يحاول البعض عادة القاء اللوم في انخفاض معدلات الخصوبة لدى الرجال على أجهزة الكمبيوتر وركوب الدراجات، إلا أن عالما يرى أن هناك أسبابا أخرى تخفض معدلات خصوبة الرجال بشكل مباشر.
وهذه الأسباب الجديدة تكمن في المواد الكيميائية، الموجودة في كل شيء، بداية من وسائل الحماية من أشعة الشمس، وحتى أواني الطهى، كما يقول الباحث الدنماركي “نيلز يورجنسن”.
وأوضح العالم يورجنسن في دراسته، التي استمرت 15 عاما وشملت أكثر من 5000 رجل دنماركي: “الحياة الحديثة تجعلنا نتعرض للعديد من المواد الكيميائية، ونحن لا نعلم مدى تأثيرها على صحتنا”. فقد وجد يورجنسن أن 25% فقط من الرجال الذين شملتهم الدراسة كانت لديهم “نوعية سائل منوي جيد حقا من حيث الشكل وتركيز الحيوانات المنوية”.
المواد الكيميائية المثيرة للقلق تعرف باسم “مشتقات الإفثالين” phthalates، وهي موجودة في كل شيء، من ستائر الحمام وإلى لوحات السيارات، ومواد التنظيف، والمنتجات التي يكون معظم الرجال في اتصال يومي معها.
ويرى يورجنسن أيضا أن المواد المشبعة بالفلور أيضا “ضارة للغاية”، وتوجد هذه العناصر في الحياة اليومية مثل أدوات قلي الطعام والسترات المضادة للمطر.
واضاف: “غالبا ما نُنصح بحماية أنفسنا مع الشمس بكريمات الشمس، إلا أننا وجدنا في المختبرات أن بعض هذه المواد الكيميائية يمكن أن تتداخل مع وظائف الحيوانات المنوية، وليس الرجال البالغين فقط من هم في عرضة لهذا الخطر، بل يُعتقد أيضا أن الصبية الذين لم يولدوا بعد ممكن أيضا أن يتعرضوا للخطر”.
وقد جعل هذا يورجنسن أيضا أن يقدم المشورة ضد استخدام المواد الواقية من أشعة الشمس، وضد المكياج للنساء الحوامل، فهذه المواد يمكن أن تؤثر سلبا على إنتاج الحيوانات المنوية في المستقبل للأجنة الذكور.
بالرغم من ذلك فقد تعرضت دراسة يورجنسن لانتقادات من قبل الدكتور “كريس فلاور” من رابطة مستحضرات التجميل وأدوات الزينة والعطور في المملكة المتحدة، الذي قال: “يمكننا القول بشكل قاطع إن منتجات التجميل تخضع لمعايير القوانين الأوروبية الصارمة حتى تكون آمنة، إن عدم استخدام الكريمات للحماية من الشمس هي بالقطع مشورة خاطئة، لأننا نعرف جيدا مخاطر وأضرار أشعة الشمس على صحة الإنسان”.