في حياتنا اليومية العادية نكاد لا نلاحظ اولئك الجيران المجهريين . و لكن عندما تتغذى الجراثيم الإيجابية الغرام Gram- positive bacteria ( وقد سميت كذلك بسبب الملوّن الذي تلوّن به شريحة المجهر ) , عندما تتغذى على السكر و النشاء فان النتيجة يمكن أن تكون نخراً للأسنان . أما عندما تتناول الجراثيم السلبية الغرام ( Gram – Negative ) غذاءها , فان الناتج الثانوي لهذا الغذاء يكون مواد محمولة جواً تسبب رائحة كريهة أو بخراً ( Halitosis ) . ونوع الرائحة المنطلقة من هذه العملية , يعتمد على نوع الطعام الذي تتغذى عليه . فوجبة من جزيئات محتوية على مادة الكبريت , تنتج رائحة مثل الملفوف العفن , و هناك أيضاً جزيئات من أحماض الأمينو . ولكل نوع من هذه ” المأكولات ” الجرثومية رائحته المميزة التي لا يخطئها الأنف .موقع طرطوس
إن البكتريا الأكثر احتمالاً بأن تسبب هذه الرائحة إنما تفضل الظروف اللاهوائية أو الخالية من الأكسجين . ولنفس هذا السبب , فان معظم الناس يستيقظون من نومهم صباحاً وقد تغيرت رائحة أفواههم , و ذلك لأن الفم أثناء النوم يكون في أغلب الأحيان مغلقاً و لا تصله كميات متجددة من الأكسجين . ولنفس السبب أيضاً تتغير رائحة فم الإنسان عندما يصمت طويلاً و يبقي فمه مغلقاً , أو عندما ينقطع عن الأكل لمدة طويلة , إذ إن تراكم طبقة سميكة من اللويحات على اللسان أو الأسنان , يوجد ظروفاً خالية من الأكسجين في أقصى الطبقات الداخلية منها .موقع طرطوس
كما أن بطء تدفق اللعاب في الفم يمكن أن يكون عاملاً أيضاً لأن تباطؤ تدفق اللعاب في الفم يعطي الجراثيم فرصة التغذي على الببتيدات و البروتينات كما أن إصابة الفم بالجفاف يمكن أن تغير رائحته . إن البكتريا المسؤولة عن بخر الفم تفضل اللعاب القلوي . و على هذا , فمع أن أكل الحلوى ضار بالأسنان , إلا أن الحلوى يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة للنفس الكريه و ذلك بالنظر إلى أن الغلوكوز يجعل اللعاب حامضياً .
أسباب أخرى للبخر
إن حوالي 90% من حالات كراهة رائحة الفم , تنتج عن البكتيريا الفموية . ولكن هنالك أسباباً أخرى للبخر . فالتهاب اللوزتين و الجيوب الوجهية يمكن أن تسبب البخر أحياناً . وفي حالات نادرة يمكن أن تكون أورام المسالك التنفسية , من مصادر البخر . أما ما مدى تواتر المشاكل الهضمية المعوية , كسبب للبخر , فهذا من المسائل التي لم تحل بعد . فبعض الخبراء يقولون المريء الرقيق الشبيه بالأنبوب قد يتهاوى على نفسه بصورة طبيعية , وفي مثل هذه الحالة لا تعود الغازات ذات الرائحة في ” معدة سيئة الحال ” لا تعود قادرة على اتخاذ مسارها الطبيعي , و هذا لا يستثني التجشؤ ذا الرائحة الكريهة . و هنالك أيضاً ما يصطلح على تسميته ” أنفاس الكبد ” و هو النفس الكريه المختص بمرض تشمّع الكبد . وهناك اضطراب استقلابي نادر , سبب رائحة ” زنخ ” للبول والعرق واللعاب .
رائحة الثوم لماذا تدوم ؟
لا ضرورة لدراسة تدل على السبب الذي يطيل أمد رائحة الثوم المنبعثة من الجسم . ولكن ما يجهله الكثيرون هو سبب بقاء هذه الرائحة كل ذلك الوقت الطويل , وسبب عجز فرشاة الأسنان عن إزالة رائحة الثوم . و قبل عامين خرج البحّاثة من المركز الطبي لشؤون قدامى المحاربين في منيابوليس , بنظرية توضح سبب هذه الخاصية الشديدة اللصوق لرائحة الثوم .
تقول نظريتهم إنه لما كان الجسم عاجزاً عن تغيير رائحة المادة الكبريتية بهذه العشبة , بصورة من الصور , فإنها تبقى جائلة في دم الشخص مدة طويلة و تظل قادرة على التسرب إلى المسالك الهوائية في جسمه , و التسبب في كراهة رائحة الهواء الخارج مع الزفير .
هل من علاج ؟
ما برح أطباء الأسنان طوال السنوات الأخيرة ينصحون مرضاهم بصقل ألسنتهم بالفرشاة , جنباً إلى جنب مع أسنانهم .
و يرى المختصون أن 80 % من البكتريا التي تسبب البخر تستوطن منطقة مثلثة الشكل في أعلى اللسان , وهي منطقة رطبة منحدرة تسمح بتراكم مستوضعات البكتريا . و صقل هذه المنطقة بالفرشاة , هو أنجع طريقة للقضاء على رائحة الفم الكريهة , ولو أن ذلك عمل يصعب على الكثيرين لأنه قد يسبب شعوراً بالاختناق .موقع طرطوس
ثم هنالك مستحضرات كثيرة لغسول الفم , وهذه تصنف في عداد مواد التجميل . و معظم هذه المستحضرات لا يعالج مشكلة البخر و لكنه يخفيه , مثل المستحضرات المحتوية على النعنع .موقع طرطوس