● السكري حالة مزمنة ناتجة عن عدة عوامل منها ما يسبب تقصاً مطلقاً بإفراز الأنسولين فيعتبر المريض من النمط الأول من السكري , ومنها ما يسبب نقصاً نسبياً فيعتبر المريض من النمط الثاني من السكري . تهدف معالجة السكري إلى إعادة التوازن الاستقلابي من خلال الحمية والدواء والرياضة والتي تعتبر الأسس الثلاثة التي تقوم عليها معالجة ارتفاع السكر في الدم لجعله أقرب ما يمكن من الحدود الطبيعية , والهدف هو الوصول إلى عيار جيد لسكر الدم ومنع حدوث أي انخفاض شديد أو ارتفاع شديد له , والمحافظة على النمو الطبيعي بالنسبة للأطفال المصابين بالنمط الأول من السكري , وتجنب ارتفاع الشحوم والكولسترول وضبط ضغط الدم , وكذلك الحصول على الوزن المطلوب بالنسبة للنمط الثاني من السكري .
● الغذاء حاجة لاغنى عنها في حياة كل إنسان , وعاداتنا الغذائية إما أن توصلنا إلى الصحة أو إلى المرض . وتنظيم الوجبات الغذائية أمر هام ضروري للجميع ,إنما تتزايد أهميته بالنسبة لمرضى السكري , فعلاج السكري يعتمد بشكل أساسي على نوع وكمية الغذاء وعلى مواعيد تناول الوجبات الغذائية 00 حمية غذائية بالإضافة إلى الرياضة والانتظام على العلاج الدوائي المستخدم ( سواء أكان زرق أنسولين أو الحبوب الخافضة لسكر الدم ) غالباً ما يتبادر إلى ذهن المريض أن الحمية تعني الحرمان من الطعام أو تناول المسلوق فقط , وبالتالي يتكاسل ويتباطأ المريض في اتباع الحمية ويتهرب من زيارة أخصائي التغذية , لكن النظام الغذائي المطلوب – على العكس – عبارة عن نظام متوازن صحي يهدف إلى تغيير عاداتنا الغذائية الخاطئة واتباع عادات جديدة لا تتعارض مع نمط الحياة الطبيعية ولا تحرم المريض من أصناف غذائية يفضلها . إننا نكيف هذه الأصناف بحيث نجعلها مناسبة لحالة المريض الصحية ( خاصة مستوى سكر الدم ) إذا أن هناك علاقة وثيقة بين نوعية الطعام ومستوى سكر الدم , فبمعرفة ما يحتوي الغذاء من السكريات ( سكر- نشويات – خضر نشويه ) والدسم والبروتين نستطيع أن نضبط سكر الدم إلى النسب المقبولة .
● أول خطوة في نصح مريض السكري هي استشارة أخصائي التغذية ليساعده في تحديد النظام الخاص المناسب له , فكل شخص يختلف عن الآخر . وبعد معرفة الوزن والطول والعمر يتم تحديد الوحدات الحرارية الخاصة بكل شخص وهي تتأثر بالنشاط الجسماني ونوع العمل , والأدوية التي يتناولها المريض , ومن ثم توزع الوحدات الحرارية على العناصر الغذائية الأساسية :
الكربوهيدرات ( السكريات) والبروتينات والدهون بحسب الحالة الصحية للمريض . فالمريض الذي عنده ارتفاع بالشحوم الثلاثية أو الكولسترول مثلاً يحتاج إلى نسب أقل من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الدسمة , والمريض الذي تأثرت كليتيه بالداء السكري له حمية خاصة به وهلم جرا00 وبعد تحديد الوحدات الحرارية والعناصر الغذائية يتم ترجمة هذه المجموعات الغذائية الأساسية وتوزيعها على الوجبات في اليوم حسب نوع العلاج ومستوى سكر الدم بالإضافة إلى عادات المريض الغذائية حيث تكون سهلة التطبيق .
نعتمد في النظام الغذائي عل نظام البدائل وهو عبارة عن نظام يتم تصنيف المواد الغذائية فيه إلى التي تحتوي على قيمة غذائية متشابهة في مجموعة واحدة بحيث يتم اختيار أي صنف يرغبه المريض من المجموعة الغذائية ويهدف هذا النظام إلى التنويع في الأطعمة بحيث تتناسب مع ما يحب المريض وبحيث لا يشعر المريض بأنه مقيد بنوعية معينة فقط من الطعام .
نظام البدائل الغذائية :
ينقسم إلى 6 مجموعات
أولا : مجموعة النشويات والخضر النشوية . الحصة الواحدة عبارة عن :
– ½ رغيف أبيض .
– أو ½ رغيف أسمر ( قياس وسط) أو فنجان رز مطبوخ .
– أو ½ فنجان فاصولياء حب أو ذرة أو بطاطا .
ويمكن أن تستبدل العناصر ضمن هذه المجموعة .
ثانياً : مجموعة الحليب ومشتقاته , وهي عبارة عن :
– فنجان 24 مل من الحليب .
– أو ملعقتان من اللبن المصفى .
– أو ¾ فنجان من اللبن العادي .
ثالثا : مجموعة اللحوم ومشتقاتها . الحصة عبارة عن .
– 30 غ من اللحم أو البيض .
– أو قطعتان من الجبن البيض .
( وهي مفضلة عن الجبن القشقوان لأن الأخيرة تحتوي على نسبة أعلى من الدسم ) .
رابعاً : مجموعة الخضر , الحصة عبارة عن :
– فنجان من الخضر ( ما عدا الخضر النشوية )
– خامساً : مجموعة الفواكه , وهي موزعة إلى حصص معينة من الفواكه مثلاً .
– ½ موزة أو تفاحة .
– أو حز بطيخ
– أو 10 حبات عنب
– أو حبتين من التين .
سادساً : مجموعة الدهون :
يجب الانتباه إلى هذه المجموعة حيث أن معظم مرضى السكري يلتفتون إلى كمية النشويات دون الانتباه إلى كمية البروتين والدهون مما يسبب زيادة الوزن . الحصة من هذه المجموعة عبارة عن :
– 7 حبات زيتون .
– أو ملعقة صغيرة من الزيوت السائلة وهي المفضلة لأنها لا تحتوي على كوليسترول ولا تزيد من الشحوم الثلاثية .
ويفضل للصحة العامة الابتعاد عن الدهون المشبعة مثل الدهن والشحم , واستعمال الزيوت السائلة ( ما عدا جوز الهند فهو خال من الكولسترول ولكنه غني بالمواد المشبعة ما يسبب ارتفاع الكولسترول) كما يفضل الابتعاد عن الأطعمة العالية الدهن كالبوظة والحلو العربي والسمن العربي والسمن المهدرج .
إن أفضل طريقة للتغذية الصحية هو تناول أطعمة متنوعة ولا توجد مجموعة واحدة تعطيك كافة عناصر التغذية الضرورية , لذلك يجب عدم حذف طعام معين كما يفعل كثير من مرضى السكري الذين يمتنعون تماماً عن النشويات خاصة الخبز والرز والمعكرونة00 لقد بينت الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن هذه النشويات وغيرها مهمة جداً لمريض السكري لتعديل كمية الأنسولين التي يغرزها البنكرياس , وهي عملية حيوية بالنسبة لمرضى السكري بصفة خاصة ونحن نستطيع أن ننصح مريض السكري بأن يدخل هذه الأطعمة بخطته أو نظامه الغذائي المدروس والمحدد دون أن يكون لذلك تأثير على سكر الدم سابقاً . كان يعتقد أن سكر الدم يرتفع بشدة إذا تناول المريض السكاكر لكننا اليوم نستطيع أن نشرح لمريض السكري أن الأبحاث الدراسية والعلمية أوضحت أن السكر بحد ذاته لا يرفع نسبة سكر الدم اكثر من غيره من النشويات ( مثل النشا- الرز- الخبز) 00 وهذا لا يعني السماح بتناول السكر من غير قيد أو شرط فلا بد أن يكون سكر الدم منضبط جيدا ً حتى نستطيع إدخال الحلويات في نظامنا الغذائي , كما أن لكمية النشويات والسكريات المتناولة وطريقة تحضير الطعام تأثير على ارتفاع مستوى سكر الدم 00 مثلاً لو أكل المريض نشويات دون إضافة مواد أخرى فسيرتفع تركيز السكر في دمه أكثر مما لو كان الطعام يحتوي على قليل من الدسم أو الألياف 00 إذاً فمريض السكري الذي لديه مستوى سكر منتظم في دمه ليس مضطراً اليوم أن يشعر بأنه محروم ( مثلا من تناول الكاتو) إنه يستطيع أن يأكل قطعة صغيرة بين الفينة والأخرى , ولا بد من استشارة طبيبه وأخصائي التغذية لتعيير جرعة الأنسولين بحيث تتناسب مع زيادة الكاربوهيدرات الموجودة في نظامه الغذائي .
وهناك بعض النصائح الغذائية التي نستطيع أن نقدمها لمريض السكري :
1- الابتعاد عن تناول الأغذية المالحة لأن مريض السكري اكثر عرضة من الشخص السليم للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط .
2- الابتعاد عن استعمال الحميات الاصطناعية .
3- عدم استبعاد الأغذية النشوية (كالرز – الخبز – المعكرونة) كلياً من الطعام بل تناولها حسب المقدار المحدد من الطبيب .
4- تناول الطعام بالكميات والمواعيد المحددة ويجب أن يكون الطعام متزامناً مع وقت الدواء .
5- الابتعاد عن تناول المواد الدسمة المشبعة ( كالدهون – الشحوم – الزيوت المهدرجة) واستبدالها بالزيوت السائلة .
6- ممارسة الرياضة يومياً فهي تعتبر من أركان العلاج بالإضافة إلى الدواء والحمية الغذائية .
7- متابعة المراجعة للطبيب ولأخصائي التغذية لتحديد الحمية الأفضل للمريض والمراقبة الذاتية لسكر الدم بالأجهزة المنزلية .
أخيراً نستطيع أن نقول بأن الوعي الغذائي الصحي يعتبر أمراً هاما وأساسياً في علاج مرضى السكري مع المراقبة الذاتية لسكر الدم والرياضة المنتظمة , واستعمال الدواء بإرشادات الطبيب هذه هي الأسس السليمة التي يبنى عليها علاج السكري .