عند الامتحان يعز المرء أو يهان، ويوم العز أو المهانة لا تفصلنا عنه إلا أيام قلائل، وإحساسا منا بمشاعر طلاب الباكالوريا التي غالبا ما تكون هذه الأيام ممزوجة بالخوف والوجل وأحيانا بعدم الثقة ارتأينا أن نقدم بعض النصائح راجين بذلك أن نساعدهم على مرور هذه الأيام بأمان واطمئنان.
هناك بعض الصعوبات التي يمكن أن تعوقك عن الدراسة لدا يجب عليك أن تكتشفها وتحاول التغلب عليها، حتى تستطيع أن تدخل في المراجعة الفعالة، وأهم هذه الصعاب:
1- عدم القدرة على التركيز أثناء المراجعة، فتفقد وقتك في التنقل من درس إلى آخر ومن مادة إلى أخرى دون أن تراجع شيئا.
2- تراكم الدروس وعدم القدرة على تنظيم وقتك للانتهاء منها.
3- كراهية بعض المواد الدراسية، وتصديق الفاشلين الذين يخوفونك منها ويصورونها لك على أنها (شبح مفزع) لا يمكن التغلب عليه.
4- أصدقاء السوء الذين يضيعون وقتك في اللهو دون تقدير لأي مسئولية.
5- القلق والتوتر الناتجان عن المشكلات الخاصة أو العاطفية والتي تشتت الذهن وتضعف من قدرتك على
التركيز الجيد والتقدم الدراسي.
* كيف تراجع؟
لتحقيق المراجعة الفعالة التي تقودك إلى قمة النجاح والتفوق يجب أن تمر بالمراحل الثلاث التالية: القراءة الإجمالية للدرس، الحفظ والمراجعة، والتسميع. وفيما يلي كل مرحلة بشيء من التفصيل :
أولا: القراءة الإجمالية للدرس
يجب أن تبدأ مراجعتك بقراءة الدرس قراءة عامة بصورة إجمالية وسريعة للإلمام بمحتوياته وموضوعه، ويجب عليك اتباع الإرشادات التالية:
1- تقسيم الدرس إلى عناوين كبيرة رئيسية، وتقسيم كل عنوان رئيسي إلى عناوين فرعية أصغر منه، وحفظها لتكوين صورة إجمالية عامة عن الدرس في ذهنك وتحقيق الترابط بين أجزائه.
2- قراءة الدرس إجماليا وبسرعة قبل الشروع في قراءته تفصيليا ودراسته بإمعان، مما يساعد على سرعة الحفظ ويزيد القدرة على التركيز.
3- الاهتمام بدراسة الرسوم التوضيحية والمخططات والجداول التلخيصية، ومحاولة الإجابة عن بعض التدريبات العامة والأسئلة المباشرة حول الدرس.
ثانيا: الحفظ والمذاكرة
القاعدة الذهبية لتحقيق أعلى الدرجات وأفضل النتائج في أي مادة هي: (أحفظ ثم أحفظ ثم أحفظ)، فرغم أهمية الفهم في عملية المراجعة إلا أنه مهما كانت قدرتك على الفهم فلا بد أن تحفظ المعلومات التي سوف تضعها في الامتحان، وكثير من الطلبة الأذكياء يرجع فشلهم إلى اعتمادهم على الفهم فقط دون الحفظ، بعكس بعض الطلبة متوسطي الذكاء الذين استطاعوا التفوق في الامتحانات معتمدين على قدرتهم الفائقة على الحفظ وقليل من الفهم حتى في أدق المواد مثل الرياضيات.
وفيما يلي إرشادات هامة تساعدك على الحفظ الجيد للمعلومات:
1- تعرف على النقاط الرئيسية في الدرس وضع خطا تحتها وكرر قراءتها حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك.
2- افهم القوانين والقواعد والمعادلات والنظريات فهما جيدا ثم احفظها.
3- ضع أسئلة تلخص أجزاء الدرس المختلفة، ثم أجب عنها كتابة وشفاهية.
4- قسم المواد الطويلة إلى وحدات متماسكة يسهل فهمها وحفظها كوحدة مترابطة.
5- ثق بنفسك وبذاكرتك واحفظ بسرعة.
ثالثا: التسميع
يعتقد كثير من الطلبة أن قراءة الدرس وفهمه ومحاولة حفظه تكفي، لكنه عندما يحاول الاجابة عن أحد الأسئلة في الامتحانات فإنه يقف حائرا ويقول: (إني أعرفها وأفهمها) لكنه لا أستطيع الإجابة، ويرجع ذلك إلى إهماله لعملية التسميع وعدم إدراكه لأهميتها القصوى، وتتمثل أهمية التسميع فيما يلي:
1- التسميع يكشف لك مواضع ضعفك والأخطاء التي تقع فيها، فهو مرآة لذاكرتك.
2- هو الوسيلة القوية لتثبيت المعلومات وزيادة القدرة على تذكرها لفترة أطول.
3- أنه علاج ناجح للسرحان فالطالب الذي يذاكر بدون تسميع ينسى بعد يوم واحد كمية تساوي ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع بعد 36 يوما.
وتختلف طرق التسميع باختلاف مادة الدراسة وطريقة كل طالب في المذاكرة، ولكن أفضل طرق التسميع هي التي تشبه الطريقة التي سوف تستخدمها في الامتحان،
أهم طرق التسميع:
– التسميع التحريري، ويكون ذلك بكتابة النقاط الرئيسية والقوانين والقواعد والرسوم التوضيحية وبياناتها، ويتم التأكد مما تكتبه بالرجوع إلى الكتاب، ويجب عند الكتابة للتسميع ألا تهتم بتحسين الخط أو الترتيب والتنظيم، وإنما اكتب بسرعة وبخط كبير حتى تعتاد الجرأة في الكتابة والقدرة على تصحيح أخطائك.
– التسميع الشفوي، وهو أسهل وأسرع الطرق، ويجب ملاحظة ما يلي لتحقيق أفضل النتائج:
1- إذا كنت تسمع لنفسك يجب الرجوع إلى الكتاب في الأجزاء التي لا تتأكد منها.
2- التسميع مع أحد الزملاء أفضل من التسميع لنفسك.
3- التسميع في صورة مناقشة ومحاولة لشرح الدرس يعطي نتيجة أفضل.
– كم من الوقت تقضيه في التسميع؟
يتوقف ذلك على طبيعة المادة التي تراجعها، وذلك وفقا للقواعد التالية:
1- إذا كانت المادة مفككة وغير واضحة فأنت تحتاج إلى 90 % من وقت المراجعة للتسميع.
2- إذا كانت المادة عبارة عن نظريات، معادلات، مصطلحات، تواريخ، قوانين، أسماء، فالتسميع هو العملية الأساسية في المراجعة
3- إذا كانت المادة أدبية كالاقتصاد والفلسفة وعلم النفس، فأنت تحتاج إلى 50 % من وقت المراجعة للتسميع.
رابعا: المراجعة
للمراجعة فوائد كثيرة جدا أهمها تثبيت المعلومات، وسهولة استرجاعها مرة أخرى عندما تسأل فيها، كما أن مراجعة الدروس السابقة بانتظام يساعدك على فهم ما يستجد منها فهما كاملا وفي وقت أقل من سابقتها.
– كيف تراجع ؟
1- لا تحاول مراجعة جميع الدروس دفعة واحدة وإنما قسمها إلى مراحل متتابعة.
2- تصفح العناوين الكبيرة أولا ثم العناوين الفرعية، مع محاولة تذكر النقاط الهامة.
3- حاول كتابة النقاط الرئيسية في الدرس والقوانين والمعادلات والقواعد وما شابهها.
4- أجب عن بعض الأسئلة الشاملة، ويفضل أن تكون من أسئلة الامتحانات السابقة.
5- يمكن أن تكون المراجعة في صورة جماعية من خلال طرح أسئلة والإجابة عليها مع بعض الزملاء مما يزيد من حماسك وقدرتك على التذكر والاسترجاع.
متى تراجع ؟
قد يظن البعض أن المراجعة تكون في آخر العام أو قبل الامتحانات فقط، ولكن ذلك غير صحيح، فالمراجعة من أول العام الدراسي هامة جدا للتأكد من تثبيت المعلومات والقدرة على تذكرها، ولذلك يجب عليك اتباع الآتي:
1- مراجعة مادتين أو ثلاث على الأكثر كل أسبوع بحيث تستكمل مراجعة جميع المواد مرة كل شهر.
2- تخصيص يوم العطلة الأسبوعي للمراجعة.
3- المراجعة قبل الامتحانات هامة جدا وضرورية لأنها مفتاح التفوق.
* الامتحانات
– تأكد من جدول الامتحانات قبل موعده بوقت كاف.
– لا تجهد نفسك قبل الامتحان وأهتم بغذائك.
– لا تكثر من المنبهات ولا تتناول الأدوية المسهرة فهي تضرك أكثر مما تفيدك.
– أعد أدواتك كل ليلة طبقا لامتحان الغد، وخذ قسطا كافيا من النوم قبل الامتحان لترتاح جسميا ونفسيا وذهنيا وتركز في الامتحان.
– عجل في الذهاب إلى لجنة الامتحان، وقد أخذت ما يلزمك من أدوات، ولا تنسى رقم جلوسك، وأدخل الامتحان مستريح الجسم، مطمئن النفس، واثقا من النجاح.
– اقرأ ورقة الأسئلة كلها جيدا بإمعان وهدوء ولا تتعجل في الإجابة، ولا تتردد عند الإجابة أو الاختيار حتى لا يضيع وقتك.
– قسم زمن الإجابة بين الأسئلة المطلوب الإجابة عليها، واترك بعض الوقت للمراجعة، ولا تغادر لجنة الامتحان قبل انتهاء الوقت.
– اترك فراغا بعد إجابتك عن كل سؤال فربما تحتاج إلى زيادة شيئا ما عند المراجعة.
– ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة، وتأكد من الأسئلة الإجبارية والاختيارية.
– يفضل أن تكتب مسودة للإجابة، وتأكد أن المصحح يرجع إليها أحيانا ويحتسب لك درجاتها.
– حدد المطلوب من السؤال بالضبط، وأجب على قدره، ورتب إجابتك في شكل عناصر وفقرات.
– إذا تذكرت نقطة متعلقة بسؤال آخر وأنت تجيب فسارع بكتابتها في المسودة قبل أن تنساها.
– لا تترك أي سؤال مطلوب منك إجابته دون أن تكتب فيه، وإذا لم تستطع الإجابة عن السؤال كله فأجب عن الجزء الذي تعرفه منه، فإن ذلك يحتسب لك في الدرجات.
– لا تخرج من قاعة الامتحان قبل أن تراجع إجاباتك فربما تكون قد نسيت شيئا أو تتذكر شيئا جديدا تضيفه للإجابة.
– اعتمد على نفسك ولا تحاول الغش، فمن غشنا ليس منا كما قال رسول الله، كما أن محاولاتك للغش تزيد من توترك واضطرابك، وتشتت أفكارك، وتعرضك لإلغاء امتحانك والرسوب فأحذر أن تضيع نفسك.
– تذكر أن وضوح خطك ونظافة ورقة الإجابة، وحسن تنظيم الإجابات وعرضها من أهم عوامل النجاح والتفوق.
* نصائح عامة للتفوق
1- حسن علاقتك مع الله وتعرف إليه في أوقات رخائك حتى يقف بجانبك في أوقات شدتك وعند حاجتك إليه.
2- ثق في نفسك وفي عقلك وقدراتك، وتأكد أنك قادر على النجاح والتفوق فأنت لست أقل ممن سبقوك على طريق النجاح.
3- اجتهد في مذاكرتك وتأكد أن كل مجهود تبذله سيعود عليك بالنفع والخير لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
4- حدد هدفك في الحياة وضعه نصب عينيك، واجتهد في الوصول إليه بكل قوتك وإمكانياتك، حتى تنفع نفسك وأهلك ووطنك.
5- استعن بالله ولا تعجز، وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الدنيا لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وأن الدنيا لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.
مع متمنياتنا بالنجاح والتوفيق لجميع الطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات.