تتطور يوماً بعد يوم صناعة المواد التي تستخرج من النفط وتظهر آفاق جديدة للاستفادة منه في مختلف نواحي حياتنا .وفيما يأتي دراسة عن الاستفادة من النفط في حقل تنظيف الثياب :
بين تشكيلة المنظفات يحتل الماء مركزاً هاماً ولا سيما عندما يمزج بأحد المنظفات كالصابون النباني أو الحيواني أو كالصابون المشتق من النفط.
وقد عرف الصابون منذ أكثر من ألفي سنة ، واستعمله الرومان منذ القدم، وقام البريطانيون بصنعه منذ القرن الرابع عشر ،وصناعة الصابون اليوم من أهم الصناعات في البلدان المتقدمة .
إلا أنه ، حتى الثلث الأول من هذا القرن ، كان لا يزال يصنع من الزيوت النباتية والحيوانية وحدها . أما اليوم وبسبب ازدياد حاجات سكان العالم اليه فإن الإنسان يستخدم المواد الأولية لصناعة الصابون والمنظفات من النفط . وقد احتل الصابون الصناعي مكان الصابون الطبيعي سواء أكان في الصناعة أو في تنظيف المنازل ! ويعود السبب في ذلك إلى أن فعالية الصابون الصناعي هي كتلك التي يتخلى بها الصابون الطبيعي ، وأحيانا تمتاز عنها بكون الصابون الصناعي يعطي في الماء رغوة أكثر من تلك التي يعطيها الصابون الطبيعي .
وقد بينت الأبحاث أن تركيب ذرات الصابون الطبيعي والمنظفات الصناعية هو نفسه . كذلك حددت الابحاث الميزات التي على المنظفات أن تتحلى بها وهي : ميزة الترطيب ، ميزة إزالة الأوساخ ، وميزة الرفع ( القلع) . وإن ذرات الماء تجذب بعضها البعض . لذا فعندما توضع حبيبات من المياه على قطعة من القماش تتجمع هذه الحبيبات وتلتحم بدل أن تخترق مفقودة عند المنظفات فهي تخترق قطعة القماش وترطبها وبالتالي تنظفها .
ميزة إزالة الأوساخ هي الميزة الأكثر تعقيداً عند المنظفات . فذرات معظم المنظفات تحتوي على طاقة كهربائية تستوعب ذرات الأوساخ الموجودة في قطعة من القماش . ولذا فإن التيارات الكهربائية تجذب بعضها البعض ،وتقوم ذرات الأوساخ خارج قطعة القماش .. فتصبح نظيفة .
والمنظفات تدخل في صناعات عديدة ، كصناعة التنظيف ،وصناعة المواد الزراعية والمعادن والورق والصوف والمأكولات والمشروبات التي تتطلب معاملة خاصة لإزالة الأوساخ منها.
وتستعمل المنظفات في المنازل لتنظيف الثياب والصحون والسجاد وغيرها .
وتمزج النظفات الصناعية المشتقة من النفظ والمعروضة في الأسواق بمواد إضافية عددية منها: مواد قلوية تزيد طاقتها لإزالة الأوساخ ، ومواد مخصصة لتعلبيها ، ومواد تزيدها بياضاً ، ومواد تعطيها قدرة ” التلميع” .
إلا أن هناك مشكلة كبيرة أوجدتها المنظفات هي مشكلة أزالتها بعد الاستعمال ! فقد كان تركيب المنظفات في الماضي يؤهلها لمقاومة مفعول الميكروبات وبالتالي لعدم فقدان قوتها بعد الاستعمال . فكانت المنظفات بعد مرورها بالمجارير تصل إلى الأنهر والبحيرات فتلحق الأضرار بالنباتات والأسماك فيها . أما اليوم ، فقد طرأ تعديل جذري على كيفية تركيبها حد من قدرة مقاومتها للجراثيم ، فأصبحت تزول بسهولة وسرعة أكبر . ولكن الباحثين ما برحوا منصرفين حالياً لإيجاد منظف يزول مفعوله كليا بعد الاستعمال ، وذلك لحماية الحياة النباتية والحيوانية على السواء .