يكفي النظر الى عيون محدثك إذا كنت تريد ان تعرف ما يجول في خاطره.
يقال ان العين هي مرآة الروح، لأنها تعكس العواطف والخلجات التي لا يريد الشخص ان يكشفها. ورغم ان العلم الحديث ينفي وجود الروح عند الإنسان، إلا ان بعض العلماء يعتقدون ان في هذا القول القديم بعضا من الحقيقة. لقد تبين ان العيون يمكن ان تؤثر في كيفية تقبلنا للمعلومات واتخاذ القرارات، إضافة الى انها تعكس ما يجري في دماغنا.
العيون في حركة مستمرة، بعض هذه الحركات نتحكم بها، ولكن الأغلبية منها تتم في اللاوعي. فمثلا خلال القراءة تتحرك بسرعة بصورة عشوائية، حيث يتركز نظرنا على كل كلمة، ونفس الشيء يحصل عندما ندخل الى الغرفة ولكن في هذه الحالة تكون النظرة أوسع.
بينت نتائج دراسة علمية أجريت مؤخرا، ان رصد اتجاه النظر يمكن ان يؤثر في خيارنا الأخلاقي ، اردنا ذلك أم لا.
طرح الباحثون على المشتركين في الدراسة (12 مشتركا) اسئلة أخلاقية مثلا (هل يمكن تبرير القتل؟)، وبعد ذلك عرضوا عليهم من خلال شاشة الكمبيوتر خيارات الاجابة مثل “احيانا نعم ” و “لا يمكن مطلقا”. ومن متابعة حركة عيون المشتركين في الدراسة، اتضح انهم كانوا يختارون الاجابة التي تركزت عليها عيونهم، حتى بعد رفع خيارات الاجابة من شاشة الكمبيوتر.
يقول الخبير دانيل ريتشاردسون من كلية لندن الجامعية، “لم نزودهم بأي معلومات اضافية، بل فقط راقبنا كيف تجري عملية اختيارهم الاجابة، وقطعناها في اللحظة المناسبة. كما اجبرناهم على تغير رايهم من خلال تحكمنا بلحظة اتخاذ القرار”.
كما طلب الباحثون من المشتركين في الدراسة قراءة ارقام مختلفة بصوت عال، وراقبوا حركة عيونهم، حيث تبين انهم عند قراءتهم للأرقام الكبيرة يتوجه نظرهم نحو اليمين والأعلى، وعند قراءتهم للأرقام الصغيرة يتوجه نحو اليسار والأسفل.
وحسب رأي الخبراء ان شكل الأرقام المجردة في دماغنا يرتبط بالحركة في الفراغ.
يشير العلماء الى أنه من أجل التوغل في دماغ الشخص، لا حاجة لتصوير شعاعي، “لأن العين هي ما يشبه النافذة التي من خلالها يمكن مشاهدة عملية التفكير. نحن لا نقدر حجم المعلومات الذي تعطيه العيون”.