وأخيرا أصبح باستطاعة البشرية أن تطمئن إلى أن غذاءها الضروري لن ينفذ في المستقبل كما كان يخشى علماؤها الكثيري الحذر :
ذلك أن الصناعة قد تفلح قريبا في اتباع طريقتين ابتدعتا في جامعة ” لافال” في الكيبيك لتلافي أخطر نقص في أغذية البشر : نقص البروتيين .
توصل الأطباء ريال وسيمارد وبولي بعد محاولات عدة إلى استخلاص البروتين من النشا الكامن في البطاطا وفي بعض النباتات الأخرى . وجدير بالذكر أن الحيوانات الأليفة تأكل النباتات الغنية بالبروتيين دون أن تفيد الإنسان إلا بكمية قليلة منها . فالخنازير مثلا تعيد 10 بالمئة فقط من البروتيين التي تأكله والبقر 8 بالمئة والدواجن 50 بالمئة , فهل ستظل أغذية الحيوان أكثر جودة من أغذية الإنسان ؟
كان على باحثي جامعة ” لافال” اختيار أحد الأمرين : إما أن يدخل في أغذية الحيوانات كميات من البروتيين الصناعي الذي لا يتقبله الإنسان ، وإما تزويد الأغذية البشرية بالبروتيين المستخلص من النبات .
وقد لجأ الباحثون أولا إلى الخميرة لإيجاد البروتيين ، ثم أدركوا أن انتقاء قسائم من الخميرة يعطي مفعولا أقوى في تحويل النشا الموجود في البطاطا ، وثمة طريقة أخرى أعطت النتيجة نفسها : فقد تم إيجاد خلاصة بروتينية مأخوذة من البرسيم ، مغبرة الشكل لا طعم لها ولا رائحة تستعمل لتحسين الأغذية أو لإيجاد أغذية جديدة . وتوضع هذه الخلاصة في مصفاة ذات ثقوب صغيرة ثم تجمع وتزود بمادة تعطيها الطعم واللون .ولهذه الطريقة حسنات ، فهي تحد من كمية المذوبات المكلفة والضرورية مثل الاسيتون .