأنتيجينات والتعامل معها.
وأدت التجارب التي أجريت على الفئران إلى القضاء مؤقتا على الخلايا السرطانية مما ساعد على إطالة عمر الحيوانات المصابة عن طريق التلقيح المتكرر. وسيواصل العلماء بحوثهم حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة.