يقول علماء إن البحوث الخاصة بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) قد تقود إلى اكتشاف عقاقير جديدة لعلاج أمراض سرطان الثدي المستعصية.
وقال فريق بحثي من جامعة غلاسغو في اسكتنلدا إن أحد أجزاء الحمض النووي الذي يسبب اللوكيميا له دور في توليد بعض الأورام الأخرى، الأمر الذي قد يساعد في البحث عن عقاقير جديدة.
ويقول باحثون آخرون إنهم اتخذوا خطوات أولية باتجاه إجراء فحوصات للدم من شأنها تحديد سرطان الثدي.
ويمكن علاج أنواع سرطان الثدي المؤكدة التي يؤدي إليها هرمونا الأستروجين أو البروجستيرون (هرمونان يولدان في مبايض المرأة قبل انقطاع الطمث ولهما دور في دورة الحيض والحمل) عن طريق علاج الهرمونات بعقار مثل التاموكسفين.
وكما يساعد عقار آخر يعرف باسم هيرسيبتين في علاج هذه الأورام فقط.
لكن هناك حالة واحدة من بين كل خمسة إصابات بسرطان الثدي تقريبا لا تعالج إلا من خلال ما يعرف بـ “السلبيات الثلاث” وهي العلاج الكيميائي، أوالعلاج بالإشعاعات، أو بالجراحة.
بحوث اللوكيميا
وبحث فريق من جامعة غلاسغو في دور الجين الوراثي “ران إكس “1، وهو أكثر الجينات تأثرا بالتغييرات عند الإصابة باللوكيميا.
وتوصلوا إلى أن ذلك الجين ينشط في أكثر الأنواع المميتة من أمراض السرطان ذات السلبيات الثلاث سابقة الذكر.
وبإجراء اختبارات على 483 شخصا مصابا بنوع من السرطان يتطلب علاجا عن طريق إحدى “السلبيات الثلاث”، تبين أن المرضى الحاملين للجين الوراثي “ران إكس 1” هم أكثر عرضة للموت بالسرطان أربع مرات مقارنة بغير الحاملين له.
ونشرت نتائج البحث في مجلة “بلوس وان”.
وقالت كارين بليث، إحدى الباحثات بالدراسة، لـ بي بي سي إن هذا البحث “يفتح الباب أمام احتمال مثير للاهتمام باستهداف الجين ران إكس 1 في علاجات السرطان”.
وأضافت: “في البداية، نحتاج إلى إثبات أن هذه الصفة الوراثية مسببة للسرطان. هناك عقاران يطوران في الولايات المتحدة الآن ويستهدفان هذا الجين الوراثي لعلاج اللوكيميا. وإذا نجح ذلك، يمكن اختباره على خلايا سرطان الثدي.”
لكن لا يزال دور هذا الجين الوراثي ملتبسا. فعادة ما يكون له دور حيوي في إبقاء الخلايا حية وفي إنتاج خلايا الدم. كما يمكنه أيضا في بعض الأحيان أن يحفز أو يتصدى للأورام.
وهو ما يعني أن استخدام أي عقار لاستهداف هذا الجين الوراثي قد يكون له أعراض جانبية.
وقالت كات أرني، مديرة الاتصالات بهيئة بحوث السرطان بالمملكة المتحدة إنه “لا يزال هناك الكثير مما نحتاج إلى فهمه عن أمراض سرطان الثدي ذات السلبيات الثلاثة، فقد يكون علاجها أصعب في بعض الحالات. فهناك نحو اثنين من بين كل ثلاث نساء مصابات يعشن بالمرض لأكثر من 20 عاما.”
وأضافت “لكن يجب القيام بالمزيد، ونحتاج بسرعة إلى مزيد من الدراسات المشابهة، خاصة في أطوار المرض التي نعرف عنها القليل، وذلك لنبني على التقدم الذي حققناه وننقذ المزيد من الأرواح.”
فحص للدم
وفي تطور منفصل، يرى علماء في جامعة لندن كوليدج أنهم اتخذوا الخطوات الأولى لفحص الدم بهدف اكتشاف سرطان الثدي.
واكتشف العلماء تغيرات في الحمض النووي في خلايا المناعة في دم المصابات اللاتي كن يواجهن مخاطر عالية للإصابة بسرطان الثدي، إذ تبين أنهن ورثن الصفة الوراثية “BRCA 1” التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
ويقول مارتن ويدشويندتر، من جامعة كلية لندن، “فوجئنا بوجود نفس البصمة في عدد كبير من النساء غير الحاملات للجين الوراثي BRCA 1، وتمكننا من توقع خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل عدة سنوات من التشخيص.”
ويرى الفريق أنها قد تكون العامل الأساسي في اختبارات الدم.
ويقول ماثيو لام، كبير الباحثين في مؤسسة “بريكثرو” لمكافحة سرطان الثدي إن هذه النتائج “مبشرة، ونحن متحمسون لمعرفة كيف يمكن للمزيد من البحوث استكمال هذه الاكتشافات”.
BBC